السؤال
زوجتي تأخذ سيبراليكس بجرعة 10 مجم، وسيركويل بجرعة 50 مجم؛ حيث إنها مشخصة باكتئاب قلقي مع اضطراب بالنوم، وبعد شهر ونصف من استخدام الدواء بهذه الجرع؛ حيث كانت الحالة متحسنة جدا انتكست مرة أخرى، وصار عند زوجتي همود نفسي، وتعكر في المزاج، وعصبية، وتوتر داخلي، ونرفزة، وتفكير بالموت، وخروج الروح من الجسد، ولا أدري أهي أعراض الدواءين أم عودة المرض وانتكاسته؟ فماذا نعمل -يا دكتور- هل نزيد جرعة السيبراليكس أم نزيد جرعة السيركويل أم نزيدهما معا أم نستبدل السيبراليكس بدواء لسترال أم نضيف مثبت مزاج؟
مع العلم بأن لها تاريخا طويلا مع هذا المرض لمدة ثمان سنوات مضت؛ حيث استخدمت من قبل السيروكسات، والإيفكسور، والسيبراليكس، أيضا (عادت له الآن) والريميرون، وتتحسن قليلا ثم تنتكس، ثم يقوم الطبيب بتغيير الدواء، وأكثر دواء ارتاحت عله هو السيبراليكس، وأنا أرى أن هناك حلقة مفقودة بالنسبة لعلاجها أو تشخيص مرضها، وقد عانت هذا المرض إثر تراكمات نفسية ومشاكل مع أخواتها وأهلها، وهل تؤيد يا دكتور عمل تخطيط مخ لها؟ وهل تستطيع أن تأخذ حبة فلوناكسول مع أندرال مع هذه الأدوية عند اللزوم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لزوجتك الفاضلة العافية والشفاء.
مثل هذه الانتكاسات البسيطة يجب أن لا تكون مزعجة، وذلك بالرغم من أنها بالطبع تزعج، ويجب أن نعترف بذلك، الاكتئاب النفسي كثيرا ما يكون من طبيعته بعض الارتدادات السلبية، وخفض في المزاج والدافعية والفعالية النفسية والجسدية، لكن هذه الحالات لا تستمر كثيرا أبدا، الحالة التي تعاني منها الفاضلة زوجتك من الواضح أنها حالة قلقية اكتئابية أعتقد قبل أن نعدل الأدوية نبحث إن كانت هنالك أسباب معينة، وأنت تحدثت عن بعض الصعوبات مع أسرتها لكن هذا يتم تخطيه وتجاوزه من خلال التسامح وتحمل الأذى وأخذ المبادرات الإيجابية حيال الطرف الآخر، وهذا أمر جيد ومريح جدا وفعال جدا لمن يحتمله ويقدم عليه.
ثانيا: يجب أن لا تجسد وتضخم المشكلة، المشكلة موجودة في كل مكان، ساعدها أن تسعى أن تعبر عن ما بداخلها، كل مشاعرها إذا حاولت أن تفرغها بصورة مرتبة ومنظمة وبشيء من الصبر هذا -إن شاء الله تعالى- يعطيها متنفسا نفسيا كبيرا، أرجو أن تشعرها بقيمتها أنها زوجة فاعلة، وهذا يزيد من تأكيدها لذاتها، وتأكيد الذات هو من أفضل الوسائل التي تقضي على الشعور بالسأم والكدر والاكتئاب.
بالنسبة للعلاج الدوائي -أخي الكريم- الذي أراه هو أن ترفع جرعة السبرالكس إلى ( 20) مليجراما، كثير جدا من الدراسات الآن تشير أن هذه هي الجرعة الفاعلة حتى كجرعة وقائية، وليس جرعة علاجية، والدواء هو دواء سليم وممتاز، ويمكن أن نترك السيركويل، كما هي أعراض الاكتئاب مصحوبة بشيء من الفكر الوسواسي، خاصة كلامها حول التفكير بالموت، وخروج الروح من الجسد، وهذا كله فكر وسواسي قائم على مزاج اكتئابي، ويعرف أن السبرالكس متميز جدا في علاج المخاوف والوساوس، وأعتقد أن رفع الجرعة سوف يكون إضافة إيجابية.
فيا أخي الكريم هذا هو الذي أنصح به، ويمكن أن نترك السيركويل كما هو، وإن تم الاضطرار في المستقبل فسوف نرفع الجرعة إلى ( 10) مليجرام؛ فهو دواء ممتاز وفعال، وأثبت فعاليته في علاج مثل هذه الحالات، فيا أخي لا داعي أبدا لاستبدال الأدوية، ولكن تعديلها ومساندة زوجتك أعتقد أنه هو الأمر المطلوب في مثل هذه الحالات.
التشخيص كما ذكرت وتفضلت يوجد لديها القلق الاكتئابي واضح، وليس لدي خلفية كاملة حول شخصيتها، لكن كثيرا من الذين يعانون من هذه الحالات تجد أن شخصياتهم ذات حساسية مفرطة، وهشاشة نفسية، وتوجه فكري سلبي، وهذه المميزات تعتبر أرضا خصبة جدا لنشوب هذا النوع من القلق الاكتئابي، ولكن هذه -إن شاء الله تعالى- يتم تجاوزها والتخلص منها بمرور الأيام والتفاؤل والإيجابيات والنظرة المستقبلية نحو المستقبل بأمل ورجاء.
أخي أنا لا أرى أي داعي لتخطيط المخ فهو ليس ذا فائدة في مثل هذه الحالات، فقط يمكن أن تجرى لها الفحوصات العادية للتأكد من مستوى الدم والسكر والدهونيات ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات روتينية عادية جيدة ومطمئنة للإنسان.
إضافة الفلوناكسول والأندرال كأدوية عند اللزوم لا مانع في ذلك أبدا فهي أدوية بسيطة وليس لها أي تفاعلات مضادة أو معاكسة للسبرالكس أو السيركويل.
أخي الكريم أشكرك مرة أخرى على ثقتك في هذا الموقع وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
وأسأل الله تعالى لزوجتك العافية والشفاء.