هل مجرد كلام المرأة خفية مع رجل أجنبي يعد من الخيانة الزوجية؟

0 1073

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اكتشف زوج أن زوجته تكلم شخصا أجنبيا عنها، على الإنترنت مدة 6 أشهر، ثلاث مرات فقط، وبسؤالها اعترفت بخطئها، وأنها فعلت ذلك دون وعي منها، علما بأن هذه السيدة تتمتع طوال عمرها بالسمعة الحسنة، ولم تفعل ما يسبب الإحراج لها أو لأهلها، وحتى إن نوعية الكلام كلام عادي جدا، وليس مبتذلا، وأخبرت الشخص الذي تكلمه أنها مخطوبة، وستنفصل، أعلم أن ذلك غباء منها، لكنها تقسم أنها لم يكن في نيتها أي شيء، وكان الكلام بالنسبة لها كلاما فقط، وليس لأنها تنوي الانفصال عن زوجها، والارتباط بهذا الشخص كما يعتقد زوجها.

وهذا الشخص لم تره قبل ذلك، ولكن زوجها لم يصدقها، واتهمها بالخيانة، وحاولت أن توضح له أكثر من مرة أنها لم تفعل ذلك، ولكن بلا فائدة, حتى إن زوجها تظاهر أنه سيسامحها، وأنه صدقها، وطلب منها قضاء تلك الليلة معه، وصدقته، وفي اليوم التالي طلب منها الذهاب لبيت أهلها، وصمم على الطلاق, حتى ترجته أكثر من مرة أن يسامحها، أو أن يتزوج عليها -إذا أراد ذلك- لكنه رفض، وأخبر أهلها بكل ذلك.

أريد أن أعرف هل تستحق هذه السيدة كل هذا؟! أعلم أنها أخطأت، وحتى إذا عجز زوجها عن المسامحة، ألم يكن الأفضل الابتعاد عنها بدون المساس بسمعتها، وفضحها، والإساءة لها بهذا الشكل؟! مع أنه أكثر شخص يعلم سلوكها، أريد أن أعرف حكم الدين في ذلك.

أود أن أنوه أن زوجها تم الارتباط به عن طريق موقع زواج على الإنترنت، والشخص الأجنبي الذي تحدثت معه كانت تتحدث معه قبل زواجها بـ 3 سنين عن طريق نفس الموقع، ووجدت أنه شخص يتلاعب بها فابتعدت عنه، وأثناء تفقدها للبريد الإلكتروني تحدث معها، وهي قامت بالرد عليه 3 مرات، كما ذكرت لكم، وهذا سبب كل ما حدث.

هذه السيدة عمرها 30 سنة، ولم تتحدث طوال عمرها إلى أي شخص، والشخص الوحيد الذي تحدثت إليه وقابلته بمكان عام هو الذي تزوجته.

أرجو الرد؛ لأن هذه السيدة تتعذب؛ لأن زوجها السابق يخبرها باستمرار أن الله سيعاقبها، وأنها خائنة، وتخاف من عقاب الله، وتود التكفير عن ذلك لو كانت مخطئة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ،،،

نسأل الله تعالى -بأسمائه الحسنى وصفاته العلى- أن يتوب على هذه الأخت، وأن يعوضها خيرا مما فقدت.

لا شك أن ما فعلته خطأ وذنب، واستدراج من الشيطان لها، وقد وقعت في حبائله ومصيدته، والواجب عليها أن تتوب أولا إلى الله تعالى، ولتكن على ثقة تامة بأن الله عز وجل يقبل توبة التائب، فقد أخبر عن ذلك في كتابه فقال: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} وأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن فعل التوبة في الذنب وأنها تمحوه، قال عليه الصلاة والسلام: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).

ما كان لزوجها أن يفضحها كل هذه الفضيحة، بعد ما عرف من حسن سيرتها؛ فإن كل بني آدم خطاء – كما قال النبي صلى الله عليه وسلم – وخير الخطائين التوابون، ولو أنه سترها لفاز بثواب عظيم؛ فإن من ستر مسلما ستره الله - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث – ولكن ما دام الأمر قد حصل فإنه لا ينفع فيه التمني والاتكال على (لو)، بل ينبغي للإنسان العاقل أن يسعى في تصحيح مسار حياته، وليعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الله سبحانه وتعالى رحيم ودود.

فلتبشر هذه الأخت بخيري الدنيا والآخرة إن هي أحسنت علاقتها بالله تعالى، وتابت إليه توبة صادقة، وحرصت على التقرب منه سبحانه وتعالى بفعل ما يرضيه، وأكثرت من دعائه واستغفاره، وأحسنت ظنها بالله، فإنه عند ظن العبد به.

ربما جعل الله عز وجل صلاحها واستقامتها بعد ذلك سببا في عدول الزوج عن قراره، وعوده إلى الزواج بها ثانية بإرجاعها قبل تمام عدتها إن كان طلقها، وإن لم يفعل ذلك فإن الله عز وجل سيغنيها من فضله، وسيعوضها خيرا مما فقدت، فهو سبحانه أرحم بها من نفسها وأمها وأبيها.

نصيحتنا لهذه الأخت: أن تقبل على شأنها، وتصلح حالها مع ربها، وتكثر من دعائه سبحانه وتعالى دعاء صدق واضطرار أن يرزقها زوجا صالحا إن كانت طلقت، أو أن يصلح زوجها إن لم تطلق.

أما عما مضى من ذنوب: فلا تخف ولا تحزن -إن هي تابت منها-؛ فإن الله عز وجل كريم رحيم، وقد بشر التائبين وأخبرهم بأنه يبدل سيئاتهم حسنات، فقال: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}، ودعا إلى عدم القنوط من ذلك فقال: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لها الخير حيث كان، ويرضيها به، وأن يغنيها بفضله عمن سواه.

مواد ذات صلة

الاستشارات