السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أعاني من الوسواس في أمور الوضوء والصلاة والطلاق، والدكتور كتب لي (أنافرانيل) حبة صباحا وحبة مساء، و (ستللاسيل) (تراي فلوبيرازين) حبة بعد الغداء، ودواء الوسواس لمدة 3 أشهر، وعندي سؤالان:
1- أشعر بدوار وخمول وأريد النوم، مما يؤثر على عملي بشكل واضح.
2- كما أني سوف آخذ دواء آخر اسمه (كوريمون) 5000 ( choriomon 5000 l.u) وهذا الدواء حقن بالعضل علاج للذكورة والتناسل، حيث لا يوجد لدي حيوانات منوية، وهذا لمدة 3 أشهر كل أسبوع حقنة، وعند الاتصال بطبيب الذكورة لسؤاله، هل يتعارض الدواءان معا؟ أخبرني الأفضل تحويل (أنافرانيل) إلى دواء أحدث منه، لأنه يؤخر القذف.
اتصلت بالطبيب النفسي، وأخبرته بما قاله دكتور الذكورة فقال لي: ليس هناك تعارض، وخفض جرعة دواء (أنافرانيل) إلى حبتين يوميا، حيث كانت قبل اتصالي به 3 حبات يوميا؛ لأني كذلك أخبرته بأنه تأتيني دوخة وخمول وكسل، فخفضها لحبتين يوميا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنا أريدك أولا بالنسبة لعلاج الوساوس القهرية - خاصة في أمور الوضوء والصلاة – أن تركز على الوسائل السلوكية العلاجية، فهي ممتازة جدا، وأهم هذه الوسائل: أن تحقر تماما فكرة الوسواس، وأن تجبر نفسك على أن لا تتبعها.
وبالنسبة للوضوء: ابن على اليقين والقناعة، ولا تتوضأ من ماء الصنبور، حدد كمية من الماء، ضعها في إناء مثل الإبريق مثلا، وتوضأ منه، وتذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يتوضأ بكمية قليلة جدا من الماء.
إذن تحديد كمية الماء، وحين تبدأ في الوضوء بعد أن تعقد النية، وتبدأ في غسل اليدين، ثم المضمضة، ثم الاستنشاق والاستنثار، دائما أكد على نفسك أنك قد قمت بفعل الخطوة بصورة صحيحة، مثلا قل لنفسك (أنا الآن انتهيت من المضمضة، سوف أنتقل إلى الاستنشاق، ثم الاستنثار) وهكذا، فإذن التأكيد للذات مع تحديد كمية الماء هي أمر مهم جدا.
أما بالنسبة للصلاة فالإنسان يبني على اليقين، ويسترشد بالجماعة، ولا يميل إلى سجود السهو، هذا ما أفاد به العلماء الأفاضل جزاهم الله خيرا.
الطلاق: أنا أعرف أن هذا من الوساوس المزمنة، لكنه يعالج بالتحقير، وقد أفاد العلماء الأفاضل أن الذي يأتيه وسواس الطلاق لا يعتبر طلاقه واقعا حتى وإن ذكره، إلا أن يقوم بكتابة وثيقة الطلاق، فاطمئن من هذه الناحية، حقر هذه الوساوس واستبدلها بفكر مخالف.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أقول لك أن الأنفرانيل دواء جيد ولكنه بالفعل ربما يؤدي إلى شعور بالخمول خاصة في بدايات العلاج، الأنفرانيل قد يؤدي بالفعل إلى تأخير في القذف المنوي، لكنه لا يؤثر أبدا على هرمون الذكورة أو على تكوين الحيوانات المنوية أو حركتها أو شكلها، وهو بالطبع لا يتعارض مع دواء كورومون (choriomon) الذي سوف تتناوله من أجل الذكورة، أسأل الله تعالى أن ينفعك به.
إذا أردت أن تستبدل الأنفرانيل لا مانع بعد موافقة طبيبك أن تستبدله بعقار فافرين، فالفافرين من أفضل الأدوية المضادة للوساوس، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى الشعور بالدوار والخمول، وجرعته تحسب على أساس أن كل خمسين مليجرام من الفافرين تعادل خمسة وسبعين مليجراما من الأنفرانيل، لكني لا أريدك أن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن تتواصل مع طبيبك، فلابد أن أحترم رأيه، وهو بالطبع أقرب مني لأن يتخذ القرار الصحيح، لأنه قد تعرف عليك وقام بفحصك ومناظرتك، ولا توجد خلافات أو تباينات كثيرة في هذا الأمر، فلا تنزعج لذلك.
أريدك أيضا أن تركز كثيرا على التمارين الرياضية، فالرياضة حقيقة تجدد الطاقات النفسية وكذلك الجسدية، حاول أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، ولا شك أن النوم مبكرا فيه فوائد كثيرة جدا.
هذا الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.