السؤال
السلام عليكم،،،
مشكلتي مع بنت خالتي، فهي كثيرة المشاكل، وتنقل كلاما غير صحيح إلى خالتي، وتسبب لنا المشاكل، وتسببت في قطع العلاقة بين أمي وخالتي، والحمد لله صبرنا وتفادينا المشكلة، ورجعت خالتي واستقبلناها، مع العلم أننا تجرعنا الألم لصالح أمي وخالتي وتزوجت، ومع ذلك سلكت طريقا آخر، تتصل بأمي وقت الحاجة، وتخبرها بأخبار سيئة مثلا: فلان توفي، وفلانة مات جنينها في بطنها، وفلان دخل العناية، مع العلم أنني منذ زمن قد أخبرتها أن أمي تعاني من السكر والضغط، ولا تتحمل وتتعب، ولكن لا فائدة.
تتصل على الثابت، ولا تتصل على الجوال، لأنها تعتقد أن الهاتف لا يوجد به كاشف، ومنذ فترة بسيطة اتصلت من جوال خالتي، رديت قلت ممكن خالتي بتكلم أمي ولكنها كانت هي فأغلقت السماعة، هي وأخواتها مسيطرات على خالتي بشكل تام، وهي الوحيدة التي تتصل بأمي وقت المصائب، وأكثر من مرة نطلب رقم خالتي، ويتهربن منا ويمنعن خالتي من الاتصال بأمي وهي تتصل، وأمي تعرف تصرفاتها وتقول رقمها لا تردون عليه.
أتمنى أن تجدوا حلا لمشكلتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الداعية إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أسعدني هذا الحرص على صلة الرحم، ولكم البشرى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء رجل يشكو من قرابته، وكيف أنهم يقابلون إحسانه بالإساءة، وحلمه بالجهل والتطاول، ووصله بالقطيعة والهجران، حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك).
وأي شيء أعظم من الفوز بمعونة الله وتأييده؟ وكل هذا يدل على مكانة صلة الرحم التي تطيل الأعمار وتبارك في الأموال وتجلب الاستقرار للديار، بل هي سبب لمغفرة الذنوب، كما جاء في حديث الرجل الذي جاء يشكو من ذنب عظيم فقال له صاحب الرسالة: (هل عندك من أم؟ فقال الرجل لا، قال فهل عندك من خالة؟ قال نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فبرها).
وأرجو أن تعلموا أن صلة الرحم لا تدوم إلا بالصبر على المرارات، ونسيان الآلام والجراحات، واعملوا بما أمرتكم به الوالدة، وليس من الضروري أن تردوا على كل اتصالاتها، واجعلوا علاقتكم في حدود السلام والاحترام ولا تتجاوزوا في الكلام، ولا تظهر من كلامها الحزن والاغتمام، واسألوا الله أن يصلحها، فإنها من الأرحام، وإذا كانت الوالدة تعرف قصدها من الاتصال فلماذا تتأثر بما يأتيها من قبلها، بل لماذا ترد عليها؟ ونحن نتمنى أن تأخذ هذه الأمور حجمها المناسب وعاملوها بنقيض قصدها، ولا تظهروا لها تأثر الوالدة الشديد.
كما أرجو أن تجتهدوا في التواصل مع الخالة، لأن الخالة أم، والجنة تحتاج إلى صبر، وقد حفت بالمكاره والصعاب، وإذا تذكرنا لذة الثواب نسينا ما نجد من الآلام، وعليكم بالصبر فإنه نصف الإيمان والعاقبة للصابرين.
وهذه وصيتي لكم جميعا بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يرزقكم بر الوالدة والخالة، ومرحبا بكم في موقعكم، ونسأل الله أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، وبالله التوفيق والسداد.