السؤال
أنا بنت عمري 22 سنة، وأدرس في الجامعة، مشكلتي أني عاطفية إلى حد ما، ارتبطت بشاب ولكن بعد فترة انفصلنا لأن ظروفه المادية والاجتماعية لم تكن تسمح له بالزواج، لقد أحببت هذا الشاب حتى أكثر من نفسي، وتأثرت كثيرا بقرار البعد، بدأت أدخل النت، وأتكلم مع أناس من دول كثيرة، وقابلت شابا فلسطينيا على النت، وأحسست أنه قريب مني، وكنت بهذه الفترة أشعر بالضياع، وبدأت أشكو له وهو يشكو لي، وتحولت علاقتنا لحب، وبقينا على هذا الحال نحب بعضنا لمدة سنة.
فجأة تغير مرة واحدة، وقال لي إن والده يريد أن يزوجه إحدى قريباته وأنه رافض من أجلي، ولكني اكتشفت كذبه في الأخير، حيث تبين أنه خاطب بنتا مغربية، وأنا لم أكن أعرف! استغلني أسوأ استغلال، مع أنه حلف لي أني المرأة الوحيدة التي في حياته، شعرت أن عالم النت كذبة، وأن العالم كذبة، وأن الحقيقة أيضا كذبة.
أتمنى أن أتقرب من الله مرة ثانية، وأبتعد عن كل شيء يتعبني، أتمنى أن أجد أحدا يدلني على الطريق الصحيح.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من رحمة الله تعالى بك أن أنقذك، وبين لك خطأ ما كنت تعملين، وبالتالي فأنت في الواقع على الطريق الصحيح الذي طلبت بأن ندلك عليه، ولكن بقي أن نصف لك بعض الإرشادات والوسائل المعينة على سلوك هذا الطريق.
عاطفتك أثرت عليك بشكل كبير، ابتداء بالارتباط بشاب لم يكن جاهزا للزواج، ولا نلوم الظروف التي حصلت له، بل اللوم يتوجه لكما، حيث استرسلتما في هذه العلاقة، مع أن وضع الخطبة لا يسمح شرعا بهذا الاستطراد وحصول هذا التعلق الكبير، خوفا من الانفصال وحصول المشاكل بعد ذلك.
كما أثرت عليك عاطفتك ثانيا في ردة الفعل القوية التي تبحث عن الارتباط وتعويض الحب الذي افتقدته بعد فقدك للشاب السابق، وقمت بالاستعاضة عنه بشاب جديد لعله يملأ الفراغ السابق! وقد كان هذا القرار فيه نوع من التسرع والعجلة كذلك.
عالم النت عالم مجهول، وفيه الكثير من الخير والشر معا، وأثبتت التجارب أن النت عبارة عن فخ كبير تقع فيه الفتيات البريئات أمثالك وأنه ليس سبيلا سليما للزواج، ولعل ما سبق يكون درسا بليغا لك مستقبلا، بحيث لا ترتبطي بأي علاقة مع أي شاب حتى لو كان جادا!
الطريقة المثلى هي أن يأتي الشاب البيت من الباب، فيطلبك رسميا من أهلك، وهكذا تختفي هذه المشاكل التي يعاني منها أكثر المبحرين في عالم النت ومحيطه الذي لا ساحل له!
جميل أن تستشعري حاجتك إلى القرب من الله تعالى، فهو سبحانه وتعالى بيده مقاليد السماوات والأرض، وعليه المعول والاعتماد في حل مشاكلنا، وتفريج همومنا وكرباتنا، فحافظي على أوامره وفرائضه واجتنبي نواهيه، وأكثري من الاستغفار لقوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)، والإلحاح على الله بالدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يكون قرة عين لك في الدنيا والآخرة، واعلمي أن الزواج رزق، وأن الرزق لا ينال إلا بطاعته.
نسأل الله تعالى أن يرزقك الصبر والتقوى، والزوج الصالح، والله الموفق.