لا أستطيع أن أنظر إلى من يخاطبني، كيف أتغلب على هذا الأمر؟

0 529

السؤال

السلام عليكم،،

يا دكتور أنا أعاني من الخجل واحمرار الوجه وبرودة الأطراف، ولا أستطيع مواصلة النظر في عين من أخاطبه، وأحاول أن أجلس بعيدا ولا أتصدر المجلس إذا كان هناك أناس كثر.

مستحيل ومستحيل أن أتكلم في موضوع طويل، فما إن أبدأ حتى أنهي الموضوع بسرعة حتى لا يحمر وجهي، وهذا الأمر يضايقني جدا، ولقد حاولت أن آكل حبوب اندرال وغيرها ولكني خائفة، وأحاول أن أتكلم وأتجاذب أطراف الحديث ولكني أبدا لم أستطع، مع العلم أني متزوجة، وإلى يومنا هذا وأنا أحاول، وكل هذه السنين وأنا أبحث في النت عن حل.

لكم ودي واحترامي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حصوص حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فما تعانين منه - وإن كان يسبب لك الكثير من الإزعاج - حالة بسيطة، فهذا نوع من الخجل أو الخوف الاجتماعي الظرفي، ويظهر أن شخصيتك حساسة، وهذا هو الذي جعلك تحسين بضخامة هذه الأعراض، خاصة الأعراض الفسيولوجية التي تتمثل في برودة الأطراف واحمرار الوجه، والذي هو في الأصل ناتج من زيادة بسيطة في تدفق الدم نسبة لزيادة في إفراز مادة الأدرنالين، وهذا كله ينتج من قلق المخاوف الذي يظهر لديك في شكل خوف اجتماعي.

العلاج إن شاء الله بسيط جدا، ويتمثل في التالي:

أولا أنا أريدك أن تستوعبي حقيقة مهمة جدا، وهي أن مشاعرك هذه مشاعر داخلية خاصة بك، لا يطلع عليها أي شخص آخر، حتى زوجك لا أعتقد أبدا أنه يلاحظ ما بك، لابد أن أركز على هذه الحقيقة، لأن كثيرا من الإخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائما يأتيهم الخوف من الرصد والمراقبة من قبل الآخرين، وهذه ليست حقيقة أبدا.

ثانيا: التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للإنسان، ومنها احمرار الوجه وسرعة ضربات القلب في بعض الأحيان والرعشة وبرودة الأطراف، هذه دفاعات فسيولوجية داخلية يقوم بها الجسم ليهيئ نفسه من أجل مواجهة الظرف الذي هو فيه، فإذن هي عملية طبيعية جدا، وكل إنسان حين ينتابه شيء من الخوف أو القلق تحدث لديه تغيرات فسيولوجية، لكن بالطبع عند الذين يعانون من الخجل الاجتماعي الشديد تكون الأمور أكثر حدة وشدة مما يسبب لهم القلق والإزعاج.

الذي أريد أن أصل له أن أفضل وسيلة هي أن تصححي مفاهيمك حول هذا الاحمرار الذي يصيبك في الوجه وكذلك البرودة، هي مشاعر مبالغ فيها، وعليه أرجو أن تؤكدي على نفسك أهمية وضرورة التجاهل والتجاهل، وأن لا تركزي أبدا على ما أنت فيه من خوف.

ثالثا: طوري من مهاراتك الاجتماعية البسيطة جدا، مع أقرب الناس إليك (زوجك – إخوتك – والديك) دائما حاولي أن تبدئي أنت بالتحية، ابدئي بالسلام، وحين يكونون هم الذي يبدؤون بالسلام فيجب أن تردي على التحية بأفضل منها، ودائما اتركي في رصيدك موضوعا أو موضوعين كي تبادري أنت بنقاش هذه المواضيع مع من حولك، هذا تدريب نفسي بسيط جدا ومفيد جدا.

رابعا: لابد من أن توسعي شبكة تواصلك الاجتماعي، وهنالك نوع من الاتصال الاجتماعي المفيد، والذي لا يحس الإنسان فيه برهبة حقيقية، وحتى إن حدثت هذه الرهبة فتكون في أول الأمر، وبعد ذلك تتحول وتصبح عادية جدا، مثلا:

• الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن، فهذه أجواء فيها الكثير من الطمأنينة، تبعث الراحة في النفس، ويجد الإنسان نفسه قد تفاعل وانصهر وأصبحت له نوع من الألفة المعينة مع من حوله، وهذا يحطم كل جدر الخوف، فأرجو أن تحرصي على ذلك.

• زيارة المرضى في المستشفيات وجدت أيضا أنها ذات فائدة كبيرة جدا لعلاج الخجل الاجتماعي. أنت حين تذهبين وتزورين مريضا لا شك أنك تحملين في وجدانك كل المودة والرحمة والرأفة، وتدعين للمريض بالشفاء، أنت هنا ستكونين في الموقف القوي والمريض في الموقف الضعيف، فإذن المهابة ستنتهي، والخوف سيذهب، وهذه كلها وسائل علاجية طيبة جدا.

بقي أن أقول لك أنه من الضروري جدا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وهي تمارين ذات فائدة كبيرة جدا، للتدرب على هذه التمارين أرجو أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت.

أنت في حاجة لعلاج دوائي، ونتائجه فعالة جدا، وممتازة جدا، الإندرال يساعد لكنه لا يكفي لوحده، الدواء المطلوب يعرف تجاريا باسم (لسترال) ويعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين) تشاوري مع زوجك حول هذا الدواء، وإن ذهبت لمقابلة طبيب نفسي هذا أيضا أفضل.

اللسترال جرعته هي نصف حبة يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى حبة يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء. هذه جرعة بسيطة حيث إن القصوى هي أربع حبات في اليوم، لكنك لست في حاجة لمثل هذه الجرعة.

أما بالنسبة للإندرال فيمكن تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.

الحالة بسيطة جدا وأرجو أن لا تنزعجي، ولو طبقت ما يتيسر لك مما ذكرنا لك من إرشاد فسوف تجدي إن شاء الله تعالى أن حالتك قد تحسنت تماما، وإن ذهبت لمقابلة الطبيب النفسي هذا أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات