خوف واكتئاب شديد وشك هل هذه أعراض ذهان أم فصام أم اضطراب وجداني؟

0 278

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

قد أصبت خلال سنتين بأعراض خوف, واكتئاب شديد, وكنت أسمع أصواتا غريبة بأنني كافر ومنافق, وأشياء تخيفني, فذهبت إلى الطبيب الأول فشخص حالتي بأنها فصام, ثم بعد 5 أشهر ذهبت إلى الطبيب الثاني فقال لي: بأن عندي اضطرابا وجدانيا, ثم سافرت إلى الأردن, وذهبت إلى الطبيب وليد سرحان استشاري الطب النفسي, وبعد الفحوصات والاختبارات النفسية قال لي: بأن عندي ذهانا, ووصف لي سيروكيل, و(lamictal) و (chrono) و(abilify), ولي شهران آخذ العلاج, لكن أحس بشك تجاه الآخرين, وشك بنفسي, وفقدت الثقة بنفسي, ولازلت أسمع أصواتا, وكلاما مع نفسي لا يتوقف, وأصبحت منعزلا أكثر مما كنت سابقا, ولا أرى أنني سأشفى, وأتناول القات, وأشاهد الأفلام الإباحية؛ فهذا الذي يريحني, هل القات له ضرر مع الأدوية وهل تأثير على الصعوبة بالكلام؟
وما تشخيصكم لحالتي؟

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

في كثير من الحالات يكون هنالك تداخل بين مرض الفصام وبين الاضطراب الوجداني، وكلاهما يسمى بالأمراض الذهانية، وكلمة (ذهان) تطابق كلمة (عقل), والذهانية أكثر قبولا لدى الناس من كلمة اضطراب عقلي.

سماع الأصوات كثيرا ما يكون مصاحبا لأمراض الفصام, أكثر من أمراض الاضطرابات الوجدانية، وفي بعض الحالات قد يكون الإنسان يعاني مما يعرف بالفصام الوجداني، يعني أنه لديه أعراضا فصامية، وفي ذات الوقت لديه أعراض هوسية مثلا، وهذه أيضا تعتبر من الحالات الذهانية.

الأدوية التي أعطيت لك وهي: اللامكتال, والدباكين كرونو، هي أدوية مثبتة للمزاج, وتستعمل أكثر لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أما الإبليفاي فيستعمل أيضا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وله استعمالات متعددة لعلاج أمراض الفصام.

أنا أريدك أن لا تزعج نفسك كثيرا بهذه المسميات، فبفضل من الله تعالى أصبح العلاج الآن متوفرا، فقط يتطلب الالتزام الصارم، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية.

ما دمت لا زلت تسمع الصوت، فأنا أقترح عليك أن تراجع طبيبك، الأمر لا يحتاج أن تسافر إلى الأردن, أو إلى أي جهة أخرى - مع احترامي الشديد للأستاذ الدكتور وليد سرحان - واليمن الآن به بعض الأطباء المختصين في الطب النفسي، ويمكن أن يسدوا لك النصح, ويتابعوا حالتك.

هنالك نقطة مهمة جدا لابد من الإشارة إليها، وهي: أن تعاطي القات يعتبر أمرا خطيرا جدا بالنسبة لك، وذلك لسبب أساسي، وهو أن القات يحتوي على اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة مادة كيمائية مختلفة، أهمها مادة تعرف باسم (كاثايانين), وهي مادة منبهة تنتمي إلى فصيلة الأنفتامينات أو تشبهها، ويعرف عن الكاثايانين أنه يثير ويزيد من إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، وزيادة هذه المادة في الدماغ هي التي تؤدي أو تزيد من حدة الاضطرابات الذهانية إذا كانت فصامية, أو سببها اضطراب الهوس الوجداني.

فإذن أنت لديك سبب مباشر لأن تكون لازال لديك أعراض مرضية نشطة، وهو تناول القات، فيجب أن تبتعد عنه ابتعادا حتميا ومباشرا، وتتخذ هذا القرار، وأنا أؤكد لك أن الموضوع ليس بالصعب.

مشاهدتك للأفلام الإباحية - عفا الله عنك وغفر لك - هذا أيضا أمر خطير، فأنت تعرف درجة السوء والانحرافية المتعلقة بهذه الأفلام، وفيها حقيقة إهانة للنفس البشرية، والإنسان يجب أن لا يوقع نفسه في الحرام، وأنت مسلم, وتعلم قول الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}, وتعلم قول الله تعالى: {ألم يعلم بأن الله يرى}، وأنت رجل مسلم مؤمن يجب أن تراعي حدود الله تعالى، وتسأل الله تعالى أن يعافيك, وأن يحفظك, وأن يعينك على العفاف، وهنالك أمور كثيرة جميلة طيبة يمكن أن تشاهدها في الحياة.

بالنسبة للقات: سؤالك هل القات له ضرر مع الأدوية؟ .. نعم القات له ضرر بليغ, وهو مسبب رئيسي لأمراض الذهان.

تشخيصك -كما ذكرت لك- يمكن أن يكون أيا من التشيخصات التي ذكرت، وهي الفصام أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو الفصام الوجداني، وهي كلها متقاربة ومتداخلة، وخطة العلاج واحدة، المهم هو أن تلتزم بالعلاج، وتسأل الله تعالى أن يشفيك، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية.

وانظر العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 )

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات