أحاول الرضا بما كتبه ربي ولا أحس بالراحة النفسية فدلوني

1 444

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أخوكم في الله شاب أحس بالضيق في الصدر، فأنا أتنفس ولا أحس أنني أكتفي من ذلك أو أرتاح؛ حيث إنني لا أتنفس إلا من جهة واحدة من الأنف لاعوجاج الحاجز الأنفي.

أعاني من مشاكل اجتماعية مع الناس، فلا يمكنني النظر إلى وجوههم وأنا أتمشى، وقد يكون السبب أن بعض الناس عندما تنظر إليهم يعتقدون أنك تريد أن تقاتلهم، وأشعر أن الناس ينظرون إلي، وأحيانا أعلم أن أشياء اجتماعية عادية ولكن لا أتيقن، ولا أعلم كيف أقتنع تمام الاقتناع بمفاهيم جديدة، وأخجل من أبي خجلا غير طبيعي، وعلى العكس مع الوالدة فلا أخجل منها، لا أعلم السبب! ولا يمكنني أن أكلم أبي,، ولا أن أنصحه ولا أضحك معه.

وعندما يشتمني أحد الأصدقاء أحس بالاستفزاز بسرعة فلا أرد عليه خوفا من أن يعلم أنه أغضبني، لا أعلم ماذا أفعل؟ أريد الله أن يعزني ويريحني نفسيا، أحاول أن أقنع نفسي أني راض بالقضاء والقدر، ولكن لا أحس بالراحة النفسية، أنا لا أشعر بالسعادة.

أرجو مساعدتي, جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

فإن حالتك بسيطة جدا.

أولا: فيما يخص حالة القلق الاجتماعي والمخاوف التي تعاني منها فهي حالة شائعة جدا، فدائما تعطي الإنسان شعورا سلبيا حول مقدراته في التفاعل مع الآخرين، ولذا دائما ما نقول: إن العلاج يأتي من تحقير الفكرة، وأن تبني فكرا جديدا يقوم على مبدأ أنك لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، وعلاقتك مع الناس تقوم على التقدير والاحترام، لكن ليس هنالك أحد أفضل من أحد، هذه يجب أن تكون مفاهيم عامة تستوعبها, وتطبقها,وتلتزم بها.

ثانيا: لا تكن حساسا، أنت ذكرت أنك حين تنظر إلى الناس تخاف من أنهم يعتقدون أن تقاتلهم، أو شيئا من هذا القبيل، هذا نوع من الحساسية النفسية تجعلك تفكر هكذا، على العكس: حين تقابل أحدا، وتسلم عليه وتتبسم في وجهه، فهذا قمة الذوق، وفي نفس الوقت يعطيك القبول الاجتماعي، ولك -إن شاء الله تعالى- فيه الأجر العظيم، ابن هذه المفاهيم وحاول أن تطبقها.

ثالثا: من الضروري جدا أن تكون لك أنشطة اجتماعية.

إن كنت تعيش في المملكة المتحدة، فبفضل الله تعالى توجد الآن المساجد والمجمعات الإسلامية، اذهب في عطلة نهاية الأسبوع - أو متى ما تمكنت من ذلك – والتق بالشباب وبالناس من مختلف الجنسيات، تواصل اجتماعيا مع من تعرف، هذه كلها تؤدي إلى انصهار ورؤية جديدة تتعامل بها مع الآخرين.

رابعا: اجتهد في دراستك فهذا مهم جدا، مارس أي نوع من الرياضة، فهذا سوف يفيدك، وهذه هي الخطة العلاجية الرئيسية.

خامسا: سيكون أيضا من الجميل أن تحصل على دواء مضاد للمخاوف، وهنالك أدوية كثيرة، الدراسات تشير أن عقار بروزاك – والذي يعرف علميا باسم فلوكستين – يعتبر هو الأسلم في مثل عمرك، وهو دواء جيد لدرجة كبيرة، والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما، يتم تناولها بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

وإذا أردت أن تذهب وتقابل طبيب الأسرة فهذا سوف يكون أمرا جيدا، لا داعي لأن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، فمعظم أطباء الأسرة في بريطانيا لديهم الإلمام التام بالتعامل مع هذه الحالات البسيطة، أي حالات الخوف والهرع الاجتماعي البسيط.

أما فيما يخص اعوجاج الحاجز النفي، فهذه لابد أن تأخذ فيها رأي المختصين من أطباء الأنف والأذن والحنجرة، وأصبحت مثل هذه العلل تصحح بسهولة جدا عن طريق جراحات بسيطة، فأرجو أن تتواصل مع المختصين.

بالنسبة لموضوع صعوبة التنفس: لا شك أن اعوجاج الأنف قد ساعد في ذلك، ولكن أيضا الجانب القلقي له دور كبير في ذلك.

أرجو أن تكون أكثر ثقة بمقدراتك، وأن تسعى لأن تسعد نفسك، بل تسعد من حولك، وأن يرضى الإنسان بالقضاء والقدر فهذا أمر جميل وأمر مطلوب، وأود أن أذكرك أن ما تعاني منه هو ابتلاء بسيط وبسيط جدا، وسوف يزول -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات