اكتئاب تجاوزت مدته خمسة عشر عاما... فكيف أتخلص منه؟

0 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي للإخوة القائمين على الموقع، لا سيما الطبيب الحاذق د/محمد عبدالعليم.
أسأل الله أن يفرج عنكم كربات الدنيا والآخرة كما تساهمون في تفريج كرباتنا.

قصتي باختصار اكتئاب مدته تجاوزت خمسة عشر عاما، ورحلة طويلة مع مضادات الاكتئاب، ثم جلسات كهربائية وشفاء، ثم تحسن، ثم انتكاسات، وهكذا على فترات.

علما بأني الحالة رقم 4 أو 5 التي تصاب بالاكتئاب في محيط العائلة, لكن الأمر طال معي جدا -والله المستعان- غالبية الأدوية نتيجتها ضعيفة أو منعدمة، غير أني الآن أتناول 80 مجم فيلوزاك، قرصين صباحا، وكذلك مساء، مع لاموترين100 على جرعتين بسبب حدوث فترات نشوة زائدة تسبب إنفاق أموال ببذخ يضر بحالتي.

والآن حالتي كالتالي: وجود نوبات اكتئاب شديدة دائما بالليل، وغالبا بعد العصر، مع نشاط واضح فترة الضحى، ثم خمول شديد فترة القيلولة والليل أيضا, فبم تنصحون -بارك الله فيكم- مع هذين الدواءين؟

علما بأني جربت إفيكسسور وفالدوكسان وغيرهما الكثير، والنتيجة ضعيفة أو منعدمة.

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لنا ولك العافية والتوفيق والسداد.

حالتك أولا يجب أن نتوقف فيها عند التشخيص، وحالات الطب النفسي التي لا تستجيب للعلاج بصورة جيدة يجب أن يعاد النظر في أمر تشخيصها، هل التشخيص صحيح؟ هل العلاج صحيح؟ هل النصائح والإجراءات والعلاجات السلوكية طبقت على أساس صحيح؟

مراجعة هذه الثوابت أخي الكريم ينتهي إن شاء الله لمصلحة الذين يعانون من حالات مزمنة كالاكتئاب.

كما تفضلت وذكرت فإن الاكتئاب شائع ولا شك في ذلك، لكنه بفضل الله تعالى الآن نستطيع أن نقول أنه قد هزم ولدرجة عالية جدا، وذلك بفضل من الله تعالى، أن الأدوية أصبحت فعالة ومتوفرة، كما أن السبل العلاجية البسيطة مثل حسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة، وتطوير المهارات الاجتماعية، والتأهيل عن طريق العمل، وأن يحس الإنسان بالرضى، هذه كلها ذات فائدة علاجية قيمة، ولكننا كثيرا لا نهتم بها أو نستصغرها.

أرجع مرة أخرى وأقول أنني ينتابني شكوك مبررة أن حالتك ليس اكتئابا نفسيا آحادي القطبية، فوجود وحدوث فترات من النشوة الزائدة حتى وإن كانت بسيطة ومتقطعة، هذا يدل وبما لا يدع مجالا للشك أن لديك درجة من ثنائية القطبية من الدرجة الثالثة أو الرابعة، وهذه الآن تشخيصات إضافية أضافها الذين يعملون في مجال الاضطرابات الوجدانية، وعلى رأسهم البروفسير (إكاسكل Akiskal) وهو أستاذ أمريكي معروف جدا في مجال عمله البارع والمتفوق في مجال الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

وقد أثبت أيضا الآن أن مضادات الاكتئاب حين تعطى لبعض حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وذلك نسبة لتكرار القطب الاكتئابي وعدم ملاحظة القطب الانشراحي نسبة لبساطته أو قلة حدوثه أو ضعفه.

الذين يتناولون فقط الأدوية المضادة للاكتئاب غالبا لا يستجيب اكتئابهم للعلاج بصورة جيدة، وفي نفس الوقت تأتيهم نوبات متكررة، وهذا ما يسمى بالباب الدوار، الأعراض تتكرر، تدور وتدور، ولا يصل الإنسان الذي يعاني من هذه الحالة ووضع تحت هذا النوع من العلاج إلى درجة التعافي.

الذي أرجوه منك هو أن تناقش ما طرحته لك من أفكار مع طبيبك الذي تثق فيه في المنطقة التي تعيش فيها، أي طبيب نفسي مقتدر إذا عرضت عليه هذه الأفكار أن احتمالية أنك مصاب باضطراب وجداني ثنائي القطبية موجودة – كما ذكرنا لك – وهذا يعني أن أدوية الاكتئاب وحدها ليست مفيدة لك، بل ربما تكون هي سبب إزمانية هذا الاكتئاب.

والأدوية التي تعالج هذه الحالات هي مثبتات المزاج في المقام الأول، ولا مانع أن يتم تناول أدوية معينة مضادة للاكتئاب، أحدهم هو عقار (ولبيوترين) والذي يعرف باسم (ببربيون) أو عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين)، الفلوكستين – والذي يعرف تجاريا باسم (فلوزاك) أو (بروزاك) – ليس جيدا في الذين لديهم أي جزئية لثنائية القطبية.

فالذي أراه أن (اللامتروجين) والذي يعرف تجاريا باسم (لامكتال) والسوركويل – والذي يعرف علميا باسم (كواتبين) أضف إليهما الزيروكسات أو الولبيوترين ستكون هي العلاجات الأفضل والأنفع بالنسبة لك.

هذه وجهة نظر قد تكون صائبة، قد تكون غير صائبة، وأخذ رأي آخر أنا أقدره جدا، والشيء المتفق عليه تماما أن تطبيقك للآليات السلوكية التي ذكرتها أنا في بداية هذه الرسالة، والتي هي معروفة لديك بالطبع لكنها تتطلب العزيمة والإصرار والمتابعة والمواصلة لتطبيقها: التفكير الإيجابي، حسن إدارة الوقت والذي يؤدي إلى حسن إدارة الحياة، والترفيه عن النفس بما هو متاح، التواصل الاجتماعي، بر الوالدين، ممارسة الرياضة، هذه كلها علاجات مفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات