السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
استشرتكم من قبل، ورقم استشارتي (2128334)، وأردت أن أشكركم على الرد، وأنا فعلا تغيرت, بدأت أصلي النوافل، وبدأت أخشع في صلاتي, وأصلي قيام الليل، ولكن لا أعلم هل لأنني أريد من ربي أن يحقق لي أمنياتي.
لا أدري ما هي نيتي, وأريد أن تكون نيتي خالصة لوجه الله، وأنا لا أنكر أنني في بعض الأحيان أفكر في الشاب، ولكن لا أحدثه أبدا، فقط أفكر قليلا، وأدعو أن يجمعنا الله في جنة الفردوس سويا, علما أني فتاة أغار كثيرا، ولكن لا أغار من الشكل، فمثلا أنا أغار من أختي التي تكبرني بسنة، حين يكون إخوتي يحادثونها في الجوال ولا يحادثونني! أو بنات خالتي يحادثونها ولا يحادثونني مثلها، أريد كل شيء لي فقط، وأنا لم أكن أغار من قبل، فقط حين تخاصمت مع أختي بدأت الغيرة والأنانية فأريد حلا لأبتعد عن الغيرة والأنانية.
فما هو رأيكم?
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نود أن نشكرك نحن أيضا على استمرار تواصلك معنا، وثقتك فينا، كما نشكر لك حسن تفهمك، ونحمد الله على أن يسر لك سبل الطاعات فهي خير وسيلة لتجاوز ما تعانينه من مشاكل وتفكير.
الشاب الذي لا يزال عالقا في ذهنك، نرجو أن تقطعي هذا الخيط تماما, ولا تفكري فيه، لأنه سيعود عليك بالإرهاق الجسدي والنفسي، أما كونك تتمنين أنه معك في الآخرة، فهذا في علم الله، ولكن الأفضل أن يكل المسلم الأمور لربه، ويفوضه في اختيار الأفضل، وإذا قيل لك: هل تختارين أنت، أم ترضين باختيار الله تعالى لك؟ بلا شك ستقولين: أرضى باختيار الله تعالى لي.
وهذا هو الجواب عن تساؤلك، فلا بد من الرضا بما قسم الله في الدنيا والآخرة، وتوكيل الأمر وتفويضه إليه، وهذا يقتضي بألا تتعلقي بشخص معين، وإنما جاهدي نفسك، واقطعي حبل أفكارك عند مرور خياله في ذهنك، واعلمي أن هذا العالم كبير وفسيح، وأن هناك شبابا أفضل بكثير ممن تفكرين فيه، فلا تضيقي على نفسك، فالمنطق والعقل يقضيان بهذا.
أما غيرتك من أختك، فهذا أمر نفسي يحتاج منك إلى مجاهدة، فأنت ذكرت أنك تريدين كل شيء لك وحدك فقط! وهذا في حقيقة الأمر أنانية، وهي صفة مذمومة، وخلق غير سوي، ونحن نعلم أنك تدركين ذلك، وتودين التخلص من هذه الصفة، وسبيل ذلك أن تدركي أولا أن هذه صفة ذميمة، وثانيا أن تعلمي بأن الله تعالى قسم لكل إنسان نصيبه من الرزق, والقبول, والوجاهة, والاحترام بين الناس، واتصال إخوتك أو أقاربك على أختك هو من هذا الباب، فوق أنه قربة وصلة رحم ينبغي أن تمارسيها أنت أيضا!
الغيرة أمر فطري في الناس، لكن المؤمن يكتمه، وأما غيره فإنه يبديه بقوله وفعله، وهنا نؤكد على أنه لا ينبغي أن تجرك هذه الغيرة إلى التأثير على قولك وفعلك تجاه أختك، فإذا اقتصر الأمر على القلب فقط، فلا يضرك -إن شاء الله-.
من وسائل العلاج للغيرة والأنانية أن تحاولي أن تتقربي إلى أختك، وأن تبذلي لها من مالك أو مقتنياتك، كأن تعطيها هدية مثلا حتى تشعري بأنك تشاركين الآخرين في عطائهم، وهذا علاج قرآني نبه عليه القرآن الكريم، وذلك في آيات كثيرة تتحدث عن الإنفاق، وأنه سبيل لعلاج البخل والشح، وأن المحسن والمنفق يشعر بالرضا وراحة البال، وعكسه الشحيح (وأحضرت الأنفس الشح).
هكذا حاولي أن تدربي نفسك مع أختك، وبقية أقاربك على هذه الصفة في العلاج.
والله الموفق.