السؤال
منذ حوالي 3 شهور بدأت أعاني من الاكتئاب, ذهبت إلى طبيب مخ وأعصاب فوصف لي دواء السيروكسات سار 12.5 مجم حبة كل يوم, وبعد 10 أيام بدأت أحس بتحسن كبير، ثم بعد أسبوعين حدثت انتكاسة تدريجية حتى رجعت الحالة كما هي, فرفعت الجرعة دون الرجوع إلى طبيب إلى حبتين في اليوم, ولكن الأعراض الجانبية زادت، مثل التوتر وألم العضلات وتعب المعدة, فما الجرعة المناسبة لحالتي من السيروكسات؟ وهل أحتاج إلى دواء آخر معه؟ أصف أعراض اكتئابي: عدم الرغبة في أداء أي شيء, الميل للعزلة, عدم الاستمتاع بأي شيء في الحياة, القلق والتوتر بدون سبب, وأحيانا الخوف من المرض ومن الموت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
السيروكسات من الأدوية الممتازة جدا، وهو دواء فاعل، لكن دائما الأدوية يجب أن لا نحكم عليها حكما نهائيا -خاصة فيما يتعلق فعاليتها أو عدمه- إلا بعد انقضاء (4 -6) أسابيع من تناولها، أنا أعتقد أن التحسن الذي حدث لك في الأيام الأولى كان ناتجا من تخفيف التوتر، وليس من خلال إزالة الاكتئاب؛ لأن الاكتئاب لا يظهر تأثير الدواء عليه وبداية التحسن إلا بعد أن يتناول الإنسان الدواء لفترة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع على الأقل، فالتحسن الأولي كان تحسنا موجها نحو القلق والتوتر أكثر من الاكتئاب ذاته.
أنا أنصحك بأن تستمر على جرعة (25) مليجراما في اليوم، فهي جرعة فاعلة جدا, وبالتدريج سوف تحس بالتحسن, لا يمكن أبدا أن يكون السيروكسات هو السبب في زيادة الاكتئاب هذا, أنا أؤكد لك حقيقة لكن أتفق معك أن الفعالية الحقيقية لم تبدأ للدواء ويجب أن نعطيه الفرصة التامة.
أرجو أن تضيف عقار (فلوناكسول Flunaxol) والاسم العلمي (فلوبنتكسول Flupenthixol) هو دواء جيد جدا, ومساعد لتحسين فعالية السيروكسات، وفي نفس الوقت يتحكم في نوبات القلق التي تعاني منها الآن بسرعة شديدا جدا، تناول الفلوناكسول بجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة، وهي نصف مليجرام يوميا لمدة أسبوعين, ثم توقف عنه واستمر على تناول السيروكسات كما هو, ومن المهم جدا أن تجبر نفسك على أن تكون فعالا، لا تعزل نفسك أبدا مهما كانت المشاعر سلبية.
الإنسان حين يأخذ المبادرات العملية والتطبيقية هذا يجعل المشاعر تتغير وتصبح إيجابية جدا، فلا تتشاءم أبدا, اجعل التفاؤل هو ديدنك، وأتمنى أيضا أن تمارس بعض التمارين الرياضية ففيها فائدة كبيرة جدا، كن بالقرب من أصدقائك وإخوتك، وكن حريصا على الصلوات في وقتها, وبالطبع يجب أن تراجع طبيبك من فترة إلى أخرى، فهذه الحالات تتطلب المراقبة المتابعة الطبية, وإن شاء الله تعالى الأمور تسير بصورة إيجابية بالنسبة لك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.