تحسنت من الاضطراب الوجداني ثم أصبت بخوف ووساوس وارتباك!

0 571

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

عندي ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وبعد تناولي الدواء –الحمد لله-تحسنت, وتوقفت عن الدواء, لكن عندي مشكلة أثرت علي وهي الخوف الشديد، والوسواس السيء، مع التعرق, واحمرار في الوجه, وسرعة في دقات القلب، والارتباك في الكلام أحيانا عند التحدث، وقد أثر علي هذا المرض في كثير من المجالات، مثل: التعليم، لدرجة أني تركت الدراسة, وعدم الزواج، والاعتزال عن الناس, والخوف منهم, والكثير من المعوقات التي لم أذكرها, فأنا يائسة من الحياة, وأنظر إليها بتشاؤم.

سؤالي: ما نوع المرض هذا؟ وما الدواء أو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قد ذكرت أنك تعانين من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وأنك -بفضل من الله تعالى- بعد أن تناولت الدواء تحسنت حالتك, وتوقفت عن الدواء.

الذي أود أن أنصحك به -إذا كان بالفعل تشخيصك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية- أن خطوة التوقف عن الدواء -حتى وإن حدث هنالك تحسن- ربما تكون ليست خطوة موفقة؛ فالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يتطلب الرقابة الطبية، وهذا يعني تناول الجرعة الوقائية تحت الاسترشاد الطبي، والجرعة الوقائية الدوائية تعتبر مهمة جدا في كثير من الحالات.

هذا لا يعني أن هذه الحالات صعبة ومعقدة، هي تكون صعبة ومعقدة إذا أهمل صاحبها علاجها، أما إذا انتظم الإنسان في العلاج واتبع الإرشاد الطبي فنستطيع أن نقول إن سبعين إلى ثمانين بالمائة من هذه الحالات يمكن أن تعالج بصورة ممتازة جدا، ويظهر أن حالتك من الحالات ذات الخصائص الإيجابية، وأعني بهذا أن استجابتك للعلاج ممتازة، وهذا في حد ذاته نعمة كبيرة من نعم الله عليك، فلا تفوتي فرصة العلاج، والذي أقوله لك: من الضروري جدا أن تواصلي مع طبيبك.

الأعراض الحالية التي تنتابك هي أعراض قلق المخاوف، وقلق المخاوف يتسم بوجود الخوف، وشيء من الفكر التشاؤمي والقلق التوقعي، وتظهر على الإنسان أيضا أعراض فسيولوجية مثل: التعرق, واحمرار الوجه, وسرعة في ضربات القلب، هذا كله ناشئ من قلق المخاوف، كما أن وجود الوساوس يدعم مثل هذا النوع من التشخيص.

هذه الحالة في حد ذاتها تتطلب علاجا، وعلاجها يسير جدا، وأنا أفضل أن يكون ذلك من خلال الطبيب الذي قام بتشخيص حالتك على أنها اضطراب وجداني ثنائي القطبية, ووصف العلاج لك.

لن يكون أمرا إيجابيا، وأعتقد أنه سوف يكون مخالفا للحكمة الطبية الرصينة أن نصف لك دواء لنعالج القلق والمخاوف، فهذه علاجها يسير، لكن الأدوية في مثل حالتك إذا لم يتم اختيارها بحذر ربما تؤدي إلى مضار، فمثلا الأدوية المضادة للمخاوف والقلق ربما تزيد من درجة الانشراح عندك، وهذا قد يؤدي إلى انتكاسة في المرض الأصلي، وهو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن هنالك أدوية معينة يتم اختيارها في مثل حالتك، وهذه -إن شاء الله تعالى- تضمن لنا زوال نوبات القلق والمخاوف والهرع التي تعانين منها، وفي ذات الوقت يتم تثبيت مزاجك بصورة صحيحة، ولا تكونين أبدا عرضة لنوبات الاكتئاب, أو نوبات الهوس، وهذا -إن شاء الله تعالى- يوصلك إلى درجة التعافي -بإذن الله-.

إذن أقول لك: المرض الذي يظهر عليك الآن هو نوبات قلق ومخاوف، وقد تكون حالة منفصلة تماما من الحالة السابقة – الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية – أو قد تكون جزءا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

هذا نشاهده في حوالي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وعلى العموم وفي جميع الحالات العلاج سهل وبسيط جدا، لكني أنصحك أن يكون ذلك تحت مراقبة الطبيب النفسي، ويفضل أن يكون هذا الطبيب هو الذي قام بعلاجك في المرة الأولى، وإن لم يكن موجودا فيمكن أن تقابلي أي مختص نفسي موثوق به، واحكي له التاريخ المرضي منذ بدايته, ونوعية العلاج الذي تناولته، ومدة العلاج، واشرحي الأعراض التي تعانين منها الآن وسوف يقوم بواجبه تماما.

نصيحة مهمة جدا وهي: أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية جدا، ولا تعتبري نفسك معاقة فأنت لست بمعاقة، الإنسان لابد أن يؤهل نفسه من خلال التفاعل الاجتماعي الإيجابي، أن يلعب دوره كاملا في الحياة، وحتى إن فاتك التعليم النظامي فهنالك طرق كثيرة للتعليم، هنالك معاهد تعليمية جيدة، هنالك مراكز لتحفيظ القرآن، الإلمام بالكمبيوتر، وذلك عن طريق دراسة بعض الدورات الخاصة بهذا العلم.

أمامك فرصة طيبة جدا لأن تتفاعلي اجتماعيا، وذلك من خلال زيارة أرحامك, والبر بوالديك, والمشاركة في الأنشطة المنزلية، هنالك الكثير والكثير الذي يمكن أن يقوم به الإنسان، وهذا سوف يدفعك دفعا إيجابيا لأن تكوني أكثر ثقة ورضا عن نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات