السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مبتلية، والحمد لله بالتأتأة، تزيد كثيرا إذا شعرت بالتوتر، أو إذا كان الشخص الذي أتحدث معه غاضبا عندها لا أعرف ماذا أقول، وأتوتر كثيرا وأرتبك.
تقدم لي شخص ولم أوافق عليه إلا بعد معرفتي بشخصيته الطيبة والمتسامحة، لكنني لا أنام من كثرة التفكير، مثل كيف أتحدث معه؟
أنا حتى لا أذهب للطبيب حتى لا أتلعثم وأحرج نفسي، فكيف معه؟ وأيضا أسرته من النوع المنفتح، فكيف لي أن أتصرف؟
أرجو منكم مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أبارك لك الخطبة، وهذا الشخص طيب الخلق الذي تقدم لك، نسأل الله تعالى أن يجمع بينكما على خير، وأن يتم زواجكما على ما يرام.
لا أعتقد أنه لديك مشكلة كبيرة، حتى وإن كانت تسبب لك مضايقة، لكنها هي مجرد نوع من القلق الاجتماعي، والقلق الاجتماعي يعطي صاحبه شعور بالرهبة وبالخوف وعدم التوافق الاجتماعي، واستصعاب التحاور، وتقدير الذات في منهجية سلبية جدا، هذه كلها من صفات وسمات هذه الحالة التي تعرف بالقلق أو الرهاب الاجتماعي.
أنصحك أولا أن تغيري مفاهيمك، وذلك من خلال أن تفهمي أن الذي تعانين منه هو قلق، وليس أكثر من ذلك، وأنه ليس دليلا على ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك، كما أن الأعراض التي تحسين بها هي تجربة خاصة جدا ليست مفضوحة أو مكشوفة للآخرين، ولا أحد يطلع عليها.
استشعارك بالتلعثم فيه مبالغة كبيرة جدا، فقد تمت تجارب أجريت على آخرين أشارت أن الذين كانوا يعتقدون أنهم يتلعثمون في حضور الآخرين بعد أن تم تسجيل حواراتهم دون إدراك منهم، وقاموا بعد ذلك للاستماع لما تم تسجيله، وجدوا أنهم كانوا منطلقين جدا في حواراتهم، ولا يوجد تلعثم حقيقي.
هذه تجربة جميلة أرجو أن يكون عائدها النفسي عليك إيجابيا وتكون مبعثا لأن تطمئني.
حاولي أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية، مثلا مع أهل بيتك دائما ابدئي بالتحية، كوني منشرحة الصدر، تبسمي في وجوههم، شاركي في أعمال المنزل، خذي المبادرات، لا تكوني دائما في الصفوف الخلفية، لا، اقترحي، اقرئي اطلعي، ناقشي، هذا جيد جدا بالنسبة لك، وبعد ذلك يمكن أن توسعي دائرة تواصلك من خلال التعرف على صديقات وبنات الأهل، هذا يتيح لك فرصة ترويض وتأهيل اجتماعي ممتاز جدا.
هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وجد أنها جيدة، ومفيدة جدا، وذات فائدة كبيرة جدا على الإنسان، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح لك كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو أن تكوني حريصة في تطبيقها، فهي ذات فائدة كبيرة جدا.
أنت محتاجة أيضا لعلاج دوائي، هنالك أدوية متميزة تساعد في القضاء على هذه الأعراض، والدواء الذي سوف يفيدك إن شاء الله تعالى يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين).
أرجو أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام – أي نصف حبة – تناوليها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هو دواء سليم جدا، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات.
نسأل الله لك العافية والشفاء، ولا تنزعجي أبدا، الخطيب الذي تقدم لك هذا حقيقة خبر مفرح ومبشر، أسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج، وأن تسعدي في الدنيا والآخرة، والقلق الذي تعانين منه اعتبريه نوعا من قلق الأداء، أي أنه سوف يساعدك على الإنجاز، ويحسن لديك الدافعية، وعيشي حياتك بصورة طبيعية.
لمزيد الفائدة يراجع علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا 265295 - 266962 - 280701 - 2102145.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.