السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاما, منذ الصغر كنت مصابا بالتبول اللاإرادي يوميا وأنا نائم, سواء كان هذا بالليل أم بالنهار, كثير من الأوقات ليلا-وخاصة في الشتاء- كنت أتبول أكثر من مرة واحدة أثناء نومي.
ذهبت كثيرا إلى الأطباء, وتناولت كثيرا من الأدوية دون جدوى, ظل هذا معي حتى أتممت سن الــ 21 من عمري, ثم بدأ في الانقطاع تدريجيا, حتى أتممت سنة كاملة دون حدوث هذا, ثم عاد مرة أخرى يحدث بعد إصابتي بنزلة شعبية تأتي لي في السنة مرتين, في كل مرة يحدث التبول أثناء النوم من 5 إلى 3 أيام متتالية, ثم ينقطع خلال باقي السنة, والآن عادت على فترات متقطعة أثناء الشتاء.
للعلم فأخي الصغير غير الشقيق مصاب بنفس المرض, فهو على ما أظن وراثي, لكن والدي لا يتبول لاإراديا.
أنا لم أستطع الزواج بسبب هذا, فهل هناك علاج؟
وهل هذا مرض نفسي أم عضوي؟
وكيف أتجنبه؟
وكيف أتأكد أنه انتهى تماما, ولن يعود مرة أخرى حتى أستطيع الزواج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذا النوع من التبول اللاإرادي, والذي يستمر لفترة متقدمة من العمر نسبيا, نجده في حوالي واحد بالمائة من الناس تقريبا، وبما أن حالتك قد تحسنت بصورة جيدة, فهذا يدل -إن شاء الله تعالى- أنه لا يوجد سبب عضوي يكون وراء هذا التبول الذي كنت تعاني منه.
أنت -الحمد لله- قد تحسنت حالتك بصورة قوية وملاحظة، وظللت في وضع جيد لمدة ست أو سبع سنوات، بعد ذلك عاودك التبول اللاإرادي بمعدل مرة أو مرتين في الأسبوع.
وأنا لا أريدك أبدا أن تنزعج كثيرا لهذا الموضوع، ولكن نتفق تماما أنه لابد أن نتخذ خطوات علاجية:
الخطوة الأولى: يفضل أن تقوم بفحص البول للتأكد من أنه لا توجد أي التهابات, أو زيادة في الأملاح، وإن حدث ووجد الالتهاب أو هذه الزيادة في الأملاح فهذا يتم علاجه بصورة بسيطة جدا.
ثانيا: عليك بممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة التي تقوي -خاصة عضلات البطن-.
ثالثا: حاول أن تمسك البول لفترات طويلة وقت النهار, فهذا يؤدي إلى توسيع المثانة, واستيعابها لكميات أكبر من البول، كما أنه يقوي المحبس الذي يحبس ما بين المثانة والسبيل.
رابعا: لا تتناول الشاي أو القهوة أو المدرات بعد الساعة السادسة مساء.
خامسا: قبل الذهاب إلى الفراش للنوم ليلا يجب أن تذهب إلى الحمام, وتفرغ مثانتك تماما، وبعد أن ينقطع البول اجلس لمدة دقيقة, وحاول أن تدفع حتى تتيح الفرصة لأي كمية متبقية من البول لتخرج.
دراسات كثيرة أشارت أن ربع كمية البول, أو حتى ثلثه قد يظل في داخل المثانة بعد تفريغها، خاصة إذا تعجل الإنسان وقام بعد أن قضى حاجته.
هذه إرشادات مهمة وضرورية ومفيدة.
بعد ذلك أريدك أن تتناول علاجا, وهو عقار (تفرانيل), وهو معروف جدا ومفيد، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ستة أشهر، يمكنك أن تتناولها صباحا أو ليلا، وبعد انقضاء الستة أشهر اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
عليك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية جدا، وإن شاء الله تعالى ليس هنالك ما يمنعك من الزواج، ومثل هذا التفكير – أي أنك لن تستطيع أن تتزوج لوجود هذه العلة – هذا في حد نفسه يسبب لك علة نفسية إضافية، وهذا مما قد يثير لديك التبول اللاإرادي.
بالنسبة: هل هذا مرض نفسي أم عضوي؟
هو في الحقيقة ليس مرضا عضويا، وفي نفس الوقت لا نقول إنه مرض نفسي، ولكنها ظاهرة قد تلعب بعض العوامل النفسية دورا فيها، ومن هذه العوامل عدم الاستقرار النفسي، الكتمان، عدم القدرة على التعبير عن الذات، عدم تطوير المهارات الاجتماعية، كما أن عدم ممارسة الرياضة, والتكاسل والكسل, هي أحد مسببات هذه الحالة.
بالنسبة لموضوع الوراثة: نقول نعم، لوحظ أن التبول اللاإرادي يتواجد لدى بعض الأسر، وقد اختلف العلماء هل هو أمر وراثي أم هو نوع من التعلم الاجتماعي الذي يكسبه أفراد الأسرة من بعضهم البعض؟ .. الرأي الأرجح والذي يميل له الكثير من الباحثين هو أن الوراثة قد تلعب دورا بسيطا في التبول اللاإرادي، وحين نقول دورا بسيطا يعني أن بعض الناس لديهم الاستعداد من الناحية الوراثية لحدوث التبول اللاإرادي إذا توفرت العوامل الأخرى، وأهمها الكسل, وعدم الذهاب إلى الحمام ليلا.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تتبع التعليمات التي ذكرناها لك، وأقصد بالتعليمات الإرشادات الطبية، فأنا أريدها أن ترقى لدرجة التعليمات حتى تنفذ وتنتفع بها، وأرجو أن تقدم على الزواج, وتعيش حياتك بصورة طبيعية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.