ماذا أفعل مع ابني الذي تعلق بفتاة أفسدت عليه دراسته؟

0 449

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لدي أربعة أولاد بنتان وولدين, البنات أكبر ثم الأولاد, ابني الأصغر عمره 18 سنة، أمضى فترة دراسته الأولى كأنه ملاك حتى منتصف الثانوية العامة؛ ثم تغير وأصبح عصبي المزاج، أحب بنتا في الصف الثامن وأصبح يعبدها، أهمل دراسته، رسب في السنة الأولى من الثانوية العامة -الفرع العلمي- حاولنا أن نبعده عنها دون جدوى.

رسب في السنة الثانية -على الرغم من أنه كان في مدرسة خاصة- عاد إلى المدرسة الخاصة حرا، تناسى البنت بعد أن هددناها، وهي التي ابتعدت عنه وليس هو، بيتنا جميل لكن والده من النوع العصبي جدا, ودائما عبارات التوبيخ على لسانه، ويقارنه مع من هم في سنه، لا يعطي له الثقة بالنفس، يريد أفضل النتائج دون أن يبذل جهدا، يفكر بأن تقديم المال واللباس كاف لكل شيء، ويغني عن كل شيء.

الولد أصبح يدخن، وأحيانا يمارس العادة السرية، حاولت معه مرارا بالنصح وكأنني أكفر، فلا يسمع أي كلمة، وإنما يستهزئ ويقل أدبه معي، ويتهمني دائما بالتقصير، وأنني أحب إخوته أكثر منه، دراسته الآن غير مرضية، يبحث دائما عن اللهو وجلسائه.

أرجوكم ساعدوني كي يعود محمد كما كان خلوقا مجتهدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

شكرا لك على السؤال، ولا شك أن الأمر مقلق لك وللأسرة.

الشاب طالما هو في هذا العمر من المراهقة، فأهم ما يحتاج إليه قبل أي شيء آخر هو وجود من يشعر هذا المراهق بأنه يفهمه، وخاصة في فهم مشاعره وعواطفه، وفهمه لا يعني بالضرورة موافقته على ما يريد، فهناك خطأ شائع حيث يعتقد الناس أن الاستماع والفهم يعني بالضرورة الموافقة على رأي هذا الشاب، وليس بالضرورة.

إن تقبل الشاب كما هو، على علاته ومشكلاته -كما يقولون- هو الخطوة الأولى قبل القيام بتعديل سلوكه وتوجيهاته، وإلا فإنه سيتمسك برأيه ومواقفه رافضا أي تغيير أو تعديل.

إن مجرد تفهم الموقف العاطفي لهذا الشاب هو نصف الحل ونصف العلاج، نعم مجرد التفهم هو نصف العلاج والحل.

وربما الشخص الأفضل للقيام بهذا الدور هو والده، وبالرغم مما وصفت من أنه "عصبي جدا" وهذا يتطلب من هذا الأب أن يغير في أسلوب تعامله مع ابنه، فاللوم والتوبيخ والمقارنة بالآخرين، كل هذا ضار في غاية الضرر، ولا غرابة إن وقع الشاب في بعض الممارسات السلبية كالدخان, وغيره.

يحتاج الأب للاقتراب من ولده بشكل أكبر، والتعايش معه؛ مما يتيح جوا إيجابيا يمكن كليهما من الحديث والتفاهم، ومن ثم يأتي تذليل سلوك الشاب ومواقفه في الحياة عن نفسه، وعن دراساته، وعن الناس عموما.

وما ذكرت في سؤالك من بعض المشكلات السلوكية فأنا أعتبرها أعراضا، وليست أمراضا، ويفيد أن نركز على الأمراض, وليس الأعراض، ويتطلب هذا وعيا كبيرا, وصبرا من الوالدين، وخاصة الأب، وإلا فالولد سيزداد بعدا عن والديه ودراسته، وربما ازداد انحرافا.

لا بد لك من الحديث المباشر والصريح، مع الأب أولا، ومن ثم مع الشاب لتوجيهه على تحمل مسؤولياته عن نفسه، وعن حياته.

والله الموفق لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات