خفقان في القلب مع كثرة التبول ... ما تشخيص حالتي؟

0 618

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أنا متزوجة ولدي طفل، أعاني من سرعة في دقات القلب, وخفقان مستمر, لدرجة أني لا أستطيع الوقوف لأداء الصلاة، أو أبذل أقل مجهود, حتى وأنا مسترخية أشعر بالتعب.

وأنا الآن حامل بالطفل الثاني، وفي حملي الأول كانت الحالة أخف بكثير، وقد ذهبت لطبيب قلب، وأخبرني بأن لدي ترهلا في الصمام، ولم يعطني أي دواء لأني حامل، وعندما ذهبت لدكتورة نساء وولادة أعطتني دواء كونكور 2.5، ولم أشعر بتحسن، ثم وصفت لي دواء كونكور5, وأخذت حبة أيضا, لكني لم أشعر بتحسن وتركته، مشكلتي أني إذا تأخرت عن موعد نومي بساعة أو ساعتين، أو إذا لم أنم فترة كافية يزداد تعبي.

نومي متقطع؛ لأن عندي مشكلة أخرى, وهي كثرة التبول؛ حيث إني أتبول -أكرمكم الله- كل ساعتين أو ثلاث ساعات أو أقل، حتى وأنا نائمة, وإذا كنت مستيقظة أدخل الحمام كل ساعة أو ساعتين, هذا الحد الأقصى.

ذهبت لكثير من الأطباء، وعملت جميع الفحوصات، وقالوا لي: إني سليمة أيضا، أحلم كثيرا، وأشعر أني لا أرتاح في النوم, وأحيانا تأتيني كوابيس.

أنا إنسانة صاحبة تفكير سلبي، ونظرتي للحياة تشاؤمية، وأحيانا تأتيني أفكار غريبة ومخيفة، احترت في حالتي، لا أعلم هل هي نفسية أم عضوية؟ وبماذا تنصحوني؟

ساعدوني في تشخيص حالتي.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فراس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالات الخفقان, وتسارع ضربات القلب لها عدة أسباب، منها الإصابة بنوع من القلق النفسي يسمى بحالات الهلع أو الهرع، وهذا يعتبر أكثر شيوعا.

بالنسبة لاسترخاء الصمام الميترالي فهو علة شائعة جدا، وتعتبر من الحالات الحميدة, وليست حالة مرضية, وإن كانت تسبب القلق لكثير من الناس.

ووجود الترهل في الصمام قد يؤدي أيضا إلى تسارع في ضربات القلب، ولكن يعتقد أن القلق هو الذي يزيد من هذا التسارع؛ لأن الإنسان حين يقال له إن لديك ارتخاء في صمامات القلب يجسد هذا الموضوع, ويسبب له إزعاجا بالرغم من أنه موضوع بسيط جدا، وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى القلق والتوتر؛ مما يزيد من تسارع ضربات القلب.

كما أكد لك الطبيب فإن حالتك بسيطة جدا, فيجب أن لا تنزعجي، ويعرف أن الحمل عند كثير من النساء قد يؤدي إلى شيء من الإنهاك الجسدي، كما أن الدورة الدموية تكون أكثر نشاطا في فترة الحمل؛ مما يزيد من تسارع ضربات القلب.

عقار (كونكور) من الأدوية الجيدة والمجربة حقيقة في علاج مثل هذه الحالات، لكن يظهر أنك لم تستفيدي منه، وهذا في حد ذاته دليل أنه لا يوجد لديك علة رئيسية، وأعتقد أن القلق هو الذي يسيطر عليك، وكثرة التبول هي سمة من سمات القلق في بعض الأحيان.

بعض الناس لديهم شيء من العصاب – أي القلق والتوتر – وهذا قد يحول المثانة أيضا إلى مثانة عصابية.

الذي أنصحك به هو محاولة حصر البول, ومسكه في أثناء النهار بقدر المستطاع، فهذا يعطي المثانة الفرصة للاتساع واستيعاب كميات أكبر من البول.

ثانيا: عليك ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه قد تتطلب منك الذهاب إلى أخصائية نفسية – لا طبيبة نفسية - لتقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإن صعب عليك الذهاب لمقابلة مختصة فيمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

هنالك طريقة تعرف بطريقة (جاكبسون) هي بسيطة ومفيدة جدا، فاحرصي على تطبيقها بقدر المستطاع.

وجود الكوابيس في النوم وعدم ارتياحك في النوم هو دليل على حالة القلق التي تعانين منها، كما أن النظرة التشاؤمية والسلبية لا شك أن القلق قد لعب فيها دورا، وقد يكون لديك بعض العسر في المزاج.

وعلاج ذلك بأن تنظري إلى الحياة نظرة إيجابية، أنت لديك نعم وخيرات كثيرة، الإنسان يجب أن يحطم الفكر السلبي من خلال تذكر هذه النعم، والاستغفار والحمد والشكر لله تعالى هي أيضا مفاتيح عظيمة جدا لتعطينا الصورة المشرقة عن الحياة والتفكير بصورة أفضل.

أنت بالطبع سوف تستفيدين كثيرا من الأدوية المحسنة للمزاج، والأدوية التي تقضي على القلق، وهي كثيرة جدا.

بالطبع في فترة الحمل هنالك تحوطات ومحاذير حول استعمال الأدوية، لا ننصح بها في معظم الحالات، خاصة في فترة تخليق الأجنة, وهي الأربعة أشهر الأولى، لكن بعد ذلك لا بأس من استعمال الدواء -إذا كانت هنالك ضرورة-، وهذا يجب أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي مع طبيبة النساء والتوليد، هذا هو الوضع الأمثل.

فإذا كان بالإمكان أن تتواصلي مع طبيبتك ودعيها تتكلم مع أحد الأطباء النفسيين، والطبيب سوف يقوم -إن شاء الله تعالى- بوصف أحد الأدوية المناسبة لك, وعلى سبيل المثال عقار تفرانيل, والذي يعرف علميا باسم (إمبرامين), هو من الأدوية البسيطة جدا والسليمة حتى في مراحل الحمل الأولى، ويعرف عنه أنه يزيل القلق والتوترات، وفي ذات الوقت يؤدي إلى التحكم في كثرة التبول, هذا على سبيل المثال.

إذن تواصلك مع طبيبتك, وأن تحكي لها الأفكار التي ذكرناها لك في هذه الرسالة، أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرا طيبا.

لا تتشاءمي أبدا، كوني متفائلة، كوني سعيدة، وافرحي بجنينك، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات