ما خطورة المخدرات والمؤثرات العقلية على الشباب في الدين والدنيا؟

0 495

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب كنت أتناول المخدرات -الحشيش والترامدول-، وكنت أطحن (التيمول) واستنشقه.

وفي يوم من الأيام استيقظت من النوم ووجدت نفسي أسمع أي صوت عال فارتعشت، وأخذ جسدي ينتفض، فخفت من النزول إلى الشارع.

ومن ذلك اليوم ما نزلت الشارع إلا بعد أن اتجهت إلى الطب النفسي، ذهبت إلى طبيب فأعطاني (سبراماكس) (سيتالوبرام )40 مج قرصا صباحا، وقرص مساء، و (دوجماتيل فورت) 200 قرص صباحا وقرص مساء، وتريلبتال 300 قرص صباحا وقرص مساء، فتحسنت كثيرا من الخوف، ولكن كان هناك بعض الاضطرابات: مثل الرعشة الشديدة عند النزول إلى الشارع، وعدم التركيز لدرجة أنني من الممكن أن أتكلم معك، وطرف عيني مركز في شيء آخر.

المهم أن الطبيب شخص حالتي بالهلع، استمررت على العلاج، ولكن عدت مرة ثانية إلى الحشيش فقط، فانتكست، وتركت العلاج، وأنا الآن في البيت لا أنزل، بل الخوف قد زاد.

فذهبت إلى طبيب آخر فأعطاني (الدوجماتيل) بالجرعات ذاتها، و(الفافرين)، وأنا آخذ جرعة 100 لمدة شهر، ثم رفعت الجرعة إلى 200 منذ عشرة أيام، والطبيب شخص حالتي (سوشيال فوبيا و OCD)

وأنا الآن لا أحس بتحسن كما أحسسته مع (السيتالوبرام)، فهل أستمر على (الفافرين) أم (السيتالوبرام)؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فلا شك أنك تعرف أن هذه المخدرات والمؤثرات العقلية لها تبعات وخيمة جدا على صحة الإنسان العقلية والجسدية والنفسية، ونحن حين نتحدث في هذا الموضوع لا نبالغ أبدا، بل نتحدث من خلال ثوابت علمية واضحة، وهي أن الحشيش والحبوب المنشطة مثل الأنفتامينات -وحتى (ترامدول)- هي مثيرات شديدة جدا للدماغ، تؤثر على الإفرازات الكيميائية، وعلى رأس هذه الإفرازات مادة تعرف باسم (دوبامين)، وهي المادة التي تلعب دورا رئيسيا في الاضطرابات العقلية التي تظهر في شكل هلاوس ومخاوف، وتداخل في الأفكار، وتطاير فيها، ومشاعر غريبة جدا تؤثر على الإنسان معرفيا، ونفسيا، وسلوكيا.

أنا أتفق تماما مع الطبيب، أن النوبة هي نوبة هرع حادة، مع بدايات حالة ذهانية ناتجة من تعاطي المؤثرات العقلية.

استجابتك للعلاج كانت جيدة، ولكن بكل أسف رجعت مرة أخرى وتعاطيت الحشيش، وبمناسبة الحشيش أريد أن ألفت نظرك لشيء مهم جدا: في الآونة الأخيرة يتواجد في كثير من البلدان العربية -ومنها مصر- أنواع من الحشيش ذات تركيز عال جدا، وهذه حقيقة أصبحت الآن تسبب مشكلة كبيرة جدا، وهنالك نبتة تعرف باسم (سلسملا) هذه النبة زرعت في بريطانيا، وبدأت تنتشر في بعض دول العالم، نسبة تركيز المخدر فيها قد تصل إلى ثمانية عشر بالمائة، وهذه نسبة عالية جدا، ويعرف أن تركيز المادة النشطة التي تؤثر على كيمياء الدماغ في نبتة الحشيش حوالي اثنين إلى ثلاثة بالمائة في المرجوانة، وحوالي ستة بالمائة في أنواع الحشيش المتواجدة في منطقتنا، ولكن -كما ذكرت لك- الآن توجد أنواع ذات تركيز عال، ولذا تكون درجة انسجام الدواء في الدماغ وفي الجسد عالية جدا.

هذا الكلام بالطبع لا يعلنه المروجون، ولا يعلنه عديمي الضمائر من مروجو المخدرات؛ لأنهم يعملون في ظلام وظلامية، ولا يهمهم إلا المكسب، حتى وإن كان ذلك على حساب الشباب.

أرجو أن يكون لك الوعي، وتكون لك المصداقية مع نفسك، وتبعد نفسك تماما عن تعاطي المخدر.

لن تكون هنالك فائدة أبدا أن تتناول أدوية نفسية، وفي ذات الوقت تتناول الحشيش فما الفائدة؟ أنت تعرف الداء والدواء، طهر نفسك، أخرج نفسك من هذا المأزق، ورحمة الله واسعة، وهنالك أشياء طيبة وجميلة يمكن أن يدمنها الإنسان في حياته، وعلى رأسها بر الوالدين، الصلاة، الإحسان إلى الآخرين، ممارسة الرياضة، توسيع الفكر والمعرفة، الاجتهاد في العمل، تطوير المهارات الاجتماعية، فالحياة فعلا يمكن أن تكون جميلة جدا بهذه الأشياء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن (الفافرين) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، ولكن قد تحتاج أن تدعمه بعقار (رزبريادال)، والذي يعرف علميا باسم (رزبريادون)، وهو أفضل من (الدوجماتيل)، جرعة (الرزبريادون) التي تحتاج لها هي أن تبدأ بمليجرام واحد، تتناوله ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة مليجرامين اثنين يوميا، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى مليجرام واحد يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

وجرعة (الفافرين) يمكن أن تصل إلى مائتي مليجرام في اليوم، على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة تدريجيا، ولا شك أن تواصلك مع طبيبك سوف يكون مفيدا جدا، لا تنشغل كثيرا بأمر التشخيص، أنت فعلا تعاني من نوبات قلق وهرع مرتبطة بتعاطي المواد المخدرة، وأيضا لديك بعض سمات الوساوس بسيطة.

ليس لديك فصام، ولكن لديك ما يعرف بمرحلة ما قبل الفصام، لكن -إن شاء الله تعالى- بابتعادك عن تعاطي المؤثرات العقلية، وتناول الدواء بالصورة التي وصفناها لك -إن شاء الله تعالى- تصل إلى مرحلة التعافي والشفاء التام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات