السؤال
أتقدم بخالص الشكر والتقدير لسيادتكم على هذا المجهود الذي تقومون به لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
سؤالي: أنا أشغل منصبا إداريا في عملي، وعمري 48 عاما، ولا أعاني من أي أمراض عضوية - والحمد لله - من خلال متابعة موقعكم الكريم تبين أنني أخاف عند مقابلة الرؤساء في العمل، وقد يحدث نوع من الاضطراب عند توجيه الأسئلة لي، أو عند الاضطرار إلى التحدث، وأخاف من حضور الاجتماعات والتحدث مع الحضور، رغم توافر المعلومات اللازمة لذلك، وأعتقد أنه نوع من الرهاب الاجتماعي، ومن خلال ردود سيادتكم على هذا النوع من المرض الاجتماعي، أنوي استخدام دواء الزيروكسات، فهل استخدامه مفيد في حالتي؟ وهل لهذا الدواء أي أعراض جانبية عندما أتناوله مع مستحضرات الفياجرا التي تباع في الصيدليات؟ علما بأني أعاني من ضعف جنسي، ولا أستطيع الجماع دون هذه الحبوب المنشطة، كذلك لا أستطيع العلاج لارتفاع تكاليف العلاج لحالات الضعف الجنسي، مع توضيح الجرعة المناسبة.
أرجو الإفادة جعلكم الله ذخرا لنا، وجعل هذا العمل الرائع في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الإمام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالأعراض التي ذكرتها وأنت تعاني منها هي بالفعل نوع من الرهاب الاجتماعي، لكن الحمد لله تعالى هو من الدرجة البسيطة.
العلاج الدوائي - إذا كان الزيروكسات أو الأدوية المشابهة – لا بأس به، بل هو طريقة علاجية جيدة جدا، لكننا دائما لا نريد من الناس أن يعتمدوا فقط على الأدوية، فالعلاجات السلوكية وتغيير نمط الحياة مهم جدا للتخلص من الرهاب الاجتماعي، ودراسات كثيرة جدا أشارت أن من يطبق التطبيقات السلوكية ويكون لديه الإصرار على التحسن لا تأتيه انتكاسة بعد التوقف من الدواء، أما الذين يكون اعتمادهم فقط على العلاج الدوائي فكثيرا ما تنتابهم انتكاسات بعد التوقف عن الدواء.
عموما موضوع الرهاب الاجتماعي هو أمر بسيط جدا، أريدك أن تفهم أن الحالة هي حالات القلق، وفي ذات الوقت وجود الرهاب الاجتماعي ليس دليلا على ضعف شخصية الإنسان أو ضعف في إيمانه أبدا، هي علة عادية تصيب الناس وقد يكون ناتجا من خبرات سابقة حدثت في الطفولة مثل أن يكون الإنسان قد تعرض لموقف مخيف ولم يعره اهتماما في ذاك الوقت، أو لم تتم معالجته بصورة صحيحة، ومن خلال مثل هذه التسربات قد يظهر الخوف والرهاب الاجتماعي.
تصحيح المفاهيم حول الرهاب الاجتماعي مهم جدا، كثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يأتيهم شعور بأنهم سوف يفشلون أمام الآخرين، شعور بالدوخة، التلعثم، هي شكوى عامة نسمعها، وهذه ليست كلها حقيقة، فالخوف هو تجربة داخلية خاصة بالإنسان ليست مكشوفة للآخرين. هذا مهم جدا.
الإكثار من المواجهات هو من أفضل وسائل علاج الرهاب الاجتماعي، والتجنب والابتعاد يزيد منه، كما أن تطوير المهارات الاجتماعية البسيطة مثل أن يعرف الإنسان أنه ليس أقل من الآخرين، ومهما كانت هيبة الآخر فهو في نهاية الأمر هو بشر، إنسان لا يختلف أبدا من بقية الناس في حاجته البيولوجية والغريزية، مرضه، موته، حياته، بناء مثل هذه المفاهيم مهم جدا، وهذا لا يتناقض أبدا مع مبدأ احترام الآخرين وتقديرهم.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات علاج جيد، علاج رائع، وهو من الأدوية السليمة والفاعلة، لكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية البسيطة منها زيادة الوزن لدى بعض الناس، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر في القذف المنوي لدى بعض الرجال، وإذا كان استعماله بجرعات كبيرة ستين إلى ثمانين مليجراما في اليوم ربما يؤدي في حوالي عشرة إلى ثلاثين بالمائة من الناس إلى ضعف في الرغبة الجنسية.
أنت محتاج أن تتناوله بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بنصف حبة يوميا لمدة عشرين يوما، ثم اجعلها حبة كاملة يوميا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، هذا يكفي جدا بالنسبة لحالتك، فهي حالة بسيطة، وإن شاء الله تعالى بمثل هذه الجرعة التي وصفناها لك لن تكون عرضة لآثار جانبية سلبية.
ليس هنالك تعارض بين استعمال الفياجرا وتناول الزيروكسات، لكن من الضروري جدا أن تراقب نفسك من الناحية الصحية، تتأكد من وظائف القلب، مستوى الدهنيات، وظائف الكبد وظائف الكلى... هذه مهمة جدا بالنسبة للذين يتناولون الفياجرا، كما أن الإكثار من تناوله ليس أمرا جيدا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.