السؤال
أشكرك –دكتور- على خدمتك في هذا الموقع الرائع
عانيت منذ سنة وثلاثة شهور تماما من نوبات القلق والهلع, وتجاوزتها والحمد لله بفضل الله, ثم بفضل ردودكم- مع دواء سلبيريد.
الآن أكرمني الله بالحمل, وأنا في منتصف الشهر الرابع، ولا أخفي عليك أن هذا الحمل أتعبني بسبب الدوخة، وذكرتني بأعراض الهلع، وطبعا مع التوتر تزداد علي، دخلت الطوارىء عدة مرات -والحمد لله- تحاليلي كلها سليمة، مع تخطيط القلب وكل شيء.
الآن أموري أهدأ نوعا ما بعد عدة استشارات لك، والتزمت بتمارين الاسترخاء -ولله الحمد-.
سؤالي: عندما أفكر بولادة مولودي الجديد أشعر بخوف من مسؤولية المولود الجديد، ولأن ولدي مشاغبان وحركيان ومؤذيان، وأحس أني فاقدة السيطرة على وضع التربية.
أخاف من التجربة السابقة بابني الثاني، تلبكت وعشت بفوضى حتى أتتني نوبات القلق من توتري, وعصبيتي التي لا حدود لها، فأنا بطبعي عصبية جدا، وقلقة جدا، ودائما أريد أن أفعل كل شيء على أوجه وأتم شكل، وهذا كان صعبا علي بابني الثاني، فكيف بالثالث؟!
أحس بتوتر من الآن، خاصة أن أولادي أتعبوني جدا، وأشعر بعصبية من الآن نحوهم، فكيف أخفف من هذا؟
ولو عادت النوبات بعد الولادة -لا قدر الله- بسبب عصبيتي فماذا أفعل، لا أريد عودة تلك الأيام القاسية؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، وأسال الله تعالى أن يكمل حملك على السلامة والخير والبركة, وأن يرزقك مولدا كامل الخلق والخلقة -إن شاء الله تعالى-.
تخوفاتك هي تخوفات توقعيه ذات طابع وسواسي، وأقول لك: إن الشخص الذي لديه القابلية للقلق من الطبيعي أن تأتيه مثل هذه المشاعر، لكن الإنسان يمكن أن يحد من شدتها, وذلك بتذكر أن المستقبل أصلا هو بيد الله تعالى أوله وآخره، وفي ذات الوقت هذه الذرية نعمة عظيمة حرم منها الكثير من الناس؛ ولذا يجب أن لا تشغلنا أبدا حركة الأطفال, وصعوبة التعامل معهم, وتحمل مسئوليتهم، أنت أم, وإن شاء الله تعالى تحملين كل غرائز الأم الرؤوم، وسوف تعرفين أن الأمور هي أصلا طبيعية جدا، الطفل يألف أمه بطبيعته، والأم تألف ابنها بطبيعتها، وليس من الضروري أن يكون الإنسان دقيقا ومنضبطا في كل شيء، إذن خذي الأمور بشيء من التوكل، وشيء من التفكير الإيجابي، ولا تتركي أي مجال لهذا القلق التوقعي حتى يسيطر عليك، عيشي فرحتك بهذا الحمل, وأترك موضوع الولادة والوضع لوقته, وإن شاء الله تعالى الأمور ستسير, وتفرحين بطفلك، ولا تحملي أبدا مثل هذه الهموم، فهذه هموم حقا لا داعي لها أبدا.
نحن لا نمنع شيئا من القلق والمخاوف والوساوس، فهذه طاقات نفسية إيجابية، لكن يجب أن لا تكون معيقة لك أبدا، وحقري الفكرة تماما، وأضع افتراضات حتى ولو خرج الأمر عن النطاق المألوف، وأصبحت الأمور غير محتملة، ليس هنالك ما يمنعك أبدا من تناول دواء بسيط مثل السبرالكس مثلا بجرعة بسيطة؛ فهو يخفف القلق والتوتر والوساوس، ويمنع حدوث الحرارة تماما، وهذا في أسوأ الظروف، فإذن الحلول موجودة، التفكير الإيجابي هو المطلوب، وأنت -إن شاء الله تعالى- في نعمة وخير.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.