السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 23 ، أحبكم في الله يامن تعملون في هذا الموقع، ومساعدتكم للناس فجزاكم الله خيرا.
أرسلت رسالتي هذه ولم يأتني الرد لعلي أخطأت في البريد وإليكم مشكلتي.
بدايتي عندما مرض أبي -رحمه الله - وقد عانى من الفشل الكلوي 8 سنوات، وهو أعلى غسيل الكلى، وأنا الذي كنت أوصله للمستشفى، وشعرت أن عندي فشلا كلويا، وقرأت عن أعراض الفشل، وأحسست ببعضها، وجلسـت مع وسواسي لمدة سنة وأنا أوسوس، تأتيني الأعراض وتختفي، ودائما مركز على صحتي، أي شيء يصيبني أركز فيه، ومرض أبي وانتقل للعناية المركزة، وكان في شبه غيبوبة، وأنا كنت معه، وكنت أرى المرضى في العناية، منهم من يخرج ويرزقه الله الصحة، ومنهم من يموت، ومات أشخاص عدة، لأن أبي تواجد في العناية مدة 4 شهور، وتعبت نفسيتي، ولكن لم أعد أشعر أني أخاف الموت، بل تبلدت مشاعري، ولكن خوف الأمراض يصاحبني، وعندما توفي أبي تعبت، لم أعد أشعر بطعم الحياة، أحس أني تغيرت، لم أعد أخرج كثيرا من العمل للبيت فقط، وبعد وفاته بشهرين وأنا أضع في بالي أن أعراض الفشل الكلوي تلازمني، وقررت أعمل تحليلا فذهبت عملت تحليل دم، وتحليل بول -أكرمك الله-.
ولكن النتيجة قال الدكتور سليمة –والحمد لله- ذهبت الأعراض بعد أسبوع، ولكن أتتني وساوس الصلاة، وقررت أن لا ألقي لها بالا، فسوف تذهب ولم ألق لها بالا، ذهبت بعد معاناة، ولكن الوساوس تأتيني من فترة لفترة، كإحساس بنبضات القلب.
وقبل 8 شهور أحسست بخمول شديد ودوار، وذهبت للمستشفى، علما بأني أخاف أشد الخوف من المستشفيات، عندما أدخل المستشفى أحس بتعرق، وأحس بعدم الراحة، وأحس أن جسمي بردان، وعندما ذهبت قال ضغطك منخفض، وقال سأعمل لك تحاليل، وعملت تحليل صورة كاملـة للدم، وقال –الحمد لله- سليم، لا تعاني من شيء، ولم أحس بهبوط الضغط إلا عندما صعدت بالمصعد، لأني لم أتعود عليه، ولم أصعده إلا مرات قليلة في حياتي.
وأحس من وقت لآخر بخمول شديد، ورغبة في النوم، وأتضايق من الأضواء، وأتضايق من الكلام الكثير، وأرتاح جداا عند البقاء بمفردي؛ ولهذا وبسبب الخمول تركت عملي، وتركت دراستي، وأحس بعض الأحيان أني مريـض، والله وأحس بالخمول والرغبة في النوم والوحدة.
يا دكتور والله لن أخبئ علـيك شيئا، فلقد عرض علي بعض المخدرات، كالحشيش، وقال إنها راح تبسطك وتخليك تضحك، وتبعد عنك الاكتئاب، ولكن رفضتها –والحمد لله- فأود أن تساعدني.
لا أريد الذهاب لدكتور نفسي، ولا أعمل تحليلا في مستشفيات، أريد حبوبا أشتريها لتخرجني مما أنا فيه، دائما خمول، والآن عرضت علي الدراسة في أمريكا ومتردد أذهب لأني أخاف أن أذهب وأنا في حالتي هذه، أخاف يحصل لي شيء هناك، أخاف أفشل بسبب الخمول والأمراض.
الله يسعدك يا دكتور قل لي نصيحة أو أي شيء يخرجني مما أنا فيه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد قمت بالاطلاع على رسائلك الثلاث السابقة وعلى رسالتك هذه، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأود أن أقول لك ما ذكرته في هذه الرسالة يعكس حالة نفسية بحتة، وهي تعتبر من الحالات البسيطة، بدأت الحالة لديك حين كنت ممارضا لوالدك – عليه رحمة الله – وهنا أريد أن أتوقف قليلا وأقول لك جزاك الله خيرا على ما قدمته لوالدك، هذا إن شاء الله من صميم البر، وأسأل الله تعالى أن يكتب لك الأجر.
