أشكو من رائحة كريهة تخرج من جسمي بالرغم من أني أستحم كل يوم!

0 1058

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أشكركم كثيرا على هذا الجهد المحترم الذي تقدمونه في الشبكة الإسلامية والقائمين عليها، وأدع الله تعالى بأن يتقبل منكم عملكم، ويكون في ميزان حسناتكم، وجزاكم الله عنا كل خير.

مشكلتي تسبب لي الكثير من الحرج، ولازلت إلى الآن، وكنت أخجل من الحديث عنها رغم سماعي لتعليقات من حولي التي تؤذيني وتجعلني أتمنى الموت، كذلك هذا الأمر يجعلني أرفض الكثير ممن يتقدمون لخطبتي.

أنا والله أحب النظافة جدا، وأستحم كل يوم مرة أو أكثر، وأستعمل مزيلات العرق، وأغير ملابسي باستمرار رغم كل ذلك، إلا أن رائحة جسمي سيئة جدا، وتسبب لي الإحراج، وأسمع التعليقات ممن حولي منذ أن كنت في الجامعة، وحتى بعد التخرج والعمل، أسمع الاستهزاء والضحكات وقلبي يتقطع ممن يتهمونني بعدم النظافة، وأنا والله العظيم نظيفة جدا جدا وأحب النظافة وأستحم كل يوم.

ليست المشكلة عندي في رائحة العرق، لكن كل جسمي له رائحة سيئة تظهر دوما حتى بعد الاستحمام.

ذهبت لطبيبة جلدية، لكن للأسف الشديد أخذت تؤكد على أن أستحم وأستعمل المعطرات رغم أني أكدت عليها أني أفعل ذلك.

بدأت هذه المشكلة عندي وعمري حوالي 17سنة، والآن عمري 27سنة، وخلال هذه السنوات عشت أياما حزينة، وكثيرا ما بت ودموعي على خدي، ولا أعلم حلا لمشكلتي.

أنا حاليا أدرس في مجال الدعوة الإسلامية، وأحب مجال الدعوة إلى الله عز وجل، لكن رائحتي هذه تمنعي، لأن من يدعو إلى الله يجب أن يجذب الناس إليه لا أن ينفرهم، ورائحتي تنفر من حولي مني.

كذلك أنا أرفض من يتقدم إلي بسبب هذا الأمر.

آسفة على هذا الكلام، لكن صدقوني فأنا أتكلم وعيني تبكي، وقلبي يتقطع.

أرجوكم ساعدوني، وجهوني إلى طبيب جيد، علما بأن محل إقامتي في الإسكندرية، وممكن رقم تليفون الطبيب الذي يرد على سؤالي كي أفهم منه أكثر.

من فضلكم ساعدوني، وجزاكم الله تعالى عني خير الجزاء.

وسامحوني على الإطالة..

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرسول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قبل أن نبدأ بالإجابة بودي التذكير بأنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء.

وبودي أن أقول إني خلال 30 سنة من الممارسة في عيادة الأمراض التخصصية الجلدية والتي تشمل كل ما يتعلق بالجلد وتوابعه، كالرائحة الغريبة والتعرق وغيرها، وخلال كل هذه الفترة لم ترد إلي شكوى مشابهة لشكواك إلا شكوى واحدة منذ 5 سنوات.

ونظرا لخصوصيتها فأرى أن أورد نسخة معدلة من الإجابة بما يوافق سؤالكم ويحفظ خصوصية السائل الأول.

الأخت الفاضلة: هوني عليك، فلكل مشكلة حل، ولكن الأمر يحتاج إلى روية وتدبر وتفكير، ومراجعة وصبر، وتعاون وتجريب ومتابعة.

ونظرا لضخامة الشكوى وكثرة المعاناة، فقد آثرت أن أطيل الإجابة المتعلقة بموضوعها، وألا أكتفي بالإشارة إليها، وذلك لتسهيل الموضوع ودمجه، ولو أن بعض الإجابات متعلقة بالتعرق العام، والآخر بالقدمين أو الفطريات، وبعضها بالرائحة بشكل عام، وقد يكون فيها بعض التداخل أو التكرار، نظرا لتشابه الشكوى والأعراض.

إن من القواعد الهامة البديهية، أنه لا يوجد شيء إلا وله سبب، وإن جهلنا بالسبب فهذا لا يبرئ المسبب، وإن تجاهلنا لسبب ما يحرمنا التحسن من آثاره.

من الأسباب المعروفة لرائحة البدن الكريهة واحد أو أكثر من الاحتمالات التالية:

:. - التعرق، وفرط التعرق، ونوعية التعرق تراجع الاستشارات ذوات الأرقام
18638و235478و18547^

- أكل بعض المواد الغذائية كالبصل والثوم وغيره الكثير مما يأكله بعض الناس أو بعض الشعوب، فتتميز برائحة قد لا يحتملها غيرهم.

- هناك بعض العروق (أو المجموعات الأثنية) تتميز بروائح عن غيرها من العروق، (مثلا الزنجي أو تميز الهنود برائحة أو غيرها) علما أن بعض العادات من أكل وعطر وثقافة سلوكية معينة، قد ينجم عنها تميز أصحابها بروائح معينة.

. - بعض الأدوية قد تؤدي إلى روائح معينة بالعرق أو البول أو الجسم بشكل عام

- بعض الأمراض تتميز برائحة مثل السكري، ورائحة الأسيتون، وقصور الكلية، والصدفية ورائحتها، والفقاع ورائحته، وهكذا.

. - يجب نفي وجود ناسور، أي فتحة من الأمعاء إلى الجلد، فهي تؤدي لرائحة شبيهة برائحة البراز، ولكن ينبغي أن تكون في منطقة العجان (أي الحوض وما حوله) وقد يكون هذا الناسور صغيرا، أي فتحة دقيقة تحتاج إلى تحري المخرج، وذلك بتتبع مصدر الرائحة ولو كان هذا السبب لتم إصلاحه جراحيا بسهولة).)

- بعض الإنتانات تتميز برائحة خاصة، مثل الجراثيم والإنتانات الرطبة والإفرازات الدورية، وخاصة في المناطق الحساسة والتناسلية، وفي حالتك يجب نفي وجود الفطريات، خاصة في الأطراف السفلية أو مواضع الرائحة.

- عدم الاستحمام الدوري، أو عند اللزوم، أي بعد جهد، أو تعرض للحرارة، أو عمل رياضي، أو غيره من موجبات الغسل، ولكن الأمر مختلف عندك، لأن الرائحة تفوح بعيد الاستحمام.

* ومما يمكن عمله للتغلب على الرائحة هو:

- تقصي الأسباب وتجنبها وتغيير العادات المؤدية لها.

- الغسل اليومي

- علاج الالتهابات إن وجدت على اختلاف أشكالها وتوضعاتها

الرائحة الكريهة في العرق قد يكون لها أسبابا عديدة، راجعي على الانترنت المتعلقات بعنوان (bromohidrosis ) والتي تعني: العرق ذا الرائحة الكريهة، ونذكر بتجنب المأكولات المبهرة والبصل والثوم وغيره، مما يشك فيه، وانتبهي إلى أن هذه الرائحة تتحسن بزوال الأكل المسبب لها، ولكن على درجات وليس فورا (مثلا هل تخف مع الصيام)؟

وإن التعرق ذا الرائحة الكريهة غالبا ما يحدث في الإبطين والقدمين أو ما حول المنطقة التناسلية، ولكن الجسم كله يتعرق وليس فقط هذه المواضع، وغالبا ما يترافق العرق مع الرائحة الكريهة:

أ‌- زيادة التعرق.

ب‌- سوء وظيفة الغدد العرقية المفرزة.

ج‌- إنتانات فطرية أو جرثومية.

د‌- تفكك الحموض الدسمة يؤدي لرائحة متميزة.

هـ‌- بعض أنواع الطعام مثل الثوم، البصل، وفرط تناول البروتينات.

و‌- أو الانسمام ببعض المعادن الثقيلة، كالزرنيخ وما أظنك تناولته.


* أما المعالجة للرائحة الكريهة في العرق:

1. فأولها معالجة السبب إن أمكن (خاصة الطعام والإنتانات الموضعية، وخاصة الفطرية منها).

2. تنظيف عام للجسم وحمامات متكررة.

3. تغيير الألبسة، خاصة الداخلية والجوارب بشكل متكرر.

4. واستخدام ألبسة غير ضيقة، وتجنب ما يثير التعرق.

5. تجنب بعض أنواع الطعام مثل كثرة البروتينيات ـ الثوم ـ البهارات.

6. تهوية الجسم عامة والمنطقة المصدرة للعرق خاصة.

7. بودرة مضادة للفطريات خاصة للقدمين قبل ارتداء الجوارب أو بودرة خاصة للإبطين.

8. أما الإبطين خاصة، فمزيلات الرائحة المتوفرة بمستحضرات مختلفة، ومنها الدرايكلور، ولكن يجب الحذر من الحساسية الموضعية الناجمة عن بعض هذه المركبات.

9. صوابين مطهرة مضادة للجراثيم.

10. كما ويمكن للبوتكس أن يخفف التعرق، وبالتالي تخف الرائحة التي يحملها العرق، حتى ولو كان العرق خفيفا، وأنصح بتجريبه حتى ولو كان تأثيره جزئيا، أو مؤقتا، خاصة قرب المواضع شديدة الرائحة.

ويعتبر البوتكس من أفضل وأول ما ننصح به، فهو فعال بشكل واضح في الحد من التعرق، والذي هو السبب الأرجح للرائحة، وبما أن الرائحة بدأت معك في سن 17 سنة فقد تكون مرتبطة بالبلوغ وهو الذي تنضج فيه الغدد العرقية زائدة الإفراز ذات الرائحة الكريهة.

كما وأن الاستحمام قد يغسل الفتحات التي يتم منها التعرق، فيزداد التعرق بعد الاستحمام.

وهناك من يخرج من الاستحمام مبتلا لا بالماء بل بالتعرق الحاصل بعد الاستحمام.

11. وآخر الدواء الكي، فإن كانت الغدة التي تفرز العرق القليل بالكمية والكريه بالرائحة لا تستجيب لأي من العلاجات السابقة، فهناك الاستئصال الجراحي لهذه القطعة، خاصة من جلد الإبط الحاوية على هذه الغدد، وليس من القدمين، وبهذا تنتهي المشكلة إلى الأبد، وهذا الإجراء يحتاج إلى طبيب مجرب، وقد كان من الإجراءات المتبعة قبل عهد البوتكس.

وإن كانت هذه الرائحة متعلقة بالقدم، فلا بد أنها مكتسبة وليست من الولادة أو من الطفولة.

فإن كانت مكتسبة، فلا بد من وقت بدأت به، وهو إما مع البلوغ، أو وقت آخر معلوم للمريض، وغالبا ما يكون قد تصاحب بأي من التبدلات التي تدل على السبب.

تتميز القدم الطبيعية بشكل طبيعي غير مرضي، وعند كل البالغين برائحة مزعجة، ولكن إن زادت عن حد معين فهي مرضية، وبحاجة للتدخل أو الاستقصاء أو العلاج.

بشكل عام يجب فحص القدم ورؤية التغيرات الموجودة ووصفها، وخاصة ما بين الأصابع والأظافر وأخمص القدم، فقد يكون هناك زيادة في التعرق، أو حويصلات صغيرة، أو وسوف أو تعطن أو طبقة بيضاء، أو تسمك في الجلد، أو ثخانة في الأظافر أو ما تحتها أو غيره.

* أما العلاج فهو بعلاج السبب إن عرف، أو باتخاذ الأسباب العامة التالية:

. الغسل اليومي المنتظم ولكن بالماء والصابون وليس بالماء فقط.

. التنشيف والتجفيف بعد كل غسل، ولكن بالورق وليس بالفوطة أو المنشفة القماش.

. تغيير الجوارب اليومي مرة أو مرتين.

. استعمال الحذاء المهوي، أي الذي فيه فتحات، وليس مكتوما (أي استعمال الحذاء الذي يحوي مسام مفتوحة أو خروم أو موديل يسمح بالتهوية أثناء استعماله).

. استعمال مغاطس (ليد صب اسيتيت 10%) مرة إلى مرتين يوميا لمدة 10 دقائق (تقل المدة مع التحسن).

. عدم إبقاء الحذاء لفترات طويلة، لأن ذلك يؤدي إلى التعرق واحتباسه وعدم تهوية القدمين.

. استعمال المنيوم كلورايد ودهن القدمين، خاصة من الجهة الأخمصية وبين الأصابع.

. دهن كريم بيفاريل أو كانيستين أو داكتارين مرتين يوميا على كامل القدم، مع التركيز على الأخمص، وأما ما بين الأصابع فيدهن نفس المستحضر على شكل لوشن وليس كريم.

. إن لم تتحسن يمكن إضافة استعمال بخاخ سائل أو بودرة مضاد فطريات (نفس الأسماء السابقة) أو المسمى لاميسيل داخل الجورب وقبل استعماله مباشرة في كل مرة نستعمل الجورب.

. لا تستعملي نفس الحذاء ليومين متتاليين، ولكن البسيه كل يومين بالتناوب مع غيره، أو كل ثلاثة أيام، أو حتى كل أربعة أيام، حسب المتوفر.

. لو كنت من هواة الرياضة، فلا تستعملي الجورب الرياضي استعمالا متكررا بحجة أنه للرياضة، بل غيريه واغسليه بعد كل استعمال.

. في الفترة الأولى قد تحتاجين الالتزام بصرامة مع التعليمات المذكورة، ولكن مع الزمن ستشعرين أن الرائحة بدأت تخف بالتدريج، ويصبح الالتزام عند التحسن الذي يرضيك أقل ضرورة، بل حسب الحاجة.

. قد تكفي واحدة أو أكثر من الإجراءات المذكورة، والتي نزيد عددها حسب الضرورة، ونكثر من الالتزام بها حسب حاجتنا لمزيد من التحسن.

الإجراءات المذكورة أعلاه تفيد في حفظ صحة القدم ووقايتها من التعرق الزائد والفطريات والعدوى، سواء أكانت طبيعية أم مرضية.

وأخيرا: استعيني بالله وفتشي عن الأسباب وتجنبيها، واغسلي واستعملي مجففات العرق ثم البوتكس وهو ما نؤكد عليه ونكرره ، وأخيرا الجراحة حيث أنه إن لم تجد خطوة أخذنا ما بعدها.

وختاما: اقرئي بتمعن، وراجعي هذه الإجابة وما حولها من المتعلقات، وابدئي بالسبب، وراجعي طبيبة النساء، وانتبهي لغذائك ووزنك، والاستحمام الدوري، وتغيير الملابس الدوري، وإن شاء الله سيكون كل شيء على ما يرام.

ولا بد من فحص عام للجلد بعين أخصائية لرؤية أي تبدلات قد تكون هي السبب في ما تشكين منه.

قد يكون هناك أكثر من سبب، وإن علاج أيا من الأسباب يقلل الرائحة بنسبة مشاركة هذا السبب أو ذاك.

والكلمة الفصل هي لطبيبة ثقة أمينة خبيرة تفحص وتتحرى الأسباب، ولو احتاجت العديد من التحريات والاستشارات لبقية الزملاء ثم تصل إلى التشخيص، فمشكلة كهذه لا تكفي فيها المراسلة ولا الاستشارة عن بعد، خاصة وأنك ترفضين الخطيب تلو الآخر أكثر من مرة، فالأمر يحتاج متابعة وإخلاصا كما ذكرنا سابقا.

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات