هل أنا مصابة بالوسواس القهري أم ماذا؟

0 614

السؤال

السلام عليكم،،،

أنا فتاة أصبت بالوسواس القهري، حيث بدأت لدي أعراضه من 3 سنوات أو أكثر، لكنها ازدادت فيما بعد.

كنت أوسوس بشأن الأمراض، فكلما سمعت بمرض أقول أنني مصابه به وأكتئب لشهر أو أكثر، وكنت أحيانا مثل المجنونة أبحث عن الأمراض في جوجل بمختلف أنواعها الجسمية والنفسية ثم أبدأ أوسوس أنها بي!

أيضا كنت أوسوس في النظافة حتى كنت أشمئز من نفسي إذا دخلت الحمام أكرمكم الله لأقضي حاجتي.

وقبل سنة بدأت أوسوس بأنني مجنونة، وكدت أن أفقد عقلي كلما فعلت أمرا يقول لي عقلي هذا طبيعي فأنتي مجنونة!

بل أتاني وسواس كيف أنني إنسانة، ولي رب، وأن هذه الحياة الدنيا؟ وكيف أستطيع أن أتحدث الآن؟ وكيف أستطيع أن أقرأ؟ وكيف أنني أنا أنا؟!

وعندما زادت هذه الوساوس أخبرت أبي بذلك، فوصف حالتي لبعض الأطباء دون أن أذهب إلى الطبيب، وكتب لي دواء Trip tizol جرعة 10 مليجرام نظرا لوزني البالغ 36 كغم فقط، وتناولت هذا الدواء لما يقارب ال10 أشهر يوميا قبل النوم، وخفت حالتي كثيرا، لكن الوساوس ظلت تأتيني، وأحيانا تهيج، لذا أخبرت أبي فغير لي الدواء وصرت أتناول دواء prozac بروزاك منذ أسبوعين تقريبا بجرعة 20 ملجرام.

لكن المشكلة أنني لا أعلم كم ينبغي لي أن أستمر على هذا الدواء؟

خصوصا أنني قرأت على عبوة الدواء بأنه لا ينبغي أن أقطع تناولي للدواء قبل استشارتي للطبيب، وأنا لا أستطيع الذهاب إلى طبيب فمرضي لا أحد يعلم به سواي أنا وأبي، ولا أريد أن يعلم أحد بذلك أبدا، لذا كم ينبغي علي أن أستمر في تناولي للبروزاك 6 أشهر؟ بهذه الجرعة أو أقل أم ماذا؟


كما أن لدي أعراضا لا أعلم ما إذا كانت من الوسواس القهري أم لا؟

فأنا مثلا منذ صغري وقبل أن تظهر علي أعراض الوسواس القهري لاحظت أني أخاف أحيانا أو أتوتر إذا كنت في جمع من الناس أو في حفلة أو مثل ذلك، وأحيانا إذا بدأت أتكلم أمام جمهور أو عدة أشخاص غرباء، أعني تزداد نبضات قلبي وأتوتر كثيرا، ويحصل لي ارتجاف في أطراف يدي حتى أنهي حديثي بسرعة كيلا يلاحظ علي أحد ذلك، علما بأني لا أهاب أو أخاف الذهاب إلى المدرسة إطلاقا، ولا أتوتر أبدا إذا تحدثت مع زميلاتي أو مع أساتذتي أو حتى أحيانا مع الغرباء، فقط بين الحين والآخر تحصل لي هذه الأعراض، فبمجرد تحدثي مع أشخاص غرباء في ملأ تحصل لي هذه الأعراض وأحس بخوف في قلبي، وأنا لا أعلم هل كل ما يحصل لي له علاقة بالوسواس القهري لأنه مرتبط بالخوف أو أنني لدي نوع من الرهاب الاجتماعي أم ماذا؟

وأحيانا عندما يتحدث الناس أردد آخر كلمة قالوها في نفسي، أو أرسم الكلمة في مخيلتي، أو أبدأ برسمها بيدي على شيء بجانبي كالطاولة أو أي شيء آخر، وهذا يحصل لي كثيرا، فعندما أستمع إلى شخص يتحدث أو حتى في التلفاز أردد أحيانا كلمة قالها في نفسي أو أحاول أن أرسم شكلها الهجائي وأحرفها في مخيلتي، ولا أعلم إذا كان هذا وسواس أيضا يجبرني على فعل هذا عبر أفعال قهرية أم ماذا أيضا؟

أحيانا أظل أردد أغنية في نفسي لساعات لا أستطيع أن أتوقف عن ترديدها، وأحيانا عندما أندمج مع محيطي دون أن أركز بها تتوقف، ولكن بمجرد تذكري لها ترجع ثانية ولا أعلم إذا كان هذا من الوسواس القهري؟ أم أني لا أستطيع إيقاف هذه الأصوات عن نفسي؟ أم أنه مرض آخر؟

أرجوكم ساعدوني..

أولا: إلى متى ينبغي أن أستمر على البروزاك علما بأنني لم أعرض حالتي على طبيب نفسي مطلقا فقط مجرد وصف أبي للطبيب؟

ثانيا: ما هذه الأعراض كلها التي وصفتها لكم هل هي من الوسواس القهري لأنني أحس أن بعضها غريب كترديدي للكلمات ورسمي لها أم هل هذه الأعراض هي عبارة عن مرض آخر غير الوسواس القهري؟

أرجوكم حاولوا أن تشخصوا حالتي لأنني لن أعرض نفسي على طبيب نفسي أبدا، وأرجو الرد بالتفصيل على كل شيء كتبته.

وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولا: أنا أريد أن أؤكد لك أن كل ما كتبته وبالتفصيل هو دليل على أنك تعانين من الوساوس القهري، وطلبك أن يرد على كل شيء بالتفصيل أيضا هذا في حد ذاته من صميم الوسواس القهري، وأنا أقدر ذلك تماما.

الوساوس التي انتابتك في بداية الأمر هي وساوس معروفة، وتحدث دائما ما بين عمر اثنا عشر إلى خمسة عشر سنة، والوساوس تكون متسلطة، ومن الواضح أن الوساوس الفكرية هي التي كانت تسيطر عليك، وقد صحبتها نوبة من الاكتئاب النفسي.

الحالة الثانية التي وصفتها هي حالة المخاوف وما صاحبها من قلق، وأنا أقول لك أن هذا – أي ظهور القلق والمخاوف – هي أحد المكونات الرئيسية التي نشاهدها مع الوساوس في حاولي ستين بالمائة من الناس، وهذا ليس مستغربا، لأن الوسواس القهري نفسه يأتي من الناحية التشخيصية تحت أمراض القلق النفسي، والمخاوف هي من أمراض القلق النفسي، كما أن الاكتئاب الثانوي الذي يكون دائما مصاحبا للوسواس القهري هو أيضا من أمراض القلق النفسي.

فإذن نحن الآن أمام حالة مزعجة لك، ونقدر ذلك تماما، لكننا في نفس الوقت نؤكد لك أنها إن شاء الله بسيطة، وتعدد الأعراض هو أمر جيد، لأن الوساوس التي تكون مطبقة ويكون محتواها أمرا واحدا هذه كثيرا ما تكون مقاومة للعلاج، أما الوساوس المتقلبة والمتشكلة والمختلفة والمصحوبة بالقلق وشيء من المخاوف فالاستجابة للعلاج دائما تكون أفضل.

موضوع الترديد للكلمات هو أيضا من صميم الوساوس القهرية، فالوسواس القهري قد يكون فكرة أو نوع من الاجترارات، أو نوع من الاندفاعات، أو صورة ذهنية، أو ترديد لكلمات أو لأرقام، أو قد يكون نوعا من المخاوف، فكل ما ذكرته يأتي تحت نطاق الوسواس القهري، فأرجو أن تطمئني من الناحية التشخيصية، وهذا مهم جدا بالنسبة لك، فأنا أؤكد لك أن الذي تعانين منه هو وساوس قهرية وليس أكثر من ذلك.

أنت لا تعانين بفضل الله تعالى من أي اضطراب عقلي أو ذهاني، والأعراض الجانبية المصاحبة هي جزئيات تلحق في معظم الناس بالوساوس القهرية.

العلاج السلوكي:

أولا: دائما حاولي أن تقاومي هذه الوساوس، لا تحلليها، لا تناقشيها، لا تخضعيها للمنطق، إنما حقريها.
وتحقيرها أي رفضها، تجاهلها، واستبدالها بفكر أو فعل مخالف دائما هو الأفضل.

بالنسبة للعلاج الدوائي:

تجربتك مع التربتزول كان لا بأس بها، التربتزول دواء يعالج القلق ويحسن من المزاج، لكنه لا يقطع الوساوس في حد ذاته، إنما البروزاك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) هو دواء تخصصي جدا فيما يخص علاج الوساوس القهرية، لكن حتى يستفيد منه الإنسان لابد أن يتبع ويلتزم بالإرشادات الطبية.

أهم شيء هو مواصلة الجرعة، وإكمال المدة العلاجية، والوساوس تتطلب جرعة كبيرة إلى متوسطة من البروزاك، وجرعة البروزاك هي كبسولة إلى أربع كبسولات في اليوم.

من وجهة نظري أنت في حاجة الآن لأن ترفعي الجرعة الدوائية إلى كبسولتين في اليوم – أي أربعين مليجراما – وهذه سوف تكون كافية، بشرط أن تستمري عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبدا، فالدواء سليم غير إدماني، غير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية.

الفترة العلاجية وكذلك الفترة الوقائية تعتبر مهمة جدا، لأن الوسواس إذا لم نتعامل معه على هذه الأسس فسوف يكون مرضا مزمنا، وسوف تحدث انتكاسة.

بعد انقضاء العام وأنت على كبسولة واحدة في اليوم: اجعلي الجرعة كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وإذا أتيحت لك فرصة مقابلة أي طبيب نفسي فهذا أيضا سوف يكون أمرا جيدا.

هنالك إرشادات إضافية نحرص على أن نذكر الناس بها:

أولها: إدارة الوقت بصورة حسنة وجيدة وتنظيمه وعدم إتاحة فرصة للفراغ.

ثانيا: تطبيق تمارين الاسترخاء، حيث أن هذه التمارين مفيدة جدا لعلاج الوسواس القلقي المصحوب بالمخاوف.

ولتطبيق هذه التمارين يمكنك تصفح أي موقع من مواقع الإنترنت.

ثالثا: لابد أن تكثري من الاستغفار وتستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واعلمي أن كيده ضعيف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات