السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أني تعرفت على فتاة من خلال النت في أحد المنتديات، وكان بمساعدة مني لها، وشيئا فشيئا أعجبت وأصبحت الأخ المقرب لها، وتطورت الأخوة إلى أن صارحتني بإعجابها بي، ولم أنكر أنا كذلك؛ لأني رأيتها إنسانة متخلقة، وبعد مرور الأيام أردت خطبتها فرفض أخي، وقال لي إنها بعيدة، ولا نعرف شيئا عنها، وقال لي إن أمي غير راضية، وإنما قبلت أمرك لاحترام مشاعرك فقط، وأنا لا أظن هذا؛ لأن أمي أعجبها خلقها، فكيف أفعل خاصة أني وعدتها، وإن فعلت ذلك أخسر أخي، وإن لم أفعل أكون قد جرحتها؟ وفقكم الله لما يرضى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ djalil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا ندعوك إلى إيقاف التواصل حتى توضع هذه العلاقة في إطارها الشرعي المقبول؛ وذلك لأن الفتاة لا تزال أجنبية عنك، وليس هناك ما يبيح لك التواصل معها إلا بعد وجود رابطة شرعية معلنة هدفها الزواج، ولا يخفى عليك أن العبرة بصلاح الفتاة، مع ضرورة أن تكون على قناعة تامة بها، وهي كذلك؛ لأن المجاملات لا تصلح في هذه الأمور، ولن يحدث الانطباع الحقيقي إلا بعد الرؤية الشرعية في حضور بعض محارمها، ومن هنا فنحن ندعوك للتوقف والتوبة، ولا مانع بعد ذلك من تأسيس علاقة شرعية.
وإذا كانت الوالدة راضية فهي الأهم، وسوف يرضى الأخ إذا علم بصلاحها ولاحظ منك الإصرار وصدق الرغبة -والإنسان عدو ما يجهل- وكم تمنينا أن يدرك الجميع أن مسألة اختيار الزوجة ينبغي أن تترك للشاب وحده، وللفتاة وحدها، ولا يتدخل الأهل إلا إذا كان هناك خلل من الناحية الشرعية؛ لأن مسألة الزواج مسألة تلاقي أرواح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ونحن نتمنى أن تحسم هذا الأمر بسرعة حتى لا تكون الفتاة معلقة، والإنسان لا يرضى ذلك لأخته ولا لابنته، فكيف يرضاه لبنات الناس؟!
وعليك أن تجتهد في إرضاء شقيقك، وليس من الضروري ولا من المصلحة أن تذكر لهم تاريخ العلاقة وتطوراتها؛ لأن المهم في الموضوع هو أنك رغبت في الارتباط بفتاة معينة، وهذا حق لكل شاب؛ وذلك لأن علم الأهل بخلفيات العلاقة وتطوراتها وكونها عن طريق النت لا يشجعهم على القبول، وقد يأخذوا فكرة غير طيبة عنكما.. وهذه وصيني لكما بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك أن تستخير من بيده الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضك به.
وبالله التوفيق والسداد.