الوساوس والقلق، معاناتي معها وكيفية التخلص منها؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدايه يعلم الله أني أحبكم في الله، لأني عندما أقرأ كلامكم ومساعدتكم للناس أرتاح من كلامكم، وأحس براحة، فوفقكم الله، وأرجوكم أن تهتموا برسالتي.

أما حالتي فأنا تعبت والله، ما صرت أحس بطعم الحياة من الوسواس أو الاكتئاب، لا أعرف بدأت معي عندما كنت أذهب مع والدي للمستشفى، لأنه كان يعاني من الفشل الكلوي -رحمه الله- وتخيلت ووسوست أنني مريض بالفشل، وقرأت أعراضها، ومن هنا بدأت مشكلتي، وعندما توفي أبي تعبت أشد التعب، وبعد 3 شهور ذهبت للمستشفى وتشجعت، وعملت تحليل دم، وتحليل بول -أكرمكم الله- وكنت في قمة الرعب، لأنني أخاف من المستشفيات، وطلعت النتتيجة سليمة -والحمد لله- ومن بعدها أتتني وساوس في صلاتي، ولكن دخلت وقرأت بعض استشاراتكم بأن أتجاهلها -والحمد لله- ذهبت، ولكنني أشعر بأنني مريض وكل يوم أفكر أفكر، تعبت والله، وقبل 6 شهور أحسست بخمول ودوخة، وتشجعت، وذهبت لدكتور وكشف على الضغط، وقال إن ضغطي منخفض، وعملت تحليل دم صورة كاملة للدم، وقال لإ يوجد فيك شيء، التهاب بسيط، ونتيجتك سليمة.

ومن يومها وأنا أوسوس في الضغط، وإلى الآن وأنا أشعر بالخمول وطقطقة في مفاصلي، وتدهورت حياتي بعض الأيام، أشعر أنني في أفضل حالاتي، وأغلب الأحيان أشعر أنني محبط، أريد أن أجلس وحدي، لا أريد الأصوات، لا أريد الضوء، أتعبني الخمول، أحس ضغطي منخفض، تركت عملي، وتركت دراستي، والآن أتتني سفرة للدراسة في أمريكا، وأريد أن أعمل تحليل دم قبل أن أسافر، ولكن أخاف من النتيجة، وأخاف يحصل لي شيء هناك، وكلهم يقولون لي اذهب وأكمل تعليمك، ولكنني محبط، مكتئب، أحس أني في ضيق، أحس ما عندي مستقبل بسبب الخمول، أرجوك -يا دكتور- لا أريد أن أذهب لعمل تحليل، ولا أريد أن أذهب لطبيب نفسي، صف لي وصفة دواء من الصيدلية وسوف أشتريه.

أنا من السعودية، أرجوك -يا دكتور- ما الذي أفعله، أنا مرتبك أخاف أرفض السفر وأندم، وأخاف أن أسافر وأذهب ويستمر معي الخمول؟

آسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تعاني مما يعرف بالقلق الاكتئابي الوسواسي من الدرجة البسيطة، والسبب في حالتك أنه من الواضح أن تكوينك النفسي وسمات شخصيتك فيها الكثير من الاستعداد للتأثر، وما نسميه بالتماهي، أي أنك حين تتعايش مع إنسان كالوالد -عليه رحمة الله- تنتقل إليك وبصورة لا شعورية مخاوف مرضية، لأنك كنت تمارض إنسانا ثم توفي إلى رحمة الله تعالى، هذا بالطبع نوع من الهشاشة النفسية، وهي ظاهرة وليس مرضا نفسيا حقيقيا.

القلق والاكتئاب الثانوي دائما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، ويجعل الإنسان يفكر بصورة سلبية جدا وينسى كل الجماليات الموجودة في حياته.

إذن خط العلاج الأول هو أن تعرف ما بك، -وكما ذكرت لك- هو قلق اكتئابي وسواسي بسيط، وهذا يجب أن يكون خمسين بالمائة من العلاج، أي أن الحالة ليست خطيرة، هي بسيطة، وتتطلب منك العزم والجدية ورفع الهمة والتوجه الإيجابي وحسن إدارة الوقت، هذه هي المتطلبات التي يجب أن تنفذها، ويجب أن تكون حريصا على أدائها؛ وذلك من أجل تغيير نمط حياتك.

ثانيا: الرياضة لا بد أن تلعب دورا مهما في حياتك، فهي تجدد الطاقات النفسية والجسدية.

ثالثا: عليك التفكير المستقبلي الإيجابي، وهذا يتأتى من خلال أن تتصور نفسك بعد خمس أو ست سنوات من الآن، اسأل نفسك: (ما هي مؤهلاتي التي يجب أن أتحصل عليها حتى أعد نفسي للحياة المستقبلية، كم هو رصيدي من المهارات الاجتماعية؟ ما هو رصيدي من العقيدة؟ ما هو رصيدي من التواصل الاجتماعي؟ هل أنا مفيد لنفسي ولغيري؟) والإجابة بالطبع (يجب أن أكون مفيدا لنفسي ولغيري)، هذه تزيد من الدافعية وتحفز الإنسان على أن يجتهد ويسعى.

الأفكار السلبية يجب أن تتجاهلها تماما، واسأل نفسك لماذا لا تذهب وتقوم بالفحص؟ هذه أمور عادية جدا يقوم بها الصغير والكبير، وأنت لست أقل من الآخرين، والطب إن كان فحصا أو علاجا أو غيره هو نعمة من نعم الله تعالى، حقر الفكرة السلبية، وأقدم وباندفاع وإيجابية لأن تقوم بهذه الفحوصات.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أنت محتاج لعلاج دوائي، يحس من مزاجك ويجدد طاقاتك النفسية والجسدية، ويزيل الاكتئاب والمخاوف -إن شاء الله تعالى-.

عقار بروزاك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) هو الأفضل في مثل هذه الحالات، وهو متوفر في الصيدليات ولا يحتاج لوصفة طبية، جرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم، يتم تناولها بعد الأكل، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى كبسولة واحدة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، هو دواء سليم وفاعل وغير إدماني، ومعروف جدا لدى كثير من الناس، ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك به.

الدواء تبدأ فعاليته الحقيقية بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج؛ لأنه يتطلب بناء كيميائيا ذا نمط معين، إذن الالتزام بالعلاج، وتناول الجرعة في وقتها وللمدة المطلوبة، هي العوامل بل المعايير المطلوبة للاستفادة من العلاج -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات