السؤال
أساتذتي في إسلام ويب.
أنا طالب في الثانوية, وسأنتقل للدراسة في الجامعة السنة القادمة -إن شاء الله- دراستي جيدة, ومعدلي جيد -والحمد لله-.
مشكلتي: أنني غالبا ما أتعب من الدراسة، وأمني نفسي بأنني في يوم من الأيام سأصبح رجلا محترما بين الناس و.. و.. و.., أي أنني أتخيل نفسي رجلا ذا وظيفة مرموقة, وعيشة رائعة بين الناس، وأحيانا ما أنجرف وراء الأحلام, وأتخيل القصص والمغامرات التي تحدث معي في وظيفتي وأمام الناس, وأستمتع بهذا.
أريد أن أعرف مدى إيجابية وسلبية ما أفعله.
هل هذا يعد من الرياء الذي يبطل العمل ويخلد صاحبه في النار؟
لحدديث (من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)
إذا كان هذا من الرياء فكيف أبتعد عنه؟
علما بأنه قد مضى علي مدة ليست بالقصيرة، وأنا أفعل ما أفعله.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أسعدنا معدلك ومستواك الجيد، وهذا يحفزنا للمزيد من التشجيع على مستقبلك الجامعي الباهر -إن شاء الله-، وطالما أنك تتخيل نفسك في أماكن مرموقة، ووظيفة كبيرة، فهذا أدعى للسعي لتحقيق هذا الطموح، وما يسميه البعض (أحلام اليقظة) هي في الحقيقة أفكار إبداعية يمكن توظيفها كمحفز ومنشط نحو تحقيق الأهداف الكبيرة!
هذه هي الناحية الإيجابية التي تمارسها أنت، بدليل احتفاظك بمستواك ومعدلك الجيد حتى الآن، أما ما تعتقد كونه ناحية سلبية من جهة شرعية، حول ما تعتقد بأنه رياء؛ فليس ذلك رياء؛ لأن الرياء هو إظهار عمل الآخرة ابتغاء رؤية الناس له، ومدحه على ذلك، أما ما تسعى إليه أنت من مناصب دنيوية كوظيفة, أو أن تصبح مديرا في جهة ما، فهذه أمور دنيوية بحتة ولا يدخلها الرياء من هذه الناحية، ولو كان قصدك رؤية الناس لك فيها فهذا أمر جائز طالما أنها لا تتعلق بعمل الآخرة، ولكن ننصح بأن تكون نيتك في طلبها أن تخدم بها أمتك ومجتمعك، حتى يكتب لك التوفيق فيها وتؤجر على ذلك.
أما الحديث الذي سردته فهو يؤكد ما قلناه لك فطلب العلم هنا، يقصد به علم الشرع والدين، فمن طلب العلم بنية التعالي على الناس, وإظهار نفسه عليهم بالمغالبة والمناظرة فقد ظلم هذا العلم, وتسبب في تشويه الدين فكان ذلك جزاؤه، ولست أنت من هذا النوع.
نسأل الله أن يوفقك ويفتح عيك.
لمزيد من الفائدة طالع التالي:
علاج أحلام اليقظة سلوكيا:( 281321 - 273281 - 280938 - 281321).
والله الموفق.