السؤال
السلام عليكم،،
أنا فتاة بعمر 28 سنة، ولست متزوجة، ولقد أجريت لي عملية جراحية من شهرين، تم فيها استئصال ورمين من المبايض، وقيل إنهما كيسان جلديان من خلال أشعة الرنين المغنطيسي، والمبيض الأيمن لم يبق فيه خلايا كثيرة، أي أنه بقي جزء منه فقط على الجهة الشمال، فتم إنقاذه بصعوبة.
قبل العملية كنت قد عملت تحاليل المؤشرات الورمية الخاصة بالمبيض ca 125وكانت مرتفعة قليلا 39.5، وبعد العملية تم تشريح الأورام, وفحصها تحت المجهر فكانت النتيجة أن ورم المبيض الأيمن حميد، وأن ورم المبيض الأيسر كان تيراتوما غير ناضج من الدرجة1، أي أنه خبيث.
عند استشارة أطباء الأورام السرطانية قالوا إنه يجب أن يتم استئصال المبيض الأيسر؛ لأن الخلايا السرطانية تنمو ومن الممكن أن تنتشر في الأنابيب والرحم، وإن كان من الدرجة 1، وبعدها من الممكن أن تنتشر في الحوض.
قال طبيب آخر: إنه يجب إجراء عملية استكشافية قبل اتخاذ قرار العلاج الكيماوي، ولن يستأصل المبيض بما أني في سن الإنجاب.
للعلم فقد أجريت تحاليل للمؤشرات الورمية فكانت جيدة، وكذلك للتأكد من عمل المبايض عملت تحاليل fSH والإستراديول فكانت على التوالي:
5.440UI/I
و 321.000Pmol/L.
أنا لا أريد أن يتم استئصال المبيض الأيسر؛ لأن المبيض الأيمن ليس من المؤكد أنه سيعمل.
أرجو منكم -بارك الله فيكم- أن تدلوني على الحل الأنسب لي ولسني ورغبتي في الإنجاب مستقبلا -لو كتب الله لي الزواج-.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله على سلامتك، ونسأل الله عز وجل أن يتم عليك بالشفاء الكامل.
التيراتوما غير الناضجة نسميها باللغة العربية (الورم العجائبي غير الناضج) لأنه يحتوي على أنسجة متعددة المنشأ والشكل.
والحقيقة أن الشيء الذي كان يجب أن يتم عمله خلال العملية الأولى هو: أن يتم فحص عينة في المختبر النسيجي بشكل سريع، وإخبار الجراح بنتيجة أن الورم خبيث, ونسمي ذلك (المقطع المجمد frozen section)، وحينها وقبل إغلاق جرح العملية كان يجب أن يتم عمل تصنيف جراحي لدرجة الورم , أي معرفة هل هنالك انتقالات أم لا؟
في حالات الأورام الخبيثة في المبيض, لا يكفي معرفة درجة الورم النسيجية, بل يجب معرفة درجة الورم الجراحية, أي امتداد الورم, فهنا يكتمل التصنيف, وبناء على هذا التصنيف المزدوج (النسيجي, والجراحي) سيتم وضع الخطة العلاجية بعد الجراحة.
إذن -يا عزيزتي- إن التشخيص عندك لغاية الآن غير مكتمل, ومن الخطأ أن يبقى غير مكتمل, وحتى يكتمل يجب أن يتم عمل فتح بطن مرة ثانية، ويتم خلال العملية الكشف على كل أعضاء ومحتويات البطن, والعقد اللمفية, فإن وجد أي شك بوجود أي آثار للورم في أي مكان, فيجب أخذ عينة من هذا المكان, وإن كان كل شيء سليما تماما -إن شاء الله-, فيجب غسل جوف البطن بسائل, ثم يشفط السائل, ويرسل للدراسة بالمختبر لتحري أي خلايا غير مرئية بالعين.
إن تبين بعد هذا الفتح الاستكشافي, وبعد التحاليل والعينات بأنه لا توجد آثار للورم داخل البطن -إن شاء الله-, فهنا سيكون تصنيف الورم عندها هو بدمج التصنيف النسيجي مع التصنيف الجراحي، وسيكون في هذه الحالة :Stage IA - Grade I أي المرحلة -1- ودرجة نسجية -1- وهي مرحلة مبكرة جدا من الورم، ونتائج الشفاء فيها ممتازة, والعلاج فيها لمن كانت قد بلغت سن انقطاع الدورة, أو سن اليأس، أو من كانت قبل سن اليأس لكنها متزوجة, ولا ترغب بالإنجاب, أي أكملت عائلتها، العلاج في تلك الحالات السابقة هو استئصال المبيضين, والأنابيب, والرحم كاملا.
أما في الفتاة غير المتزوجة, أو من كانت ترغب بالإنجاب فيمكن الاكتفاء مؤقتا (وأؤكد على كلمة مؤقتا) باستئصال المبيض المصاب فقط, أي الذي فيه الورم فقط، والإبقاء على المبيض الآخر والرحم والأنابيب إلى أن تنهي مرحلة الإنجاب, وبشرط أن تكون تحت المتابعة الطبية.
إن الطبيب الذي نصحك بالعملية الاستكشافية هو المحق، وأرى أنه يتبع منهجا علميا أكاديميا حديثا فأنصحك باتباع نصيحته.
إذن سأوضح لك ثانية وبالخطوات ما يجب عمله عندك (بالنظر إلى أنك فتاة ترغبين بالزواج والإنجاب), وأؤكد لك بأن ما سأقوله لك هو المتبع حاليا في أفضل المراكز المختصة بعلاج أورام المبيض في أمريكا:
1- فتح بطن استقصائي أو استكشافي لوضع تصنيف لمرحلة الورم.
2- إزالة المبيض الذي وجد فيه الورم الخبيث بشكل كامل, فلا يجوز الإبقاء عليه، والمبيض الآخر سيبقى قادرا على إنتاج البويضات -إن شاء الله- مهما تبقى منه, ويمكن أن يحدث الحمل.
3- المتابعة المستمرة بالفحص النسائي, والتصوير التلفزيوني, وكذلك بال CA 125
4- بعد حدوث الحمل والولادة, وانتهاء مرحلة الإنجاب, أي بعد أن تنجبي ما كتبه الله عز وجل لك, يجب العمل على استئصال المبيض الآخر, واستئصال الرحم أيضا بدون تردد, وبدون تأخير, حتى لو كانت سليمة, وهذا أمر ضروري.
في هذه الحالة ستكون نسبة الشفا,ء وإنذار الحالة ممتازة -بإذن الله-.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالصحة والعافية دائما.