السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ فترة وأنا أعاني من صوت بالأذن اليمنى وانسدادا أحيانا, والصوت مثل (الوشوشة), ومرات يتحول مثل صوت النبض, ويزيد الصوت عند السجود, وأعاني من صداع معظم الأوقات, عملت أشعة مقطعية على الرأس, والمخ سليم, وقد قال الطبيب: لدي التهاب بسيط في الجيوب الأنفية, ولدي كيس دهني بالأنف, صار هذا الصوت مقلقا بالنسبة لي, ذهبت لطبيب أذن, وقال: الأذن سليمة, وذهبت لطبيب آخر, وقال: إن لدي مشكلة بعصب السمع, واضطرابا بالدورة الدموية للأذن.
أرجو أن ألقى الجواب المطمئن؛ لأن هذا الصوت أتعبني جدا, وجعلني أعيش في قلق منه.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لست أدري ماهية الصوت الذي تعاني منه بالأذن, هل هو طنين أم وش بالأذن أم هو صوت قناة استاكيوس عند انفتاحها بعد الانسداد؟
- إذا كان هذا الصوت وشا أو طنينا:
فمن أشهر أسباب الطنين وجود صماخ أو شمع يسد قناة الأذن الخارجية، وذلك يسهل التعامل معه بالغسيل, أو الشفط لإزالته، فتزول الأعراض مباشرة, ويختفي الطنين، ومن الأسباب الشهيرة أيضا للطنين: ارتفاع ضغط الدم، وبمجرد علاج الضغط وانتظامه يختفي الطنين.
ولكن هناك أسباب أخرى للطنين, ولكنها أقل حدوثا من السببين السابقين، بعضها يكون الطنين عرضا لأمراض بالأذن الوسطى, أو الأذن الداخلية، وغالبا ما يكون الطنين مصحوبا بدوار, أو ضعف في السمع، وذلك يحتاج لبعض الفحوصات مثل: عمل أشعة مقطعية, أو رنين مغناطيسي؛ للتأكد من سلامة الأذن الداخلية, والتي قمت بإجرائها, وثبت خلوها من أي أمراض، وتوجد أسباب أخرى للطنين يصعب علاجها، كصوت مرور الدم في الأوعية الدموية القريبة من الأذن - خاصة أنك تقول أن هذا الصوت مثل صوت النبض, وأنه يزيد عند السجود والذي تحتقن معه الأوعية لنزول الدم في الجزء السفلي حال السجود- مسببة هذا الطنين، والذي لا يظهر جليا إلا وقت الهدوء, والخلود إلى النوم, والبعض الآخر لا يوجد له سبب واضح معلوم، وهذا النوع يكون علاجه صعبا إذ أنك لا تعرف سببه أصلا لتقوم بعلاجه، وهذا يحتاج المرء أن يتعايش معه، وتكمن المشكلة كلها وقت الخلود إلى النوم، ويمكننا التعامل مع هذا الأمر, والتقليل من شأنه بأن تضع بجوارك راديو, أو مسجلا وتشغله على القرآن قبل نومك فيقل إحساسك بهذا الطنين.
- إذا كان هذا الصوت لقناة استاكيوس عند انفتاحها بعد الانسداد:
انسداد الأنف المزمن يسبب انسدادا بقناة استاكيوس -وهي القناة الواصلة من نهاية الأنف وحتى الأذن الوسطى وتقوم بمعادلة الضغط على جانبي الطبلة - وبانسدادها لا تقوم بوظيفتها مما ينتج عنه ضغط سلبي بالأذن الوسطى, وقد يتفاقم الأمر إلى ترشح سائل لزج خلف الطبلة مما يقلل من قوة السمع, ويجعلك تعاني من هذا الضغط في أذنك, ولعلاج هذا الانسداد يجب أن نعالج سبب انسداد الأنف المزمن سواء كان ذلك بسبب الحساسية, أو بسبب اعوجاج الحاجز الأنفي, وانسداد قناة استاكيوس يمكننا علاجه مع حبوب الحساسية, مثل: الكلارا, ونقط أوتريفين, للتغلب على انسداد الأنف-ولكن لفترة محدودة لا تتعدى أسبوعا- مع مضغ اللبان, أو العلكة باستمرار, ومع غلق الأنف والفم والنفخ بقوة, فكل ما سبق يؤدي إلى فتح قناة استاكيوس, وتقليل الضغط على الأذن, وبالتالي الصوت الذي ينتج عن فتح قناة استاكيوس بعد انسدادها, ولذا فالأمر هين, ولا داعي لهذا القلق, داعين الله أن يمن عليك بدوام الصحة والعافية.