السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أحب أن أشكركم على هذا الموقع الجميل جدا.
مشكلتي هي الغيرة، فأنا في سن المراهقة -14 سنة-، وأختي التي أغار منها أكبر مني بثلاث سنوات.
أختي عندما كانت في سن المراهقة -بمثل عمري- كانت همجية, وعديمة الإحساس، وكانت أخواتي يدعونها (بالخبلة), ولكن عندما دخلت أول ثانوي، وهي الآن في الثاني ثانوي تغيرت، وأصبح أسلوبها متحسنا، أنا لا أنكر أنه بقي شيء من أسلوبها (الهمجي) إلى الآن، ولكنها تحسنت.
مع العلم أني أصغر أخواتي, وقلبي أبيض، لكن إذا غضبت مع أختي فيكون غضبي شديدا، مع أننا نحب بعضنا, حتى أسرارنا نقولها لبعضنا، لكن أسلوبها بعض المرات يضايقني، وأحيانا أحس أنها تغار مني بأسلوبها، ولكن الذي أغار منه أن أخواتي الكبار أصبحن يتكلمن معها، ويستشرنها حتى صدمت، وأمي تقول لها مواضيع لا أعلم بها، مع العلم أن أخواتي الآن متزوجات، وبقيت أختان وأنا الثالثة.
وأنا أصبحت أخاف أن أكون مثل أختي التي لم تدخل الجامعة بسبب نسبتها المتدنية، فأصبحت شبه معزولة، ولكني الآن قبلت في جامعة, وستبدأ في الفصل الثاني, حتى أني أصبحت أتجنب الحديث معها؛ لكي لا أصبح مثلها.
سؤالي: لماذا أصبحت غيورة؟ هل لأني في سن المراهقة؟
وهل هذا ابتلاء، والله يريد اختباري؟
أرجو الرد.
وآسفة لأني أطلت عليكم، والله يوفق كل من ساعدني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك -يا صغيرتي- على سؤالك، وعلى ثقتك بموقعنا، وعلى دعواتك لنا.
نعم, ما تمرين به ربما يتعلق بمرحلة المراهقة التي تمرين بها، والتي يمكن مع النمو أن تتجاوزي مثل هذه المشاعر من الغيرة وغيرها، وكما تغيرت أختك يمكنك أن تتغيري بالاتجاه الذي تحبين وتفضلين, وربما كان هذا ابتلاء من الله تعالى، لينظر كيف نعمل، وكيف نتصرف في هذه المواقف.
وبالرغم من أنك وفي مرحلة ما في المستقبل ستتجاوزين الكثير من هذه المشاعر، إلا أنه وبشيء من الصراحة، أشعر أن هناك الكثير من المشاعر السلبية في موقفك من أخواتك، وخاصة أختك "التي لم تدخل الجامعة"، وأنك تتجنبيهنا كي "لا تصبحي مثلها". فأولا: بمخالطتك لها لن تصبحي مثلها "متدنية النسبة"، وثانيا: لم لا يكون لك دور إيجابي في مساعدة أختك هذه؟ هذا إن كانت في حاجة للمساعدة، وخاصة أنها قبلت الآن في الجامعة.
صحيح قد لا ترغبين ببعض الصفات الموجودة عندها، إلا أنه لاشك أن عندها صفات أخرى جميلة وكريمة، أقول: لا شك مع أني لم ألتق بها، إلا أنه لا يوجد إنسان لا يخلو مما هو جميل وكريم، وإذا لم نره فربما لأن العيب فينا، أو أننا لم نر هذه الصفات الجميلة، وكما يقال "كن جميلا ترى العالم جميلا".
ما زال أمامك الطريق الطويل للتعرف على الناس, والتعايش معهم, والتعلم منهم، وهم بدورهم سيتعلمون منك، وسيسعدون بالعيش معك, كما أن عليك أن تسعدي بالعيش معهم.
قد تتطلعين إلى وقت تكونين فيه في غاية السعادة، ولكن اسمحي لي أن أقول كلمة تحتاج للكثير من التفكر والتأمل، إن السعادة ليست محطة نصل إليها في المستقبل، وفي مكان بعيد عنا، إن السعادة تكمن في هذه الرحلة, وهذا الطريق بحد ذاته، وبغض النظر عن المحطة التي نريد أن نصل إليها.
والله الموفق.