السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي تأخذ من محفظتي مالا دون علمي، وقد حذرتها مرات عديدة تجنبا للمشاكل بيننا، مع العلم أنني أعطيها كل شهر مصروف المنزل، ويكفيها -ولله الحمد-، وأبلغتها أنها إذا أخذت دون علمي فسوف يكون لتصرفها عواقب وخيمة في العلاقة بيننا، ومنذ أيام أخذت دون علمي، وسألتها فقالت: نعم أخذت، وكذبت علي بأنني وافقت لها بسحب المال، فهذه الطريقة تغضبني جدا، ولا أريد الانفصال عنها لوجود أبناء منها، فماذا أفعل معها؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،
حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك معنا, و-إن شاء الله تعالى- سنعينك على حل مشكلتك.
أولا: أريد أن أتأكد عن السلوك الذي تقوم به زوجتك، هل هو من بداية الزواج؟ أم جاء متأخرا؟ أرجو الإجابة على هذا السؤال.
إن ما تقوم به زوجتك سلوك سلبي، ربما يضعف جسر التواصل بين الزوجين، ويضعف الثقة بينهما، ولكن ينبغي أن لا تستعجل في الحكم على زوجتك؛ فقد يكون هذا العمل ناتجا عن تراكمات سابقة حدثت بينكما، أو قد يكون سلوكا تعودت عليه الزوجة من وقت مبكر؛ ولهذا فأنت مطلوب منك -أخي الفاضل- أن تعزز الحوار الأسري الهادئ بينك وبين زوجتك، وتبني جسر التواصل والثقة بينكما، وإياك أن تسيء الظن بزوجتك، بل أحسن الظن دائما.
حاول أن تزيد من جرعة الحب والحنان، والتقرب أكثر إلى زوجتك؛ فقد يكون للحرمان العاطفي أحيانا دور في تفاقم المشكلة، ولجوء الزوجة إلى استخدام سلوك يجعل الآخرين ينظرون إليها ويهتمون بها؛ فالزوجة بحاجة إلى كلمة طيبة، وإلى ابتسامة هادئة، -بإذن الله- تعالى ستسحرها، وتكسب قلبها، وتبعد عنها السلوكيات الخاطئة التي تشتكي منها.
لا أريدك أن تبالغ في التذمر من هذا السلوك، -فبإذن الله- تعالى الحل يسير، وهو بيدك، وذلك من خلال تغيير معاملتك وسلوكك معها، وتوفير متطلباتها في إطار المعقول، ودائما حاول أن تذكرها بالله تعالى، والمحافظة على الأمانة، وعلى أنها مدرسة سيتربى الأولاد في حضنها، وذلك بطريق الرفق و التلميح، لا النقد والتجريح، ثم على افتراض بقاء مثل هذا السلوك؛ فإن الصبر عليها، واحتساب الأجر عند الله أفضل من طلاقها، وهدم البيت، وتيتيم الأطفال، وتشتيت الأسرة.
وفقك الله تعالى لكل خير، وأصلح لك زوجتك، وبالله التوفيق.