السلام عليكم..

عندي طفل لاحظت أنه كثير الحركة، كشف عند دكتور أمراض نفسية مشهور، طلب رسم مخ فظهر عنده كهرباء زائدة في المخ، فبدأ مرحلة العلاج، هذا الكلام من سنتين.

وبعد السنتين الدكتور طلب رسم مخ ثاني، للأسف ما عرفت أعمل رسم المخ؛ لأنه كلما أعمل رسم المخ ابني يحرك رأسه، فالدكتور قال لي مرحلة علاج الكهرباء هكذا انتهت، هذا الكلام في شهر سبتمبر 2010 فبدأ يأخذ علاجا للتركيز أوتومكس 25 م .

المشكلة أن ابني في الابتدائي، وأمه تتعب معه كثير في المذكرة ليكون متفوقا في المدرسة، ممكن يذاكر من الساعة 6 إلى الساعة 10 .

المشكلة الثانية: ممكن في الامتحان يذاكر ويعرف الحاجة ويجيب غلط، إلا عندما يذكره أحد أن هذا غلط يبدأ يكتشف الغلط.

المشكلة الثالثة والمهمة: في المدرسة ممكن أي حاجة تضيع منه، لا يحافظ على الكتب، ممكن الأطفال يأخذون الكتب ويقطعونها، لا أعرف ماذا أعمل؟

مع العلم أني مسافر، وأمه هي التي معه على طول.

في البيت عندما تأخذ أخته حاجة، يكون حريصا أن يأخذه منها، وممكن يضربها، أما في المدرسة العكس تماما، ممكن يأخذ منه أي حاجة بدون أي مشكلة، فكيف نتعامل معه؟

الرجاء الرد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اشرف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك اهتمامك بأمر هذا الطفل، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

من الواضح أن الطبيب حين قام بفحصه وإجراء رسم المخ اتضح أنه توجد لديه كهرباء زائدة، وهذا يعني أن الطفل لديه بؤرة صرعية غالبا تكون من النوع الخفيف والبسيط، المشاكل الآن أو الصعوبات التي تظهر هي وضع استيعاب الطفل، وربما تكون هنالك قلة في إدراكه الكامل؛ لذا لا يجيب أثناء الامتحانات، كما أنه يعاني أيضا من ضعف في التركيز، وشيء من الإهمال؛ حيث أنه يفقد متعلقاته بسرعة في المدرسة، ولكن الأمر الإيجابي هو أنه يتفاعل مع أخته في البيت حتى وإن كان ذلك عن طريق الضرب، فهذا يعني أن الطفل ليس ضعيف المقدرات بالكلية.

أيها الفاضل الكريم؛ يعرف أن وجود هذه البؤرة الكهربائية النشطة في الدماغ كثيرا ما تكون مصحوبة بمثل هذه الأعراض، أي ضعف التركيز، وكثرة الحركة، وعدم الانتباه، وفي بعض الأحيان الأدوية التي تستعمل للعلاج أيضا قد تزيد من هذه الأعراض، وإن كان الدواء يتحكم في أن لا تظهر أي تشنجات من هذا القبيل.

الطفل بالطبع يحتاج إلى المواصلة الإرشادية من قبل الطبيب، وذلك فيما يتعلق بعلاجه، هذا الأمر الأول، الأمر الثاني هؤلاء الأطفال دائما يستأثرون برعاية وعناية خاصة منا نحن كآباء وأمهات؛ لأننا نعتبر أن الطفل يعاني من علة، وأنه يجب أن نكثف من رعايته ونحميه أكثر من أقرانه، وهذا بالطبع يضر بالطفل كثيرا من الناحية التربوية، ويجعل مهاراته ضعيفة، يجعله دائما يبحث نحو الانتباه، وهكذا يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، هذه مناهج تربوية تحصل عند جميع الناس فيا أخي نحن الآن أمام هذا المسلك من الطفل، وأنا أرى كما ذكرت لك أن يقيم مرة أخرى من جانب الطبيب إذا تم رسم المخ هذا أمر جيد، كما أن مستوى الذكاء لديه يجب أن يتم تقييمه، والأطباء المختصون خاصة في الطب النفسي للأطفال هم الأكثر إدراكا ومعرفة بحال مثل هذا الطفل.

ثانيا الطفل يحتاج لأن تتجاهل بعض سلبياته، لا نعطي الانتباه المطلق ونعامله معاملة عادية، لا نعتبره صاحب إعاقة أو علة حقيقية، نعطيه الفرصة لأن يلعب مع أقرانه والتفاعل بينه وبين الأطفال الآخرين سوف يكون مفيدا، وحاولوا أن تلاعبوه، وأن تعطى له بعض الألعاب ذات الصفات التعليمية، هذا يساعده كثيرا، وإن شاء الله تعالى يحسن من مستوى الذكاء لديه.

بالنسبة لعقار اوتومكس هو دواء جيد وينظم تماما الإفرازات الكهربائية والومضات التي تحصل في الدماغ ويجعلها متوازية، وهذه الجرعة بسيطة والدواء عيبه الوحيد في بعض الأحيان قد يضعف شهية الطفل نحو الطعام بخلاف ذلك ليس هنالك أي مشكلة في الدواء، ولكن عموما حين تقابل الطبيب مرة أخرى اسأله إن كان يريد أن يغير هذا الدواء إلى دواء آخر، عموما هذه ابتلاءات بسيطة تتطلب أيضا الصبر، وعليكم بالدعاء للطفل، وأهم شيء أن يعامل معاملة عادية، وأن نحفزه ونشجعه، وأن نستفيد من اللعب كوسيلة تعليمية مفيدة لبناء وصهر كفاءة الطفل ومهاراته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.