السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مريض باكتئاب شديد، مع بداية فصام، وكتب لي دواء اريببركس, وأخذت الدواء لمدة ثلاثة شهور، لكني لم أرتح عليه، كنت أحس برغبة في الحركة, ولا أستطيع الجلوس، أظل طول النهار في حالة ذهاب وإياب، ثم وصف لي دواء آخر اسمه (ابيليفاى), ولم أرتح عليه أيضا، وقال لي الدكتور: إن هذا من الآثار الجانبية للدواء.
سؤالي: هل هناك سبب عضوي آخر هو الذي يجعلني أحس بهذه الرغبة، عندما أتناول الدواء؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
بالنسبة للرغبة الملحة في الحركة وأنك لا تستطيع أن تجلس في مكان واحد، والتي حدثت لك بعد أن تناولت الدواء الأول وهو ريببركس، أقول لك: نعم، هذا أحد الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد تناول بعض هذه الأدوية النفسية، ومنها الدواء المشار إليه، وهذه الحالة تسمى اكسيزية، وهي رغبة ملحة يشعر بها الإنسان في داخل نفسه ووجدانه، وكذلك جسده، وأتفق معك أنها مزعجة لصاحبها، وتسبب الكثير من الضيق, وعسر المزاج.
لا يوجد أي سبب عضوي لهذه الحالة، وأود أن أبشرك أن هذه الحالة نفسها يمكن علاجها فهي من المفترض أن تكون أقل بكثير مع عقار أبلفاي، ويعرف عنه أنه أكثر (نقا) وأن هذه الحالات تقل معه، لكن عند بعض الذكور دون الإناث، وخاصة قبل عمر الخمسة والثلاثين عاما.
نشاهد هذا الأثر الجانبي أكثر مما هو متواجد عند الإناث أو بعد عمر الأربعين سنة، وهذه لم يوجد لها أي نوع من التفسير العلمي، وإنما هي مجرد ملاحظة، لكن الذي أؤكده لك أن هذا جانب نفسي يسببه الدواء، ولا يوجد له أي تفسير كمرض عضوي، فأرجو أن لا تنزعج -أيها الفاضل الكريم-.
العلاج يكون عن طريق إضافة أدوية أخرى مثل عقار أندرال, أضف إليه عقار تي أن ( كونجتين )، وكلها موجودة في مصر, ومعروفة جدا، وهذه الأدوية الأخيرة التي ذكرتها ليست أدوية علاجية للحالة نفسها, إنما من أجل أن تحبط وتثبط وتوقف الأثر الجانبي المزعج الذي يحدث لك.
هنالك مجموعة من الأدوية شبيهة ب(الأبلفاي) والريببركس لا تسبب هذا الأثر الجانبي -الشعور بالرغبة الملحة في الحركة-، من هذه الأدوية عقار اولانزبينOlanzapine, وكوزبين, وكذا عقار كواتبين, وهذه كلها معروفة لدى الأطباء، إن كنت قد استفدت من الناحية العلاجية من الأبلفاي, فأقول لك: هذا شيء جميل؛ لأن الدواء فعلا من الأدوية الممتازة, والآثار الجانبية يمكن التخلص منها من خلال الإضافات الدوائية البسيطة التي ذكرتها لك.
أرجو -أخي الفاضل الكريم- أن تتواصل مع طبيبك، وأن تكون حريصا على تناول علاجك -وإن شاء الله تعالى- ستعيش حياة طبيعية، وهذه الحالات أصبح الآن من السهولة علاجها واحتواؤها، حالات الاكتئاب، الفصام، والحالات المتشابهة أصبحت الآن تعالج, وتعالج بصورة فعالة جدا، وخاصة إذا كان الإنسان حريصا على الانتظام، وتناول الدواء, واتباع الإرشادات الطبية.
الأبحاث تشير إلى أن العلاج إذا بدأ مبكرا تكون -إن شاء الله تعالى- المنفعة والنتائج رائعة جدا.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.