كيف أكون كما كنت بالسابق متفوقة وناجحة؟

0 528

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

أنا فتاة في 19 من عمري، أود أن اطلب مشورتكم في أمر ما، أنا الآن في إجازة، ولدي مشكلة في تنظيم الوقت، وأود أن أستفيد من وتي كثيرا، مشكلتي أنني أقضي وقتا طويلا على النت في أشياء أراها غير مفيدة، ولدي امتحان قبول بعد بضعة أسابيع، وأود أن أدرس له، لكنني أشعر بكسل شديد سواء كان ذلك في أيام الجامعة أم في أيام الإجازة، كنت أنتظر هذه الإجازة كثيرا حتى أستريح من الجامعة وضغوطها.

حقيقة لا أعرف ماذا يحدث، حتى في أيام الجامعة أشعر بكسل شديد، حتى أن مستواي قل عن السابق، حاولت مرارا وتكرارا أن أكون أفضل، ولكني أشعر أني أرجع إلى الخلف كثيرا.

بعض أصدقائي قال لي بأن ذلك قد يكون حسدا، حيث أن مستواي كان ممتازا، أشعر أن هذه المشكلة صعبة جدا بالنسبة لي، لا أريد أن أعود للجامعة وأنا بنفس المشاكل، أريد أن أتغير في هذه الإجازة، خاصة وأن هذه السنة تعتبر مهمة بالنسبة لي وحاسمة أيضا.

أتمنى أن تساعدوني في تنظيم وقتي، وأن لا أكون كسولة، أتمنى أن أعود كما كنت في السابق مهمته جدا بالأمور الهامة، أما الآن فأنا مهتمة بأتفه الأشياء، وخاصة التي تبعدني عن الدراسة، لا أدري ما إذا كان الأصدقاء سببا في ذلك؟ حيث أن لدي أصدقاء أهتم بهم وهم بعيدون جدا عن الدراسة!

أنا أعرف أن التأثر بالأصدقاء موجود وقوي جدا، ولكني الآن في الإجازة، وأخذتها فرصة حتى أبتعد عن من حولي، فحين أكون بعيدة أشعر بتغير تام في شخصيتي، وألاحظ بأني أصير مهتمة قليلا، أفعل ما أريد دون أن أتأثر بأحد، وبعد ذلك تمر علي لحظة أقول فيها لا أحد يستطيع أن يعيش من دون ناس، يجب علي الاختلاط بالناس، أشعر بأني متذبذبة لا أدري ما أريد، ولكن أعرف فقط بأني أريد أن أكون الأفضل، ودائما أشعر بصراع في داخلي بين الأفضل وبين دون ذلك.

أكرر ثانية.. أن هذه فرصتي الأولى والأخيرة في الجامعة، حيث أن جامعتي لها قوانينها الخاصة، ويوجد بها تنافس شديد، وأنا أشعر بأني أستطيع مواجهة ذلك وأن أكون الأفضل بينهم، ولكني لا أقوم بأي شيء، مجرد شعور من دون فعل، لدي خوف كبير من أن يرفضوني، ولكن لدي أمل وهذا ما يجعلني أحيا، ولكنه أمل من دون فعل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alnada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

خوفك هذا من الفشل أو التراجع خوف جيد وصحي، وخاصة إذا حركك بالاتجاه الصحيح لتقويم المسار، وتحقيق ما تتمنينه في هذه الحياة، وفي الحقيقة لا توجد معجزات، وإنما توجد سنن إلهية، كتبها الله تعالى للناس، أن من جد وجد، ومن سار على الدرب وصل، ويبدو من سؤالك أنك حقيقة عازمة على الانتقال دوما للأفضل، ويبدو أنك تستطيعين تحقيق هذا لسببين على الأقل:

الأول: أنك كنت كذلك في الماضي، مما يعطي أملا كبيرا في إمكانية عودة هذا مرة أخرى.

والثاني: المرحلة التي أنت فيها، حيث تفكرين وتبحثين، ودليل هذا كتابتك لنا، فهذا يشير إلى بصيرة واعية وجيدة بما أنت عليه وبما تريدين أن تكوني عليه في المستقبل.

أصبت في موضوع الأصدقاء، فالغالب أن صديقاتك البعيدات عن جو دراستك، من الطبيعي أن يبعدنك عن جو الدراسة، فعدما تتركين هذه الصداقة وتعودين للمنزل تجدين نفسك غير راغبة في الدراسة وبذل الجهد.

أنصحك -لا أقول بترك هؤلاء الصاحبات- وإنما بتحديد العلاقة بهن، إلا إذا وجدت أن تحديد العلاقة لم يفد كثيرا، فربما كان الأنفع لك الابتعاد عنهن، والاقتراب أكثر من بعض زميلاتك في الجامعة، ممن يتحلين بالحماس للدراسة والتحصيل العلمي -كما أنت- وممن يمكن أن يعينوك على الدراسة والعمل الجاد، وخاصة أن هذه السنة سنة حاسمة وهامة بالنسبة لك.

حددي ما تريدين، وابدئي بالخطوات الصغيرة وواظبي عليها، مهما صغرت، وستجدين من خلال الزمن أنك قد حققت الشيء الكثير، وفي الحديث النبوي الكريم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) مشيرا للعمل القليل المستمر، وكما يقال عن نقطة الماء المستمرة كيف يمكن أن تقصم الصخر القاسي "سيقهر الماء صم الحجر".

حاولي الدراسة مثلا داخل جامعتك، وكما تعلمين أن جامعات هذه الأيام مزودة بالكثير من وسائل المعرفة، مما يجعل حياة الطالب من أيسر ما يكون، وأنصحك بالتالي:

- ضعي برنامجا بسيطا، ولا تجعليه مزدحما بالمواد.

- خصصي في هذا البرنامج وقتا للاسترخاء والراحة ولقاء الناس.

- غيري مكان دراستك، وتجنبي الدراسة في غرفة النوم، فهي غرفة نوم!

- حاولي أن تدرسي مع صديقة ترتاحين إليها، فكلاكما سيستفيد.

- قومي ببعض الألعاب والتمارين الرياضية، مهما كان برنامجك مزدحما.

- تناولي غذاء صحيا متوازنا، وخاصة من طبخ البيت، ولا تكثري من الوجبات السريعة.

- خذي قسطا مناسبا من النوم في حدود 7-8 ساعات، فأنت تحتاجين لهذا.

- حافظي على دوام الجامعة بانتظام.

- خذي نوتة أو ملاحظات من المحاضرين أثناء الدروس.

- قومي بالمراجعة المتتابعة للمواد الدراسية، كي لا تتراكم عليك.

- حافظي على صلاتك وعباداتك، والله سيوفقك، ولن يضيع لك عملا.

وفقك الله ويسر لك النجاح في دراستك، لتحققي حلمك في تحصيل ما تريدين.

مواد ذات صلة

الاستشارات