تولد لدي الإحساس باليأس بعد طلاقي، ما العلاج؟

0 309

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية تطلقت حديثا لأسباب خارجة عن إرادتنا، أنا وزوجي لأنه يحبني كثيرا، وأنا أحبه من قلبي، ولكن تصرفاتي لا تدل على حبي له، أحس أن شيئا يمنعني منه، وطلبت الطلاق.

منذ بداية انفصالي وأنا تغيرت نفسيتي! أصبحت أكره الاجتماعات، والأماكن المزدحمة، وأفضل الجلوس وحيدة أكثر الوقت، إذا أطلع من البيت أفكر وأهم، وممكن أترك عملي من خوف أو شيء لا أدري من ماذا؟

في خمول عجيب، وأحب أن أنام، ولكن يأتيني قلق، وآكل حبوبا منومة لأجل أنام أكبر قدرا ممكنا، نحفت عن وزني السابق ما يقارب 10 كيلو، وأحاول استرجاعه، ولكن دون جدوى.

إذا لم آكل حبوب بنادول نايت مستحيل أنام، وأضل يوما أو يومين بدون نوم، أو أنام ساعة وأستيقظ، وأنام.
أكره الجلوس مع عائلتي وقت اجتماعهم، وأنزعج جدا وأنا قاعدة معهم، وأفكر بالسفر للخارج للدراسة، فقط للابتعاد عن مجتمعي.

من فترة أصبحت أحس أني سأموت بأي لحظة، وهذا يسبب لي قلقا، أحس حالتي تسوء أكثر وأكثر، تعبت من نفسي لدرجة أتمنى الموت!

أرجو وصف حالتي ما هي بالضبط؟ وما علاجي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ despair حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يصلح أمرك، وإن كان هنالك إمكانية للإصلاح بينك وبين زوجك إن كانت هذه هي ما تفضليه، وكذلك يريده زوجك، فنسأل الله تعالى أن يوفق فيما بينكما، كما قال تعالى: {إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما}.

أنت في ظرف لا شك أنه من الناحية النفسية ذو تأثير، فالطلاق ليس بالأمر السهل، فهو أبغض الحلال عند الله تعالى، لكن لا نقول إنه مصيبة ولا نقول إنه نهاية المطاف.

الوضع الذي تعيشينه الآن نسميه بعدم القدرة على التواؤم، أو عدم القدرة على التكيف، والبعض قد يسميه بـ (عصاب ما بعد الصدمة)، وفيه تكون هنالك اجترارات وأفكار سلبية، شعور اكتئابي، شيء من الكدر، والفكر التشاؤمي، قلة في الطاقات النفسية والجسدية، وهذا هو ما يحدث لك الآن.

هذا يمكن أن يعالج، أولا: يجب أن تتجنبي الحبوب المنومة، لأنها ليست جيدة وليست طيبة، فهي تعودية ولا تقتلع حقيقة الأعراض من أصلها، إنما هي مجرد مهدئات ومسكنات.

واجهي الحياة، واجهي الحقيقة، لا تتشائمي أبدا، انظري إلى الأمور بفكر منفتح وواقعي، هنالك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، والظرف الذي تعيشينه الآن ليس ظرفا دائما أو أبديا، فالحياة تقلبات ما بين السعادة وعدمها، وما بين الخير والشر، ولكن دائما هو الخير وهو الأكثر وهو الأغلب، وكذلك السعادة إن شاء الله تعالى.

لاسترداد عافيتك الجسدية والنفسية أنا أرى أنه من الأفضل أن تقابلي طبيبا نفسيا.

هنالك بعض الفحوصات الطبية التي لا بد أن تجرى، مثل التأكد من مستوى الدم لديك، ووظائف الغدة الدرقية، هذه مهمة للتأكد منها.

من الواضح أنك في حاجة إلى العلاج الدوائي، وإن شاء الله تعالى تكون الاستجابة رائعة جدا، هنالك أدوية متعددة كثيرة، يمكن أن يقوم الطبيب باختيار الأنسب منها، ليحسن من مزاجك، وكذلك يرفع من دافعيتك النفسية والجسدية.

التفكير في السفر للخارج هذا أمر إذا كان سوف يكون مشكلة في حد ذاته فلماذا تحلين مشكلة بمشكلة أخرى؟!

الأمر يتطلب التفكير والتفكر والاستخارة، إذا وجدت فرصة للدراسة في المملكة فهذا أفضل لك كثيرا، تكونين بالقرب من أهلك، تعيشين في محيطك وفي مجتمعك، هذا من وجهة نظري هو الأحسن، لكن كما قلت لك هذا الأمر دائما يخضع للاستشارة والاستخارة.

ليس هنالك ما يدعوك لتمني الموت، والمؤمن لا يتمنى الموت، الظرف الذي تمرين به هو ظرف مفهوم جدا من الناحية النفسية، وإن شاء الله تعالى بالتعلق بالأمل يأتي النسيان لما هو سيئ، وتبنى لديك إن شاء الله تعالى أفكار إيجابية وطيبة.

علاجك كما ذكرنا لك يتمثل في أن تغيري فكرك إلى فكر إيجابي، وأن تقابلي الطبيب من أجل المزيد من الاسترشاد النفسي، وإجراء الفحوصات، وأن يوصف لك أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وهي كثيرة ومتوفرة كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات