السؤال
دكتورة رغدة أود مشورتكم الكريمة.
أنا بطبيعتي أحب الموالح والمخللات, وأحب الطعام أن يكون ملحه ظاهرا, وبنفس الوقت أحب الحلويات -الحمد لله- وزني قبل الحمل 59 وطولي 159.
سؤالي: أنا حامل وفي شهري الثالث, وأحس بحاجتي للملح أكثر من قبل وكذلك للحلويات؛ لأني عانيت من هبوط الضغط في الوحم كثيرا -والحمد لله- خف قليلا في هذا الشهر, فهل من ضرر من كثرة تناولي للملح أثناء حملي؟ وهل تناول العسل أيضا يضر؟ كيف أتقي هبوط الضغط الذي أعاني منه من قبل حملي, وزاد أكثر بسبب الحمل؟ وكيف أتخلص من زيادة الوزن في الحمل؟
والله محتارة وإن لم أتناول الحلوى أتعب وأرهق وأرتخي, علما أن كل تحاليلي سليمة - ولله الحمد -.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نعم يا عزيزتي،إن شعورك بالرغبة في زيادة تناول الملح والسكر يعتبر أمرا طبيعيا في الحمل, بل وفي بعض الأحيان يعتبر ضروريا, فهو طريقة الجسم في زيادة جزء البلازما من الدم، ففي الحمل تحدث زيادة كبيرة في حجم الدم, وحتى يستطيع الجسم تشكيل هذا الدم فإنه يحتاج إلى مكوناته الأساسية, ومن هذه المكونات: الأملاح, والشارد, والمواد الأساسية, وأهمها الصوديوم والغلوكوز أي السكريات, ولذلك فإن أكثر الحوامل يصبح لديهن ميل إلى تناول الأطعمة المالحة والسكرية بشكل خاص, وكل هذا سيتخلص منه الجسم بعد الولادة -إن شاء الله-
ففي حال كانت السيدة لا تعاني من بعض الأمراض, مثل الضغط والسكر أو أمراض في القلب لا قدر الله, فبإمكانها تناول ما تشتهيه نفسها.
إن ازدياد الشهية لبعض المواد والمكونات في الحمل هي في أغلب الحالات تعبير عن حاجة الجسم والحمل لهذا المكون, وبالطبع يجب أن يكون هذا ضمن حدود, بحيث لا يزيد وزن الجسم أكثر من الزيادة الطبيعية المطلوبة في الحمل, والتي هي 12 كغ بحد أقصى.
إن قمت بتنظيم طعامك, بحيث يكون منوعا وشاملا لكل المكونات الغذائية, ولا يتجاوز عدد السعرات الحرارية فيه أكثر من 2800 سعره حرارية في اليوم, فلن يزداد وزنك أكثر من المطلوب.
وهبوط الضغط هو أيضا من الأمور التي تحدث في الحمل, سببه توسع الأوعية الدموية في كل أنحاء الجسم وتمددها, وهذا أيضا له وظيفة هامة جدا, وهي إيصال الدم إلى أوعية الرحم والمشيمة, من أجل تغذية الجنين, وهو لا يشكل خطورة على الحمل, كما يعتقد, بل هو مفيد جدا للجنين, وبنفس الوقت لا تعتبر حالة مرضية, بل تغير أو حالة فيزولوجية, ولا يجب تناول أي علاج له.
ومما يمكن عمله هو تفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة, وعدم القيام بالحركات المفاجئة, خاصة تغير وضعية الجسم فجأة, من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف, بل يجب التدرج في النهوض على مراحل قد تستغرق بضع دقائق, وذلك لإعطاء بعض الوقت للدم حتى يتوزع في كل أنحاء الجسم فيخف الشعور بالهبوط، ويفيد كثيرا الإكثار من شرب السوائل المفيدة, وكذلك أكل وجبات صغيرة متفرقة على مدار اليوم.
عند الشعور بهبوط الضغط عليك الاستلقاء فورا - والأفضل على الجانب الأيسر- ورفع الساقين إلى مستوى أعلى من مستوى القلب, فستزول أعراض الهبوط بسرعة.
نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.