السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا فتاة، عمري 23 عاما، ابتليت بإدماني على النت، فقد كنت ملتزمة، وعائلتي محافظة جدا، ولكني الآن ضعفت كثيرا بعد أن دخلت أحد الشاتات، كان مجرد حب استطلاع، وقد تعرفت على شاب محترم جدا، ولم يكن بيننا أي شيء، فقد كنا نتحدث عن أمور الدين وأمور الحياة فقط، ولم يكن هناك كلام خارج حدود الأدب، بعد مرور أشهر أدمنت على الشات، كنت أجاهد نفسي كثيرا وأتوب، ولكني أعود، وأنا الآن أريد أن أتركه، ولكن حصل إعجاب بيني وبين ذلك الشاب، لا أقول حبا، إنما استلطاف وإعجاب؛ فقد أعجب بأخلاقي، وأنا كذلك، وقد لمح لي أنه يريدني، ولكن ليس الآن؛ لأن لديه مشكلة في قبول فكرة الزواج؛ فعمره يقارب الثلاثين، وهو بنفس مدينتي.
سؤالي: الآن تقدم لي شاب من أقاربي لخطبتي، وأنا أحس بالذنب، وأستحقر نفسي كثيرا، فأشعر أني خنت أهلي، والزوج الذي لم أرزق به، ولا أستطيع التخلص من التفكير به، عندها تحدثت للشاب، وأبلغته بأمر خطبتي، فقال لي: لا أريد أن أربطك بي، لكن إن حصلت رغبتي بالزواج، وأصبحت مستعدا فسوف أتقدم، لكن ليس الآن، وطلب أن أمهله سنة تقريبا، والآن تركته، لا أعلم أأنتظره أم ماذا أفعل؟ فقد تعلقت به، ولا أريد الشاب الذي تقدم لي، أرجو الحل، احترت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد ،،،
أيتها الأخت -حفظك الله ورعاك-، أشكرك على تواصلك معنا، وإن شاء الله تعالى سنعينك على الخروج من أزمتك هذه.
أولا: أنا أريد أن أطمئنك إلى أن الزواج قضاء وقدر، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، سواء كان ذلك زواجا، أم غيره من المقدورات على الإنسان.
واعلمي أن الإسلام دين يدعو لإقامة الأسرة، والبيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة، ولا يبنى هذا البيت إلا باختيار صحيح للزوج والزوجة، واتخاذ الأسباب في ذلك، ولقد وضع التشريع الإسلامي أمام الرجل والمرأة قواعد تنظيمية لاختيار شريك الحياة، إن سلكها الإنسان كان الزواج ميسرا، وكانت الأسرة مسلمة -بإذن الله تعالى-، وإن حسن اختيار الزوج من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وعلى الإنسان أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوج، والأمور كلها بيد الله تعالى.
وأنا لا أريدك أن تحزني أو تيأسي، وهذا ما علمنا إياه رب العزة سبحانه وتعالى، في قوله تعالى: {لا تحزنوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم}، حاولي أن تفكري في الزوج الذي تقدم لك؛ فالحزن على الماضي لا يجدي، ولعله كان خيرا لك، ألم تسمعي إلى قول الله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} .
حاولي أن تطوي صفحة الماضي، ولا تقفي عندها، امسحيها من ذاكرتك؛ فالحزن والأسى والبكاء لا يرجع شيئا، بل يزيدك تعبا وألما.
أنت تقولين أنك لا تريدين الشاب الذي تقدم لك، وتنتظرين الشاب الذي تعرفت عليه، ولكن من يضمن لك صدق هذا الشاب، ومن يضمن لك رجوع الشاب لك، فقد يعيشك في أوهام وأحلام ثم يتركك، ولكن أقول لك: إذا كان هذا الشاب الذي تقدم لك خلوقا وصاحب دين، فلا تترددي في الزواج منه، لعل الله أن يديم بينكما الحب، وتعيشا في راحة واستقرار.
وحتى يزول عنك هذا التفكير وهذه الأحزان، أنصحك بأن تمارسي الرياضة، وتشغلي وقت فراغك بما يرجع عليك بالفائدة، وأن يكون لك برنامج غذائي جيد حتى تقوي ذاكرتك، ولا تجلسي بمفردك، حاولي أن تحتكي بالآخرين؛ فالعزلة تجعلك تفكرين في مواضيع الماضي.
نسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وبالله التوفيق.