هجرني والداي بسبب تزوجي برجل متدين لا يريدونه، فما مشورتكم؟

0 486

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على اهتمامكم ونصائحكم، وجزاكم الله عنا كل خير، وأرجو أن تعينوني على إيجاد حل، كنت مطلقة وتقدم لخطبتي شاب رضيته لنفسي واقتنعت به كثيرا لحسن خلقه وتعلقه بالدين، وخاصة حسن معاملته لوالدته وأخواته، غير أن والدي وإخواني لم يقبلوا به لأنه ليس بنفس المستوى الدراسي، ولأنه كلمني قبل التقدم لأهلي، للعلم كلمني مرتين بالكثير للتأكد من خلقي وبأننا على وفاق في المبادئ.

بعد إصراري وإصرار أعمامي وعماتي وخالي على أهلي أعطى والدي الوكالة لعمي الكبير لتزويجي، وأخبر كل العائلة بموافقته غير أنه عاداني هو وعائلتي، تزوجنا ولم يحضر أهلي، لم أتمكن من التراجع ولم أرد لأنني مقتنعة كليا به، والحمد لله لليوم نعيش في طاعة الله.

حاول العقلاء وكبار العائلة التكلم مع أهلي ولكن من غير فائدة، لا أعلم ما أفعل الآن! أكلم أهلي مرة أو مرتين كل 15 يوما، وأحاول إرضاء والدي ولكنني أواجه بالجفاء، خاصة من طرف أمي! هل أنا على خطأ؟ هل أخطأت؟ ما يجب أن أفعل الآن؟

جزاكم الله عني كل خير، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ندعوك لتكرار المحاولات والاجتهاد في إصلاح العلاقة مع الآباء والإخوان والأمهات، والاستفادة من العقلاء والفاضلات من الأعمام والعمات بعد التوجيه إلى رب الأرض والسموات، ونسأل الله أن يحقق لك مرادك، وأن يرفعك عنده درجات.

لا شك أن الأهل قد أخطئوا في رفضهم لصاحب الدين، واحمدي الله الذي يسر لك أمر الزواج، وشكر الله للعم الذي أعانك على إكمال الزواج.

وتذكري أن أولى الناس بالمرأة زوجها، فاجتهدي في طاعة زوجك والإحسان إليه، واجتهدي في إصلاح العلاقة ولا تيأسي ولا تتوقفي، ولن تعتبري عاقة طالما كنت مصرة على التواصل والإصلاح، وحاولي الاهتمام بأخبار الوالدين والأسرة، وسوف يأتي اليوم الذي تعود فيه الأمور إلى صوابها.

وكم تمنينا أن يدرك الآباء أن دورهم توجيهي إرشادي فقط، ومن حقهم أن يمنعوا إذا كان الخاطب ليس له دين، أما إذا كان الخاطب من أهل الدين والصلاح فليس لأحد أن يقف في طريق من تريد الزواج، وليس لأحد أن يرغم الفتاة على الزواج بمن لا تريده، هذه هي شريعة الله، وعندما تكون المرأة ثيبا فإن الشريعة تعطيها مساحة أوسع لأنها خبرت الرجال وعرفت من يصلح معها.

ونحن ننصحكم بالاستقامة على شرع الله والاستغفار والتوبة من كل مخالفة؛ لأن في طاعة الله التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة، ونشكر للعقلاء في العائلة دورهم، ونتمنى أن يواصلوا بمجهوداتهم الكريمة في الإصلاح، كما أرجو أن لا يسمع أهلك منك إلا الخير حتى لو قصروا، أو أخطئوا في حقك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونتمنى أن يتفهم زوجك الأوضاع، واجتهدي في التعاون على البر والتقوى، واعلمي أن صبرك على والدتك والإصرار على الإحسان إليها هو المطلوب، وإن سدت في وجهك الأبواب، فالعزاء لك ولأمثالك في قول الله تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا} علما بأن هذه الآية جاءت بعد آيات البر للوالدين، ولذلك قال العلماء: هي في حق من يحاول البر ويجد الصدود والإنكار والاتهام بالتقصير.

نسأل الله أن يقر عينك بصلاح الأحوال، ونكرر ترحيبنا لك في موقعك، وتذكري أن قلوب جميع العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فتوجهي إلى مصرف القلوب واجتهدي في الدعاء والسجود لعلام الغيوب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات