السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا كنت أعاني من الوسواس القهري قبل 5 سنوات تقريبا -عندما كان عمري 18أو 19 تقريبا-, والحمد لله بعد مراجعة طبيب نفسي اتضح أن الاضطراب وراثي, وراجعت الطبيب مرارا -ولله الحمد-, ووصلت إلى درجة التوقف عن استخدام الدواء, ومراجعة الطبيب النفسي.
وبعد مرور سنة عن توقف علاج الوسواس القهري -قبل 4 سنوات من الوقت الحاضر-:
وجدت نفسي إنسانا مختلفا تماما, أصارع الأمور التالية:
1- العزلة, وحب الهدوء, والصمت الطويل.
2- إنسان خجول جدا، لدرجة التوتر, وتصبب العرق.
3- النظر إلى الناس على أنهم مخادعون, حتى ولو كان أخي فهو يريد خداعي.
4- دائما أنظر إلى نفسي بأني أقل الناس, على الرغم أني أختبر لدراسة الماجستير, ولكن أرى أن هذا غير كاف, ولو وصلت إلى أعلى الشهادات.
5- حساس تجاه النقد لدرجة عالية, فبمجرد نقدي أستسلم, وإذا كررت المحاولة بعد النقد فهي فاشلة بنسبة 200%.
6- بعض الأوقات أمر باكتئاب, وأول ما أفكر به عندما أكون في حالة الاكتئاب هو والدي, وأتذكر أشياء قديمة تضايقني وتبكيني.
7- أخجل من نفسي لأني أسمر البشرة, وأظن أن الناس جميعها ينظرون إلي بعين السخرية والاحتقار.
8- أظن أن الناس جميعا يحتقروني, ومن يحبني منهم يحب أن يضحك ويستهزئ بي لكن بأسلوب عير مباشر، أو أني أحس بهذا الشيء, لا أدري!
أتمنى أن أجد أجوبة تساعدني, وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد الحنيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، أسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الفاضل: الوساوس القهري في الأصل هو نوع من القلق, وكثيرا ما يكون مصحوبا بدراجات من المخاوف, والفكر السلبي والتشاؤمي, وعسر في المزاج قد يصل إلى مرحلة الكدر, أو حتى الاكتئاب, وأعتقد أن هذا هو الذي تمر به الآن, فكل ما ذكرته من أعراض -وقد أوضحتها في النقاط الثمانية التي ذكرتها- تعطينا القناعة التامة -أي هذه النقاط- بأنك تمر بمزاج اكتئابي هو الذي جعلك تشاءم وتتوتر, وتكون أقل ثقة بالناس, ولا تقدر ما قدراتك, ولا تأكد ذاتك, وتصاب بالشعور بالدنوية فيما يتعلق ببشرتك السمراء, وهذه كلها دليل على فكر معرفي سلبي نشأ من الحالة الاكتئابية التي تعاني منها, وهو من وجهة نظري اكتئاب بسيط إلى متوسط.
أيها الفاضل الكريم: المخرج -إن شاء الله تعالى- موجود بإذن الله تعالى: أكثر من الدعاء, واسأل الله تعالى أن يشفيك أولا.
ثانيا: حطم هذه الأفكار, إنها أفكار سلبية تجاهلها, ويجب أن تعتبرها سخيفة, وكل فكرة سلبية يجب أن تدخل الفكرة الإيجابية التي تقابلها, وتعزز الفكرة الإيجابية.
ثالثا: لا تحكم على نفسك بمشاعرك, وإنما بأفعالك, وكن منتجا, وكن فاعلا, وكن متواصلا، وزع وقتك بصورة إيجابية، وهذا سوف يجعلك تحس بالرضا, بمعنى أن الأفعال والإنجاز هو الذي يغير المشاعر، هذا مهم، أنصحك أيضا بممارسة الرياضة, والإكثار من التواصل الاجتماعي، حاول أن تطور نفسك على المستوى المهني فهذا أيضا يعطيك إضافات إيجابية.
أيها الفاضل الكريم: من وجهة نظري إنك في حاجة إلى علاج مضاد للاكتئاب, ومحسن للمزاج.
إن استطعت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا جيد, وإن لم تستطع فعقار بروزاك, والذي يعرف باسم فلوكستين, سيكون الدواء المناسب لحالتك, والجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم, وقوة الكبسولة هي (20) مليجراما تناولها بعد الأكل, واستمر عليها لمدة شهر, وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة خمسة أشهر, ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء، البروزاك دواء سليم, وغير إدماني, وغير تعودي, ولا يتعارض مع أدوية أخرى، لكنه بالنسبة للمتزوجين قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي فقط, ولكنه لا يؤثر سلبا على الإنجاب, أو على مستوى هرمون الذكورة.
حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة, وإن كانت مزعجة, وسوف تتعالج, أرجو أن تتبع الإرشادات التي ذكرتها لك, من جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء.