السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أول شيء أتمنى من كل شخص يقرأ رسالتي أن يدعو لي بالشفاء العاجل.
أنا طالبة في السنة الأخيرة من الثانوي عمري 17, مشكلتي هي الرهاب الاجتماعي, أنا إنسانة أخاف من الناس, أنا أدري أنهم يحبوني؛ لكني أخاف منهم حتى لو يمزحون معي, أنا أدري أنهم يمزحون لكني أخاف، تأتيني رعشة بخدودي, أنا أعاني خصوصا أني مقبلة علي الجامعة, أنا أحب الطب, وأريد أن أتخصص بالطب, لكني لا أستطيع لأن تخصص الطب لا بد له من أن أكون قوية, ولا بد أن يكون كلامي مسموعا, الله يوفقك -يا دكتور- أريد أن تساعدني ، أنا أريد أن أستخدم أدوية لكني لا أستطيع أن أطلب من أبي, أشعر بالحرج, فأرجوك -يا دكتور- قل لي خطوات أستطيع فعلها حتى أتخلص من الرهاب نهائيا, وهل من الممكن -يا دكتور- أن آخذ إيميلك حتى أتواصل معك وتساعدني, والله يجزيك كل خير, اللهم آمين.
وشكرا على الموقع الرائع حقا، جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الخوف والقلق والرهاب الاجتماعي ظاهرة منتشرة, وهو ليس بالسوء الذي تتصورينه، هو حالة قلقية أكثر ما يزيدها ويثبتها المفاهيم الخاطئة التي يتحرك من خلالها بعض الناس، وأقصد بهذه المفاهيم الخاطئة أن صاحب الرهاب الاجتماعي كثيرا ما يعتقد أنه أقل من الآخرين، وأنه سوف يكون عرضة للسخرية من قبلهم, وهذا الكلام ليس صحيحا.
ثانيا: الشعور بالخوف والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث مثل تسارع ضربات القلب, أو الشعور بالكتمة والضيقة في الصدر، هذه مشاعر داخلية لا يطلع عليها الطرف الآخر أبدا، فما تشعرين به أنت لا يتحسسه من حولك, فإذن تحقير الفكرة وتفهمها هذا يساعد كثيرا.
ثالثا: لماذا تخافين من الناس؟ أنت لست أقل منهم أبدا, علاقتنا مع البشر يجب أن تقوم على التقدير والاحترام, لا على الخوف منهم أبدا، فالإنسان مهما كان منصبه أو علا شأنه فهو في نهاية الأمر بشر، يقوم بكل ما يقوم به البشر {يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون} وليس هنالك أبدا فرق ما بين الناس إلا بالتقوى، وكل الناس سواسية كأسنان المشط الواحد, إذن فيجب أن تصححي مفاهيمك.
رابعا: طوري من مهاراتك الاجتماعية، لابد أن لديك صديقات حولك، حاولي أن تكوني دائما في المقدمة في مواجهتهن، خذي أنت المبادرات الطيبة، ابدئي أنت بالتحية، وتكون التحية تحية رائعة, ورصينة ترصع بالمحبة والتقدير لزميلاتك دائما, ترقي إلى مواضيع معينة في شؤون الحياة العامة, أو فيما يخص الدراسة, ابدئي أنت بهذه المبادرات, فهذا يساعدك كثيرا, ومن ثم ابدئي في تطوير علاقاتك مع بقية من حولك.
إذن المواجهة، وتغيير الأفكار، وتصحيحها، وتفهم المفاهيم الصحيحة حول الخوف الاجتماعي، وتطوير المهارات الاجتماعية، هي من الوسائل العلاجية الطيبة جدا.
خامسا: عليك أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء, فهذه التمارين ذات فائدة كبيرة جدا، ومفيدة جدا، ويمكنك أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
سادسا: هنالك أدوية مفيدة جدا كجزء من العلاج، لكني لا أريدك أبدا أن تتناولي هذه الأدوية دون مشورة والدك, تحدثي معهم، اعرضي عليهم أنك تعانين من قلق ومخاوف، وهي تتطلب مقابلة الطبيب، ولا أعتقد أن والدك سوف يرفض أبدا, يمكن أن تذهبي إلى أي طبيب نفسي مع والدك، وتشرحي له الحالة، وسوف يقوم الطبيب بتوجيه النصح مثل ما ذكرنا لك, وربما يزيد عليه، وفي نفس الوقت يصف لك دواء بسيطا يساعدك -إن شاء الله تعالى- في الفترة القادمة.
أرجو أن تكوني أكثر إيجابية في تفهمك لذاتك، وأنا أؤكد لك أنك عزيزة مكرمة, ولست أضعف من الآخرين أبدا, أنت في سن فيها الكثير من الطاقات النفسية الإيجابية, وجهي طاقاتك نحو دراستك، كوني دائمة متفائلة، وزعي وقتك وأديريه بصورة جيدة, فهذا يجعلك أكثر نظاما وانتظاما مما يجعلك تحسين -إن شاء الله تعالى- بالرضا في نهاية الأمر.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن تصلي -إن شاء الله تعالى- لآمالك في الحياة.
أما فيما يخص دراستك للطب فأنا أرى أنه ليس هنالك ما يمنعك أبدا من ذلك, فهذه المخاوف التي تعانين منها هي طاقات نفسية، وهذه الطاقات النفسية يمكن أن توجه توجيها صحيحا، وذلك من خلال استغلالها من أجل الاجتهاد والمذاكرة, واكتساب المعرفة, أنت مقتدرة، وما دامت هذه هي رغبتك فإن شاء الله تعالى لن تجدي أبدا صعوبة في ولوج هذا المجال.
بالنسبة لإيميلي: قد يكون هنالك صعوبة حقيقة في إعطائه، وذلك لسبب بسيط حيث إن مشاغلي كثيرة وكثيرة جدا، ولا أستطيع أن أتواصل مع الناس في كثير من الأحيان؛ فهذا ربما لا يكون مجديا, أرجو أن تعذريني -أيتها البنت الفاضلة الكريمة-.
وأسأل الله لك العافية والشفاء, (اللهم يا رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما).