السؤال
دكتور محمد عبد العليم:
نشكرك على كل إجاباتك الوافية الشافية- بارك الله بعمرك وعلمك-.
دكتور: لا أعرف كيف سأشرح حالتي الغريبة عليك!
لدي طفلان، وحامل بالثالث بشهري الرابع.
بعد طفلي الثاني عانيت من نوبات القلق الشديدة جدا حتى خفت, ومازالت تأتي بين الفينة والأخرى متباعدة, وأثناء الحمل لا أتناول أي شيء لها, فقط أقوم بتمارين الاسترخاء وقد تعلمتها من موقعكم.
سؤالي الأول: هل أعمل هذا التمارين ولو لم تصبني الحالة؟
يعني هل كثرة عملها تبطل مفعولها فأنا أحاول كل ما تمددت أن أقوم بها فهل هذا خطأ؟
سؤالي الآخر –دكتور-:
أحيانا لا أعرف ما الشعور الذي يأتيني فجأة! أحس بأن جسمي غير طبيعي, غير متوازن, أشهر برجفة داخلية غير ظاهرة لأحد فأسرع وأتناول العسل مع كوب حليب دافئ، هذا الشيء لا أعرف ما هو! مع أن كل التحاليل سليمة -ولله الحمد-.
أحس بشيء غريب يصيبني, أخاف أن أدوخ, أو أن يحدث لي شيء, هل هي نوبة قلق خفيفة مثلا؟ أحاول أن أتجاهلها، وأن أفتح مواضيع جميلة لأنسى هذا الشعور الغريب، وأقوم بتمارين الاسترخاء.
هل هذا يؤثر على الجنين؟ وما هذه الحالة؟
طمئني يا دكتور.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نشكرك -أختي الكريمة- على كلماتك الطيبة، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
بالنسبة لتمارين الاسترخاء: فأنا حقيقة أريد أن أثني على منهجك في حرصك على التمارين، وأؤكد لك أن هذه التمارين تمارين مفيدة، وسليمة جدا, وهي يمكن أن تمارس في كل وقت, وفي كل لحظة، بل على العكس تماما يجب أن تكون جزءا من حياة الإنسان, وهي لا تستغرق أكثر من خمس إلى عشر دقائق.
وأنا أؤكد لك أن التمارين تساعد كثيرا في استمرار عملية التعافي, والسيطرة على القلق، الذي يمارس تمارين الاسترخاء وما يتأتى عنها من شعور استرخائي وهدوء نفسي فهذا يؤدي إلى ما يعرف بالارتباط الشرطي, أي كلما تبدأ لديه بدايات القلق يتذكر هذا الاسترخاء, ومن ثم يسقط أو يذهب عنه تماما القلق، وهي تمارين مفيدة كعلاج, وكوقاية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وهي بالطبع ليس لها أي أثر سلبي على الجنين, بل على العكس تماما استرخاؤك ينعكس إيجابيا على الجنين، وتكوينه, ونموه، استمري على هذه التمارين, ويمكن أن تطويرها؛ لأن التمارين متعددة جدا.
وهنالك تمارين التنفس التدريجي، وتمارين قبض العضلات والاسترخاء، وتمارين التحكم الداخلي في المشاعر، وتمارين صرف الانتباه، أن تفكري مثلا في شيء معين، وبعد ذلك تصرفي انتباهك لشيء آخر، فهذا يفيد جدا، والإنسان حين تنتابه فكرة تشاؤمية أو ذات طابع تحمل القلق يمكن أن يصرف انتباهه, وذلك بأخذ نفس عميق كجزء من تمارين الاسترخاء, وهي عموما مفيدة كثيرا, وأنا سعيد جدا على انتهاجك لهذا المنهج الجيد والطيب.
وأما الشعور الذي ينتابك، والذي تحسين من خلاله بأن جسمك غير طبيعي, وغير متوازن, مع وجود رجفة داخلية غير ظاهرة، فهو جزء من حالة القلق التي تحدث لك من حين لآخر، الشيء الغريب الذي تحسين به وهو الخوف من الدوخة هذا أيضا نوع من القلق لكنه نوع خاص يسمى بالقلق التوقعي، يعني أن الإنسان حين يمر بتجربة أو خبرة سالبة فيما مضى يتخوف منها، وتجده دائما متحفزا, وأنها سوف تحدث له في المستقبل أم لا.
هذا بالضبط هو الذي يحدث لك، وأنا أؤكد لك أنها حالة بسيطة جدا، اطمئني تماما بأن حالتك بسيطة، وأنه قد تم التحكم فيها، وليس هنالك ما يدعوك أبدا للانزعاج, وما تقومين به من تجاهل، وفتح مواضيع أخرى جميلة كنوع من صرف الانتباه والتناسي هو علاج ممتاز، وجيد وهو من صميم العلاج السلوكية.
أضيفي إلى ذلك تمارين الاسترخاء التي أنت تمارسينها, ومقتنعة بجدواها, وأنا سعيد جدا أن أسمع مثل هذا الكلام الطيب.
وللمزيد طالع الاستشارات التالية: العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما تقومين به, وأن يبارك لك في ذريتك، وأن يستمر الحمل على خير، وبارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.