التجربة التي عشتها مع والدك بالطبع كنت تعيش في محيط فيه المرض وفيه من يكتب الله له الشفاء وفيه من يكتب الله له الموت، ومثل هذه البيئة ونسبة لاستعدادك وقابليتك للمخاوف والوساوس والقلق ظهر عندك ما نسميه بالتماثل المرضي فما كان يعاني منه والدك عليه - رحمة الله تعالى – أصبح يأتيك الاعتقاد على مستوى العقل الباطني أنك تعاني من نفس العلة، هذا التماثل المرضي هي ظاهرة معروفة جدا، وكثير من الناس قد ينتهي بهم الأمر إلى وساوس أو ما يسمى بالمراء المرضي، وهو الاعتقاد القاطع بأن الإنسان يعاني من علة مرضية ما، تجد هؤلاء الأخوة والأخوات حين يصابون بمثل هذه الظاهرة يبدوءن ينتقلون من طبيب إلى آخر.
الذي أود أن أقوله لك: أنت الحمد لله تعالى متفهم تماما للأمور، وأنا من جانبي – كما ذكرت لك – الحالة حالة قليلة يشوبها شيء من الوساوس، وكذلك المخاوف، والتماثل المرضي ظهر فيه أيضا شيء من الوساوس، ثم أتاك الخوف من المستشفيات.
كقانون نفسي سلوكي متفق عليه تماما أن الإنسان يعالج مخاوفه من خلال تحقيرها، تجاهلها، ومواجهتها، ومن هنا أقول لك أنك حين لجأت إلى منهج أن لا تلقي للوساوس بالا وتتجاهلها، هذا منهج علاجي سلوكي ممتاز جدا.
الذي بقي هو أن تكثر من زيارة المستشفيات، هذا أمر طيب جدا، وفي ذلك إن شاء الله تعالى أجر عظيم لك حين تزور المرضى، لا تتجنب أبدا هذه المرافق، وفي مثل هذه المواجهة المتكررة إن شاء الله تعالى يحدث لك ما يعرف بالإغمار أو الإطماء، وهو التشبع الكامل من مصدر الخوف، وهذا يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي مما يزيل هذا الخوف إن شاء الله تعالى.
الوساوس والمخاوف والقلق كثيرا ما تنتهي بالإنسان بنوع من الشعور بالكدر وعسر المزاج وافتقاد لذة الحياة وأن لا يشعر الإنسان بما هو طيب ويكون في جانب الخمول وكذلك التفكير التشاؤمي، وهذا هو الذي تعاني منه أنت الآن، وهذا حقيقة يمكن الحد منه بل التغلب عليه من خلال أحد الأدوية الجيدة وذات الفعالية المعهودة والمشهودة في مثل هذه الحالات.
الدواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك) واسمه العلمي هو (فلوكستين) أرجو أن تتحصل عليه من الصيدلية بدون وصفة طبية، وتبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء دواء سليم، فاعل، غير إدماني، وغير تعودي، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
من الوسائل التي نهزم بها الاكتئاب والشعور بالخمول والتكاسل هي ممارسة الرياضة، هنالك أدلة قوية جدا تؤكد على ذلك، فأرجو أن تجعل لنفسك نصيبا في ممارسة أي نوع من الرياضة تتيسر لك، ولتكن رياضة المشي أو الجري على سبيل المثال.
إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، ولذلك أنصحك بذلك، نظم وقتك بصورة تستطيع من خلالها أن تنجز، أن تروح عن نفسك، أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وأن تشعر بعلو الهمة، هذا مهم جدا.
الشخص الذي نصحك بتعاطي الحشيش أعتقد أنه ضال ومضل، وجزاك الله خيرا أنت لم تأخذ بهذه النصيحة التي حقيقة أصفها بالغباء التام، الحشيش مادة ذات آثار مهلكة ومضرة جدا للصحة، تؤثر على الفص الأمامي في الدماغ، تؤدي إلى الإحباط، افتقاد الطموح، وربما تفتت دماغي وتفتت الشخصية.
أسأل الله لك العافية ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.