السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أنا شاب أبلغ من العمر 23 عاما، كنت مصاحبا لصحبة غير سوية، واستخدمت المخدرات (الكبتاجون) حينها كان عمري 17 عاما لمدة ثلاث سنوات، وبعدها قررت تركها.
تركتها بعد عون من الله تركت هذه الصحبة السيئة، وجلست بعدها بالمنزل لمدة عام كامل انقطاع عن الناس، وبعدها عانيت من الرهاب الاجتماعي الذي كنت أجهلة لمدة 3 سنوات، وبعدها تطور الأمر إلى قلق أثناء النوم، وبعدها تتطور الأمر إلى وسواس على أصحابي الجدد وحساسية زائدة عن أي زلة من أصحابي، حتى جاء لي وسواس، تأتيني أفكار أنني سأفقد أبي أو أمي أو أحد إخوتي أو..، ولكن سرعان ما أتدارك الأمر وأقول فوضت أمري لله، إلى أن أتى يوما وأصابتني نوبة إغماء، لا أعلم إن كانت انخفاضا للضغط، أو من أي شيء آخر، ولكن من بعدها لم أستمتع بحياتي، أتاني الوسواس أن في عين أو سحر أو مس أو اكتئاب أو ...حتى انهارت قواي النفسية، ولم أستطع تحمل الأمر.
أشار إلى أحد أصحابي بالذهاب إلى دكتور نفسي فذهبت على أني سأجد العلاج، ولكن دخلت بعالم الأوهام والخوف من الاكتئاب والقلق فكل ما أسمع به أرتجف، وأخاف ولا أريد سماع ذكره.
صرف لي الدكتور عدة أدوية لسترال وزبريكسا، الحمد لله تحسنت حالتي، ولكن أحس بأنني أعيش بحياة اصطناعية لا أقل ولا أكثر، صحيح أن الخوف من الموت اختفت أعراضه كذلك الهلع اختفت كذلك الرهاب، ولكن بقيت أعراض غريبة تأتيني أكثر الأحيان برودة في الجسم غشاوة على عيني قلة تركيز أريد حلا، لا أريد أدوية تعبت منها.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ متفائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالحمد لله الذي عافاك وجعلك تقلع عن تناول (الكبتاجون) كأحد المؤثرات العقلية الخطيرة.
الأعراض التي أعقبت تعاطي (الكبتاجون) تتمثل في وجود قلق نفسي، وهذا القلق تجسد في صورة ما نسميه بالمخاوف الوسواسية، والتي جعلتك تكون قلقا وتلجأ إلى بعض التأويلات والتفسيرات الخاطئة التي من الواضح أن ما نسميه بالقلق التوقعي قد سيطر واستحوذ على تفكيرك.
الحالة إن شاء الله تعالى في متناول العلاج تماما، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب أدوية جيدة وفاعلة جدا، وهي تمثل ركيزة أساسية في العلاج؛ لأن الأنفتامينات و(الكبتاجون) على وجه الخصوص يؤدي إلى إفراز مادة (الدوبامين) بكثافة في الدماغ، ويعرف أن اضطراب إفراز هذه المادة يؤدي إلى اضطرابات نفسية، وفي بعض الأحيان اضطرابات ذهانية أيضا.
وضع المسارات الكيميائية الدماغية في وضعها الصحيح هذا يتطلب تناول الدواء. إذن هنالك علاج بيولوجي، وأنت الحمد لله تعالى متفهم له تماما.
خطة العلاج الثانية هي الجانب السلوكي النفسي الاجتماعي، وأهم ما في هذا أن تدرك إدراكا تاما ومطلقا أنك الحمد لله تعالى قد تحسنت، وهذا التحسن يستمر إن شاء الله تعالى من خلال صرف الانتباه عن الأفكار السلبية، إدارة الحياة والوقت بصورة صحيحة، وفي حالتك ممارسة الرياضة على وجه الخصوص يعتبر ذو أهمية بالغة للتصدي للأعراض التي تزعجك الآن، وهي برودة الجسم والغشاوة في العين وقلة التركيز.
هذه في حد ذاتها أعراض قلقية اكتئابية بسيطة، ويعرف أن الرياضة تنشط إفرازات كيميائية داخل الجسم وتحسن من ضخ الدم وتركيز الأكسجين في الدماغ، وهذا يتأتى عنه أن تعمل الخلايا الدماغية بصورة أفضل مما يحسن من التركيز ويعطيك إن شاء الله تعالى القوة والدافعية النفسية والجسدية، فاجعل للرياضة نصيبا حقيقيا في حياتك كشق علاجي مهم جدا.
الحرص على العمل والوظيفة، وأن تطور نفسك في عملك وتحب عملك، ومن حولك، هذا أيضا علاجا، تحسين الصلات الاجتماعية، وزيارة الأرحام، هذا فيه صرف كبير للانتباه من الأعراض السلبية، وهذا ما أود أن أقوله لك أن علاجك يتمثل في الشق البيولوجي، والدوائي يتمثل في الشق النفسي، وهو الذي ذكرناه لك، وتعتبر ممارسة الرياضة من صميم آليات الشفاء والتعافي -إن شاء الله تعالى- بجانب الأنشطة الأخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.