مقبل على الزواج وأخاف من عودة نوبات الهرع والخوف .. فما العلاج؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل حوالي 5 أشهر، وأنا راجع من الدوام أحسست بضيق فجأة في صدري، وكنت متوقعا أنه بسبب إرهاق من الدوام؛ لأني أداوم (شفتات) (أوقات مختلفة في الأسبوع) وفي نصف الطريق أحسست بأن الضيق زاد علي، وأحسست كأني سأموت، وهي دوخة، ومن بعدها صارت حالتي النفسية متدهورة، كنت أبكي، وأحس بالموت دائما، وكنت أرجف من شدة الخوف، ولم آكل شيئا.

نمت بالمستشفى أسبوعا بسبب جرثومة بالمعدة، وبدأت تقل حالة الخوف تدريجيا، والآن تأتيني بنفس الطريقة الأولى، وصرت أتضايق عندما أقابل أحدا، ولا أريد الخروج، وأغلب وقتي على فراشي، وأنام وأقوم، وكأني نمت من القلق الذي أحس به، ودائما مرتبك، وأحس أن تركيزي بعض الأحيان يضعف، وعند خروجي من البيت أتعب، وأدوخ، وأتمنى أن أرجع بسرعة للبيت.

أنا الآن مقبل على الزواج، وأخاف أن ترجع نفس الحالة بالزواج، وأدوخ أو أتعب في يومها، صرت أفكر بكل شيء في مستقبلي، وأخاف منه.

أتمنى أن توجهوني لأفضل طريقه للخروج من هذه الحالة؛ لأني تعبت منها، مع أني بعض الأحيان أحس أني أفضل، ولكن عندما ترجع حالة الخوف والقلق أتعب كثيرا، ولا أطيق أحدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر الغامدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الحالة بسيطة -إن شاء الله تعالى- ونحن نقدر المتاعب التي سببتها لك؛ لأن من طبيعتها أن يحس الإنسان بخوف شديد حين تصيبه هذه النوبة من القلق الحاد، وتشخيصا تسمى بنوبة الهرع أو نوبة الهلع وهي -كما ذكرت لك- نوع من القلق الحاد جدا قد يأتي بدون أي مقدمات, أو قد لا تكون هنالك روابط أو أسباب أو عوامل نستطيع أن نقول إنها هي السبب، وتتميز هذه الحالة، بأنها بعد أن تنتهي النوبة تظل عالقة في ذهن الإنسان وتفكيره، والبعض يبدأ في الوسوسة أو القلق المتواصل، وعدم التأكد من الذات، وهذه هي الأعراض التي تعاني منها الآن أنت.

إذن الحالة معروفة في الطب النفسي، تسمى بنوبة الهلع, أو نوبة الهرع، وهي في أصلها نوع من القلق النفسي، والامتداد واستمرارية الحالة التي تعاني منها الآن هي جزء طبيعي من تطور هذه النوبة من القلق، فأرجو أن لا تنزعج, كما ذكرت لك -إن شاء الله تعالى- الحالة بسيطة جدا، أرجو تجاهلها, فهذا سوف يساعدك كثيرا.

الآليات العلاجية بسيطة لكنها مهمة, منها: تطبيق تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرص على القيام بهذه التمارين، وأنا أفضل لو تمكنت من مقابلة أخصائي نفسي فهذا سوف يكون أفضل ليدربك على هذه التمارين، وفي ذات الوقت يوجه لك إرشادات أخرى، وأنت بالطبع محتاج إلى علاج دوائي, وإن لم تستطع فيمكنك نصفح الإنترنت لمعرفة كيفية تطبيقها.

الخطوة الأخرى هي: أن تمارس الرياضة, خاصة رياضة المشي؛ لأنها ذات فائدة كبيرة جدا.

خطوة العلاج الثالثة هي: الدواء.

هنالك دواء متميز جدا يعرف باسم (سبرالكس), يستعمل كثيرا لعلاج هذه الحالات, مدة العلاج هي من ( 3 -6) أشهر، وإن كنت سوف تقابل المختص النفسي فسوف يقوم -إن شاء الله تعالى- بترتيب هذا الدواء لك، أو أي دواء آخر مناسب، وإن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب، فيمكنك أن تحصل على (السبرالكس) من الصيدلية فهو لا يتطلب وصفة طبية في معظم الدول، ويسمى علميا، (استالوبرامEscitalopram ) والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرامات، وهذه الجرعة صغيرة، وتعتبر هي الجرعة التمهيدية, يتم تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى (10 ) مليجرامات يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها (5) مليجرامات يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بالنسبة لجرثومة المعدة: فهذه علة موجودة ومعروفة ومتكررة.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق فربما تتزايد عندهم أعراض الجهاز الهضمي؛ لأن الرابط بين القلق النفسي واضطراب النوم والجهاز الهضمي معروف ومثبت، وكله يعالج من خلال ما ذكرناه لك من توجيه، أرجو أن تطبق الإرشاد سابق الذكر.

بالنسبة للزواج: فليس هنالك ما يمنعك أبدا، بل على العكس تماما فالزواج هو وسيلة للاستقرار النفسي التام -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات