صداع وخفقان لا يغيبان عني من الاستيقاظ صباحا وحتى النوم، ما العلاج؟

0 496

السؤال

تحيه عطرة:

أخبرك بقصتي بشكل مختصر، وأريد نصيحتك عسى أن يجعلها الله في ميزان حسناتك، واعتبرها خدمة إنسانية.

أعاني من صداع مستمر في جوانب رأسي، وخفقان، لا يغيبان عني من الاستيقاظ صباحا وحتى النوم، وألم في الجهة اليسرى في رقبتي من الجنب الأيسر، والخلف، ولوح الكتف الأيسر -خاصة حدود الكتف- امتدادا إلى الخاصرة اليسرى، والفخذ الأيسر إلى القدم.

الألم شديد جدا، وقد بدأ سطحيا، واستمر مزعجا ومرهقا لي مدة 10 سنوات، راجعت أمهر الأطباء في عمان من اختصاصي القلب والعظام، والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والباطنية، إضافة إلى صور الرنين بالظهر، والطبقية للرأس وفحوصات الدم والبول والسكر الخ، وبشكل متكرر، ولم يثبت أي خلل على الإطلاق.

مؤخرا في إجازة الصيف قمت بمراجعة أحد الأطباء في عمان الذي شخص حالتي بأني أعاني من القلق، وصرف لي دواء بيرلكس 10 حبة واحدة يوميا الذي داومت عليه مدة شهرين، ولم أستفد منه شيئا.

راجعت الدكتور مرة أخرى، ونصحني بتغيير الدواء إلى زولفت (لسترال) 50 مرة واحدة يوميا لمدة شهر، ومن ثم حبتين لمدة شهر إلى ـ 4 حبات يوميا حتى هذه اللحظة.

أصبح لي 4 أشهر تقريبا، ولا أشعر بأي تحسن، وأنا الآن في منطقة لا يتوفر فيها أطباء نفسيين على الإطلاق، وعند تصفحي النت قرأت عنك كل خير، وأنك ماهر في اختصاصك، الأمر الذي جعلني متلهفا لمراسلتك.

بالنسبة للخفقان فهو متفاوت حسب الموقف الاجتماعي، وأعاني من القولون العصبي الذي يسبب انتفاخات، وغازات بشكل مزعج جدا، وبدون مبالغة -يا دكتور- وأعتذر عن هذه الكلمات (أتضايق من الانتفاخات، الأمر الذي يمنعني من زيارة الأصدقاء والزملاء؛ لأنها لا تفارقني أبدا حتى لو تجنبت البقوليات، الخ).

وأعاني من خدران في بعض الأحيان في أرجلي وأذرعي عند الجلوس، وعدم انتظامي في النوم، وإمساكا شديدا جدا لم تعالجه أي حبوب دوائية، ولا ملينات، وهذا أدى إلى تقرحات شديدة في فتحة الشرج؛ حيث إني دائما أشعر بحرقة وحرارة قبل الإخراج، ودائما أشد على أسناني على الرغم أنها سليمة، وأحس بالألم في اللثة وليس الأسنان، وأشعر دائما بتعب عام في الجسم، ودائما أحس بالنعاس والخمول، فلو نمت 13 إلى 14ساعة أستيقظ كسلان، وأكون بحاجه إلى النوم بدليل التثاؤب الدائم، وإحساسي بهذه الآلام يكون مع النبض، أي أن الألم يكون في كل نبضة أشعرها في فمي ورأسي، وغالبا كل جسمي.

أعترف أني كنت أخاف، وأنا في عمر 20 إلى 28 عاما تقريبا من نتائج أي شيء، ولو كانت بسيطة، وكنت لا أستطيع المواجهة، ودائما أتهرب، ولكن الآن الوضع يختلف -فالحمد لله- أدركت أني كنت خاطئا في مثل هذه التصرفات، ولا يوجد أي مشكلة في مواجهة أي شيء، لكن لازلت أفضل عدم المواجهة إذا تم تخييري بينها وبين المواجهة مع الأشخاص الذين أضع لهم اعتبارا عندي، وأخجل منهم فقط.

وأشعر بحرارة عالية في بعض الأحيان، على الرغم من شدة البرد، وتنميلا مستمرا منذ سنة في فخذي الأيمن, وضيقا في التنفس بعض الأحيان.

كما أني أخشى الموت، وأفكر فيه دائما، وأحمل الهموم عند التفكير ببعض الأمور، مثل دراسة الدكتوراه، والغربة، حتى أصل لشعور التعاسة.

جزاكم الله خيرا، وجعل هذه الخدمة في ميزان حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك كثيرا على رسالتك، وكذلك على حسن ظنك بنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا، ونسأله أن يعافي وأن يشفي الجميع.

أعراضك أخذت معك مدة طويلة، ومن خلال التاريخ المرضي الذي ذكرته يمكننا الوصول إلى أن الحالة ذات طابع نفسي، ولا يوجد -إن شاء الله تعالى- أي مرض عضوي، وأنت قمت بإجراء كل الفحوصات اللازمة التي أكدت ذلك، والذي جعلني أميل نحو الجانب النفسي هو أن الأعراض بطبيعتها، وما يلازمها من توترات وقلق ومخاوف وتكاسل، وافتقاد الدافعية النفسية والجسدية، كل هذه مؤشرات واضحة على أن الحالة هي نفسوجسدية، أي أن الأعراض في الأصل سببها القلق، وربما شيء من الاكتئاب النفسي، وظهرت الأعراض متجسمة وواضحة جدا ي شكل أعراض جسدية.

العلاج:

أولا: عليك أن تسأل الله تعالى دائما الشفاء والعافية، وأن تكون لك إرادة التحسن، وإرادة التحسن نعني بها أن يحسن الإنسان الظن بالله بأنه سوف يشفى، وفي ذات الوقت يسعى ويلح في اتخاذ الأسباب التي توصله إلى الشفاء -إن شاء الله تعالى-، ومن أهمها أن لا يعطل حياته أبدا، مهما كانت قسوة هذه الأعراض.

ثانيا: ممارسة الرياضة تعتبر أمرا ضروريا، ومهما جدا.

الرياضة الآن أثبت -وبما لا يدع مجالا للشك- أنها تلعب دورا أساسيا في تنشيط الكثير من الموصلات العصبية ومشتقاتها، والتي هي ذات دخل وتدخل مباشر في إزالة القلق والتوتر، ومن ثم ينعكس كل ذلك إيجابيا على النفس، وعلى الجسد.

ثالثا: العلاج الدوائي في مثل هذه الحالات يتطلب الصبر؛ لأن الفعالية غالبا تكون بطيئة، والبناء الكيميائي قد يستغرق وقتا.

اللسترال لا بأس به كعلاج، ولكن فترة الأربعة أشهر ربما تكون كافية جدا إلى أن تنتقل إلى علاجات أخرى، أسأل الله أن ينفعك بها.

يعتبر علاج سيمبالتا، والذي يعرف علميا باسم (دولكستين)، هو الأفضل في مثل هذه الحالات، وهو دواء مضاد قوي جدا للاكتئاب وللقلق وللمخاوف، كما أنه ذو فعالية خاصة في علاج الآلام الجسدية التي تصاحب القلق، أو الاكتئاب النفسي.

جرعة الدولكستين هي ستون مليجراما، تتناولها ليلا بعد الأكل، وهذا مهم جدا؛ لأن هذا الدواء في الأيام الأولى للعلاج ربما يسبب غثيانا بسيطا جدا، استمر على هذه الجرعة -كبسولة واحدة في اليوم- لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم -أي مائة وعشرين مليجراما- لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب السيمبالتا هنالك عقار يعرف باسم (لريكا)، واسمه العلمي هو (prebalnin) وهذا يتم تناوله بجرعة خمسة وسبعين مليجراما -أي حبة واحدة يوميا- لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

لا تبدأ بتناول الدوائين مباشرة مع بعضهما البعض، ابدأ بالسيمبالتا, وبعد أسبوعين يمكنك أن تلحقه باللاريكا.

هنالك دواء ثالث يعتبر إضافة جيدة أيضا يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي هو (سلبرايد)، الجرعة المطلوبة هي أن تتناوله صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم صباحا حبة واحدة ثم تتوقف عن تناوله.

هذه المجموعة العلاجية الدوائية مع تطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك، آمل وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيرا كثيرا، وهي فاعلة وممتازة -إن شاء الله تعالى-.

وانظر منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

ونشكرك على رسالتك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات