كيف أقنع زوجي بأن نكون في بيت خاص بنا؟

0 660

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا متزوجة منذ أربع سنوات، ولدي طفل عمره سنة ونصف، وأسكن مع أهل زوجي، وأنا لا أشعر بالراحة من كل النواحي، وأهله يتدخلون في شؤون حياتي كثيرا، وأمه تتدخل في تربيتي لطفلي، ولا أستطيع السيطرة عليه أبدا، ويعاملونه كأنه طفل، فهو غير قادر على العيش بعيدا عنهم، وكلما أتكلم معه بهذا الموضوع لا يسمعني، وتحدث المشاكل بيني وبينه.

علما أن له أخا واحدا أكبر منه، وهو مستقل في بيت خاص به هو وزوجته وأبناؤه.

أنا لم أعد أحتمل الضغوط أكثر، ولا أعرف ما الطريقة التي أقنع زوجي بها بأن لي حياتي الخاصة، ويجب احترام خصوصياتي.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ roro حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك- ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نحن نتفهم ما تعانينه من ظروف نفسية بسبب عدم توفر الحياة المستقلة لك؛ فإن هذا مما جبل الله عز وجل عليه المرأة، بأنها تحب أن تعيش حياة مستقلة، والشريعة جاءت أيضا ملبية لهذه الرغبة، وقررت أن من حقوق الزوجة على زوجها أن يسكنها في سكن مستقل بمرافقه، بحيث يكون مدخلا مستقلا, ومطبخها, ونحو ذلك من المرافق التي تحتاجه في البيت، فهذا من حق الزوجة على زوجها.

لكننا في الوقت ذاته ننصحك -أيتها الكريمة- بأن تعالجي هذا الأمر بشيء من الحكمة والليونة؛ فإن التفاهم في الحياة الزوجية والتغاضي عن بعض الحقوق مما يورث المحبة بين الزوجين، ويديم الألفة بينهما، والله عز وجل قد أرشد في كتابه الكريم المرأة إلى التغاضي عن بعض حقوقها، لاسيما عند وجود الاختلاف بينها وبين الزوج، فقال سبحانه وتعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير} والصلح هنا المقصود به تغاضي المرأة, وتنازلها عن بعض حقوقها، وهذا خير بنص كتاب الله تعالى، فالتسامح -أيتها العزيزة- والتغاضي عن بعض الحق سيعود عليك وعلى أسرتك وعلى زوجك وأبنائك بالخير العميم.

كل ما تبذلينه في سبيل مساعدتك لزوجك ليقوم بدوره في بر والديه, والإحسان إليهما، كل ذلك عمل جليل, وخير عظيم, أنت تؤجرين عليه فليس بضائع، فإن الله عز وجل لا يضيع أجر المحسنين.

كما أنه ينبغي أن تتنبهي -أيتها الكريمة- وتتذكري أن بر هذا الزوج بوالديه, وبركة هذا العمل سيعود على أبنائك أيضا، فإن بر الآباء لآبائهم يورث بر الأبناء لهم، فلا تستكثري شيئا يقوم به الابن في سبيل إرضاء والديه, والتذلل لهما, ومعاملتهما بالإحسان، فهما لا يزالان ينظران إليه على أنه طفل فعلا ويتعاملان معه على أنه ذلك الولد الذي يعهدانه من قبل، فنظرتهما إليه ليست مطابقة, ولا مساوية لنظرتك أنت إليه، فلا تحملي هما لهذا الجانب، وحاولي أن تكوني عونا ودعما لزوجك ليقوم بأدواره المختلفة، وهذا لا يعني أبدا أنه ليس لك أن تطالبي هذا الزوج بما تستحقينه عليه، ولكن الرفق ما كان في شيء إلا زانه, وما نزع من شيء إلا شانه، وحين تبنى المطالبات على التفاهم, والإيثار, والرفق, والتودد؛ فإن الطرف الآخر يؤدي هذه الحقوق إن استطاع طيبة بها نفسه دون مشاقة.

نصيحتنا لك أن تحاولي إيصال هذه الرسالة إلى الزوج بهذا المضمون, وبهذا المحتوى، وهو أن المرأة من حاجياتها التي غرست فيها أنها ترغب في أن تعيش في سكن مستقل، والحل الوسط القريب أن تكوني مستقلة في خصوصياتك على الأقل، كغرفة نومك وأغراضك ونحو ذلك، فإذا توفر لك هذا القدر لا يضرك بعد ذلك بأن يكون والدا زوجك يسكنان بالقرب منك بجانبك، وكذا إن لم يقدر الزوج على ذلك فصبرت على زوجك مدة من الزمن إلى أن يتيسر له أن يوفر لك ما تتمنينه من السكن المستقل فإن هذا أيضا إعانة لزوجك وخير تقدمينه له، وصبرك هذا لن يضيع، فإن الله عز وجل لا يضيع أجر المحسنين.

كوني على ثقة بأن خضوعك وتنازلك لزوجك ونزولك عند رغبته مما يعزز حبك لديه, ويوثق العلاقة بينهما، فعائد هذا خير لك وله ولأبنائك، ولا تظني العكس أبدا.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر لك سبل الخيرات, وأن يعين زوجك على القيام بحقوقك على الوجه الذي يرضيك، وأن يعينه كذلك على القيام بحق والديه، إنه على كل شيء قدير.

مواد ذات صلة

الاستشارات