السؤال
أود أن أستفسر عن عواقب نوبات القلق على الولادة، هل تؤثر سواء في الولادة الطبيعية أو القيصرية؟ حيث عانيت منها قبل حملي، وتعالجت بإنديرال وسلبيريد 50 وتحسنت كثيرا، وفي حملي الآن تأتيني -طبعا أخف- خاصة عند التعب أو المشادات الكلامية، فكيف أحاول تجنبها نهائيا في حملي لأني غير قادرة على تناول أنديرال ولا أي دواء؟ وهل تؤثر نوبات الخوف أو الهلع على الولادة؟ وخاصة إن أهم عرض عندي بالنوبة هبوط الضغط.
سؤالي الأخير: لو تعرضت الحامل لفرط تهوية كيف يتم إسعافها؟ وطبعا إبرة الفاليوم الوريدية لا تعطى للحامل.
شكرا لكم ولجهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن أغلب السيدات يصبن بدرجة من الخوف والتوتر عند بدء المخاض، لذلك يا عزيزتي أحب أن أطمئنك بأن غرف الولادة والطبيبات والممرضات الجميع هناك يعرف هذا الأمر ويتقن التعامل مع نوبات الهلع , فبعض الحوامل واللواتي ليس لديهن أي مشكلة نفسية قد يصبن فجأة بحالة خوف شديد تضطرنا إلى استخدام المهدئات, فضرر المهدئات هو أقل بكثير من ضرر اللجوء إلى القيصرية, ولذلك وبشكل روتيني يتم إعطاء مزيج دوائي هو مسكن ومهدئ للسيدة الماخض في غرفة الولادة؛ وذلك من أجل جعلها أكثر استرخاء ولتسهيل الولادة.
إذا: لا داعي لأن تقلقي بهذا الشأن، فغرف الولادة هي أكثر مكان مؤهب للتعامل مع حالات الخوف والهلع، وبما أن لديك حالة نفسية مشخصة من نوبات الهلع والخوف، فهنا من الأفضل أن تتناولي الدواء بشكل روتيني حتى لو كنت حاملا، والسبب يا عزيزتي بسيط وهو أن ضرر هذه الأدوية على الجنين أقل بكثير من ضرر نوبة الهلع نفسها.
لذلك ننصح بأن تتناولي العلاج الموصوف لك وبدون تردد, فالأدوية التي تعطى للحامل يكون قد تمت عليها دراسات لسنوات عديدة، وثبت بأن فائدتها تفوق ضررها، ولذلك يتم اعتمادها، ثم ترخيصها عالميا.
وأما بالنسبة للفاليوم، فهو يستخدم في الحامل عندما تستدعي الضرورة له , وهو ليس ممنوعا في الحمل إن أعطي عند الحاجة, وهو ما يزال يستخدم في حالات تسمم الحمل، وفي حالات الاختلاج، وفي حالات كثيرة لا مجال لذكرها .
عندما تعالج الحامل فإنه دوما ينظر لفوائد الدواء في مقابل ما يمكن أن تخلفه الحالة الصحية من ضرر, ودوما وكقاعدة عامة: نضع صحة الأم أولا؛ لأن صحة الجنين من صحة الأم وسلامته من سلامتها.
نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.