أعجب بي شاب ... فكيف أعرف هل هو جاد أم لا؟

0 529

السؤال

السلام عليكم

أنا شابة بعمر 29 سنة، موظفة، أتاني شاب في مجال العمل، وأعطاني رقم هاتفه حتى أعطيه الرد على شيء فيما يخص العمل لعدم استطاعته المجيء إلى مكان العمل كخدمة، قبلت لأنه شاب على مستوى عال من الأخلاق والعلم، أجبته بخصوص العمل، فبدأ يكلمني عن نفسه وأهله وعمله، وبدأ يمدحني, ويصفني بأني بشوشة، تحاورنا مع بعضنا في مواضيع عامة لمرتين على يومين متتالين ولمدة طويلة.

أنا لا أحب كثرة الكلام، ولا أعرف جدية الشاب، فهل الشاب معجب بي ويريد الزواج بي, رغم أنه لم يصارحني بموضوع الزواج؟ وكيف أعرف هل هو جاد في الموضوع؟

خصوصا أنه في نفس الفترة تقدم لي شخص للزواج.

أنا محتارة لأن الشاب على مستوى عال من الدين والثقافة، فأريد أن تفيدوني عن كيفية معرفة الشاب وجديته؛ لأني طيبة، وخبرتي بسيطة جدا مع الشباب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جراح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

خبرتي بسيطة جدا مع الشباب، هذه هي آخر عبارة ختمت بها رسالتك، ورغم أنها تبدو كعامل نقص في حق الفتاة لدى بعض الناس، إلا أنها في الواقع تعكس صورة كمال وبراءة لديك، وهذا ما يميز الفتاة المسلمة العفيفة بنت الكرام، يميزها الطهر والبراءة، والغفلة عن مخادعة الرجال، وأساليب الفتيات الملتوية مع الشباب، فأنت تمثلين وصف (الغافلات المؤمنات) الوارد في سورة النور، غافلات عن التفكير بأمور العلاقة المحرمة مع الشباب، ونحييك على هذه الروح.

ما حصل معك -أختي الكريمة- هو أمر غير سائغ -رغم أنه لا يزال في بدايته- وذلك أنك استرسلت مع هذا الشاب بكلام شخصي خارج عن إطار العمل، والأصل أنك تغلقين الكلام معه، ولا تعطينه أي فرصة للكلام عن الأمور الشخصية، لأنه لا يوجد أي داع لذلك، فلست قريبة له، أو أخته، أو حتى طبيبة نفسية زارك في العيادة لتستمعي لمشاكله وهمومه!

عليه فالموقف الصحيح هو أن تخبريه بأنك امرأة واضحة، وأنك لا ترغبين في أي علاقات خارج الزواج الشرعي، ولو كان يمهد للزواج فليتفضل بالدخول من الباب، وليذهب إلى أهلك الكرام وليخطبك منهم، ولا كلام معه بعد ذلك حتى تتم الخطبة والزواج، فإن كان جادا فسيتقدم للخطبة، وإن كان شخصا لعوبا فسيكفيك الله شره، ولكن بعد أن تتخذي أنت موقفا بالامتناع عن الكلام معه، أو الرد على اتصالاته، ولا تحسني الظن كثيرا بالآخرين مهما بلغوا من درجة التدين والأخلاق، طالما جاؤوا من النافذة ولم يأتوا من الباب، فالدين والخلق الحقيقي ليست هذه أصوله ولا عوائده.

نرجو أن تتخذي موقفا حاسما حيال هذا الشخص، حتى لا يسترسل معك، ويخطف منك قلبك، ولا تتمكنين من استرجاعه، فهناك سراق للقلوب، بل وسراق للكرامة والشرف كذلك، فلتكوني حصيفة وعاقلة -وهذا واضح من رسالتك وكلامك أنك كذلك-.

نسأل الله أن يجنبك الأشرار، وأن يرزقك الزوج الصالح.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات