السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أنني لا أعرف هل أعاني من الرهاب أم من الوسواس القهري؟ فبالرغم من أنني قرأت عن هذه المواضيع إلا أني لا أعرف التفريق بين الاثنين، فعندما أرى ذلك الشيء الذي يسبب لي الأعراض يحدث معي:
صداع في الرأس، وأحس بخفقان في القلب، وتعكر في المزاج ناجم عن الأعراض السابقة، فأضطر للتهرب من النظر إلى هذا الشيء الذي يثير هذه الأعراض.
أحيانا أضطر لمواجهته فألاحظ أن مستوى الخوف ينزل حتى تصير هذه المواجهة -يعني النظر لذلك الشيء- ممكنة، لا أدري هل الجسم تأقلم بشكل مؤقت، وهكذا دواليك، فالخوف ليس من الفكرة لأنها لا منطقية وسخيفة، لكن الخوف من أعراضها التي تشتت التركيز وألم القلب.
أنا في معاناة يومية مع هذه الأعراض، وهذه الأشياء أعرف أنها مخاوف تافهة ولا منطقية، وقد كانت أشياء أخرى قبلها تسبب لي هذه الأعراض مثل "رؤية رقم معين" إلا أنها ذهبت، لكن الآن تغيرت: كل مرة تستبدل بنوع جديد، فهل هذا وسواس قهري أم رهاب؟ وهل من تمارين علاجية؟ وما توجيهاتكم؟
جزاكم الله خيرا وأدام عليكم نعمة الصحة شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الرهاب وكذلك الوسواس القهري، كلها تنتمي إلى مجموعة تشخيصية واحدة تعرف بالقلق النفسي، وهنالك تداخل كثير جدا بين القلق والتوتر والمخاوف والوساوس، وكذلك عسر المزاج البسيط، أنا لا أعتقد أنك تعاني من وسواس قهري، ولا أعتقد أنك تعاني من رهاب حقيقي، الحالة التي تعاني منها هي حالة بسيطة جدا تسمى بالمخاوف الوسواسية، المخاوف الوسواسية هي درجة من المخاوف لكنها بسيطة، وهي أيضا درجة من الوساوس ولكنها بسيطة، هذا هو التشخيص الأمثل والأفضل لحالتك ولا نعتبرها حالة مرضية، إنما هي ظاهرة نفسية.
أخي الكريم: المخاوف تعرف على أنها خوف غير منطقي، والوسواس هو فكر أو فعل غير منطقي يتسلط على الإنسان، ويجد الإنسان صعوبة في مقاومته، المهم في الأمر أنه يوجد تداخل كثير جدا، فحالتك ليست حالة وساوس حقيقية وليست حالة رهاب حقيقية، إنما هي جزئيات بسيطة من هذا وذاك، وكما ذكرت لك أفضل مسمى لها هي المخاوف الوسواسية وهي نوع من القلق، وأهم طريق للعلاج هو التجاهل، هذا أولا.
ثانيا: ممارسة تمارين الاسترخاء ذات فائدة وجدوى كبيرة، وللتدرب والتعلم على هذه التمارين عليك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية التدرب على تمارين الاسترخاء.
ثالثا: صرف الانتباه يكون من خلال أن تدخل فكرة مخالفة تماما للفكرة التي تتسلط عليك، وأن تجد تفسيرا آخر مضادا لهذه الفكرة، وحتى تغيير المكان وتغيير الوضع لدى الإنسان هذا كله فيه نوع من صرف الانتباه.
رابعا: التفكير الإيجابي، متى ما انتابتك فكرة سلبية حاول أن تكون إيجابيا في تفكيرك.
خامسا: إدارة الوقت بصورة صحيحة، وعدم ترك مجال للفراغ يسيطر على الإنسان، وإدارة الوقت بصورة صحيحة تجعل الإنسان يطور من مهاراته، ويحس بالرضا عن ذلك؛ فهذا يا أخي كله مفيد إن شاء الله تعالى لك.
أخيرا: من الأفضل لك أن تتناول دواء بسيطا جدا من الأدوية التي تعالج هذا النوع من الأعراض لينقطع عنك -إن شاء الله- ولا يسبب لك إزعاجا، أنا لا أحتم على ضرورة استعمال الدواء، لكن أرى أن ذلك هو الأفضل، وسوف تحس إن شاء الله تعالى بفائدة كبيرة منه، وخاصة أن هذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة وغير إدمانية وغير تعودية، الدواء يعرف باسم ديروكسات، هكذا يسمى تجاريا في المغرب، واسمه التجاري الآخر هو زيروكسات، واسمه العلمي باروكستين.
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدا، وهي أن تبدأ بنصف حبة أي (10) مليجرام تناولها بعد الأكل يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة واستمر عليها لمدة شهرين، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول العلاج.
أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.