السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على هذا الموقع، وأسأل الله أن يكون في ميزان أعمالكم يوم القيامة.
بالنسبة لسؤالي: أنا مطلق ولدي 3 أولاد صغار، وقد بحثت عن زوجة ووجدت فتاة صادقة ومتدينة، وأخبرتني بأنها أصيبت بالتصلب اللويحي بسبب أزمة نفسية بعد فحوصات الثانوية العامة، وأنها تعالجت لمدة سنتين وقد شفيت تماما، ولم يبق إلا بعض آثار المرض القديم، وهي ضعف بسيط في القدم اليسرى، وأخبرتني بأن هجمات المرض قد توقفت، وكانت آخر هجمة منذ سنتين، واحتاجت وقتها لأخذ إبرتين في الوريد بدلا من ست كانت تأخذها سابقا عند هجمة المرض.
سألت طبيب أعصاب مختص فأخبرني بأن احتمال عودة المرض قائمة، وأنها قد تسبب الشلل - لا قدر الله - وأنه لا يوجد تحليل أو تصوير يؤكد شفاء هذه الفتاة بشكل تام.
بصراحة أنا خائف من الإقدام على خطوة الارتباط بها، فأنا لدي ثلاث أولاد وأخشى أن تعود هجمات المرض لهذه الفتاة - لا قدر الله - وأصبح بين عشية وضحاها مسؤولا عن أربعة أشخاص لأرعاهم بدلا من ثلاثة الآن، وأزداد هما إلى همومي، وبصراحة أنا غير قادر على تحمل أعباء عيادتها ونفقات العلاج إن احتاجت إليها، أيضا أخشى أن تنتكس حالة هذة المراة، وبالتالي لا تصبح قادرة على القيام بأعباء تربية أولادي، وبنفس الوقت أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، وأن ذلك كله بيد الله وحده، وأخشى أن يكون في عملي تجرأ على أمر هو بيد الله وحده، وقد أعجبني صدق هذه الفتاة وبت أرغب بالزواج منها، فهل أقدم على هذه الخطوة وأخطب هذه الفتاة أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من الناحية الطبية فإن هذا المرض لا يؤدي إلى الوفاة، وماعدا الحالات الشديدة فإن معظم مرضى التصلب اللويحي يعيشون نفس عمر الأشخاص الآخرين، إلا أنه كما قيل لك فإن احتمال تكرر نوبات المرض قائمة، ويمكن أن تحدث في أي يوم، ويمكن أن يحصل عندها شلل، ومعظم مرضى التصلب اللويحي لا يؤدي المرض إلى العجز، وأكثر من ثلثي المرضى لا يحتاجون في حياتهم للكرسي المتنقل ولا يصبحون عجزة، و20% من المرضى لا تعود عندهم الأعراض بعد الهجمة الأولى، و20% يكون المرض عندهم شديدا، ومعظم المرضى تكون الحالة بين هذه الحالات.
أنا أنظر إلى حالتك من ناحية أخرى، وهي أن هذه الفتاة كانت صريحة معك وصادقة، لأن دينها وخلقها منعها من أن تكذب عليك، وأنت تقول إنها صادقة ومتدينة، وأنا أرى أن ترفع يديك إلى السماء وتقول: (يا رب إنك تعلم حالي وأنا سأتزوج هذه الفتاة، وأنت أعلم بحالها، وأنا أريد أن أتعفف، وهذه المرأة متدينة، فاجعلها يا رب قرة عين لي، واحفظها بحفظك، وأنت خير الحافظين، وإني تبرأت من حولي وقوتي، ولجأت إلى حولك وقوتك، يا ذا القوة المتين).
بعدها صل صلاة استخارة، فقد يجعل الله في هذه الزوجة راحة لك وسكينة، ويرزقك الذرية الطيبة، لأنك تزوجتها وأنت تعلم ما بها، والله هو الشافي والمعافي، وأنت أخذتها لدينها وصدقها، فثق تماما أن الله لن يضيعكم، وقد يفتح الله عليك أبواب الرزق وأبواب الخير في هذا الزواج، إن كانت نيتك صادقة مع الله.
نسأل الله أن يكمل أمرك على خير، وأن يكتب لك ما فيه صلاحك في الدنيا والآخرة.