هل الصفات التي أطلبها ممن أراد الزوج بي صحيحة؟

0 554

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا خريجة كلية تجارة، أدرس علما شرعيا وأحفظ القرآن الكريم، أشترط في من يتقدم لي أن يكون على خلق ودين، ويحفظ القرآن الكريم ويكون ملتحيا، وهما شرطان أساسيان عندي، بجانب الأمور الأخرى، حتى لو كان مبتدئا في الحفظ، فأعتقد أن قوامته علي بدينه وعلمه وخلقه فقط، فهل هذا صحيح؟ أم أنني مخطئة؟ وهل أكون مطبقة لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه)، أم أكون غير مطبقة للحديث؟

وأيضا لا أوافق على الرؤية الشرعية إذا كان غير ملتح أو لا يحفظ القرآن، مع العلم أن أهلي يرفضون فكري ويقولون لي يكفي أنه يصلي، وماذا ستستفيدين من حفظه ولحيته؟ وأرفض من تكون عنده هذه الصفات ولكن يعمل سائقا أو كهربائيا، لأني أعتقد أنه لن يكون هناك توافق فكري واجتماعي بيننا، فهل هذا صحيح أم لا؟

أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك معنا وثقتك العالية فينا، و-إن شاء الله- تعالى سنكون عند حسن ظنك بنا.

اعلمي أختي السائلة أن أساس قيام الأسرة هو التقوى والصلاح والإيمان، ولا يمكن أن يقوم أي بناء بدون وضع القواعد، وقواعد الأسرة الخلق والدين، ولكن لا يهم المظهر بقدر ما يهم المخبر، فخلق الشخص المتقدم لك ورجاحة عقله، واحترامه لك، ومقدرته على الزواج وتكوين أسرة مع محافظته على أركان الدين وفرائضه أهم من تحليه بالصفات التي اشترطتها؛ لأنها ليست من شروط القبول بالمتقدم لنكاح المرأة، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ترضون دينه وخلقه) ولم يقل مظهره، وأنت قد ضيقت واسعا.

وأما بالنسبة لحفظ كتاب الله تعالى إن كان الشخص الذي تقدم لك حافظا لكتاب الله فهذا زيادة للخير، أما إذا لم يكن حافظا فليس بالضرورة أن يكون كذلك؛ لأن ديننا الحنيف دين يسر، ولم يشترط إذا أراد الشخص أن يتزوج أن يحفظ كتاب الله، ولكن الأهم والأساس في بناء الأسرة المسلمة كما قلت هو التقوى والصلاح والإيمان والأخلاق، فهذه هي القواعد التي تبنى عليها الأسرة.

أرجو من الله تعالى أن يرزقك بزوج صالح تقي يخاف الله تعالى ويقوم بواجباته تجاهك؛ إن لم يكرمك لم يهنك.

أما عن وظيفة الشخص، فالأساس كما قلت لك هو الإيمان والتقوى والخلق، أما الوظيفة فهذا أمر دنيوي يرجع إلى قناعة الزوجة في الاختيار، وقد يكون الكهربائي أو النجار أو الحداد أفضل في خلقه ودينه واحترامه لزوجته من صاحب الشهادات العليا أو صاحب المال، وهذا ما أكده حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه مسلم.

وإذا كان التباين والفرق بينك وبين المتقدم لك كبيرا في المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو العمري أو حتى العاطفي والجمالي والفكري وغيرها من أنواع التوافقات؛ وتخافين من حدوث الخلافات بينك وبينه مستقبلا فلك الحق في الرفض، بل الرفض أولى، فلعل الله يرزقه بمن يناسبه ويرزقك بالكفء، إذ أن الكفاءة حق لك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات