ما هو أحسن دواء للاكتئاب؟

0 748

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اكتئاب وإحباط، وتم وصف سبراليكس 20 مج يوميا، وتحسنت لفترة شهرين، وبعدها انتكست، والدكتورة غيرت العلاج إلى ايفكسير 150 مج حبة يوميا، وبروزاك قبل البريود ب15 يوما.

لكني أحس بعدم التحسن بعد استخدامه من شهر ونصف، ولا أقدر التواصل مع الدكتورة لظرف سفري، فهل زيادة الجرعة هي الحل؟ وما الجرعة المناسبة؟ وهل يجب تغيير الدواء مرة ثانية؟

كما أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، ولكني ذهبت إلى الدكتورة بعد سنة وسبعة شهور من الولادة، بعد أن أقدمت على الانتحار، ووصفت لى سيبرالكس 10 ملج يوميا، ثم زادت الجرعة إلى 20 ملج ولكني وقت الدورة كنت عصبية جدا، فغيرت لي العلاج بعد 3 شهور إلى افكسور 150ملج وبروزاك 20 ملج فبل الدورة ب15 يوما، ولكني أحس بانتكاسة، والدواء عديم الفائدة، ولا أقدر أتواصل مع الدكتورة لظروف سفري، ولا أعرف ماذا أفعل، فهل أزيد الجرعة أو أغير العلاج؟

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالات الاكتئاب في مثل عمرك مهما كانت مسبباتها كالولادة لابد أن تكون هنالك دعائم علاجية أخرى غير الدواء.

ظروفك الحياتية والاجتماعية لابد أن تنظري فيها، وإن كانت هنالك أسباب اجتماعية أو أسرية أو بيئية، حاولي أن تجدي لها بعض الحلول في حدود المعقول، وتغيير نمط الحياة دائما فيه فائدة وخير كثير للإنسان للتخلص من كثير من الأعراض الاكتئابية، ويجب أن تنظري إلى الحياة نظرة إيجابية - هذا مهم جدا - .

عدم التركيز على الفكر السلبي بل التخلص منه هو أحد الركائز الأساسية والجوهرية، لأن يتحسن الإنسان ويتخلص من اكتئابه إن شاء الله تعالى.

تطوير المهارات الاجتماعية وأن يسعى الإنسان لأن يكون مفيدا لنفسه ولغيره، صلة الأرحام، بر الوالدين، ترتيب البيت وإدارة الأسرة، الاهتمام بالزوج والأولاد، لا شك أنها إضافات علاجية، وأنت على إدراك تام بذلك، فأرجو أن تعطي هذه الأمور كلها أهمية لأنها سوف تفيدك كثيرا إن شاء الله تعالى، ويكون العائد النفسي والمعنوي والاجتماعي إيجابيا.

الرياضة وجد أنها مفيدة جدا، وفي مثل عمرك أعتقد أنها سوف تكون ذات عائد إيجابي كبير، عليك للتخلص من هذا الاكتئاب، فكوني حريصة على ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة.

يما يخص العلاج الدوائي: حقيقة هذه الأدوية متقاربة، وأنا لا أحب التركيبات الدوائية المتعددة، دواء واحد أساسي ومعه دواء مدعم آخر يكون كافيا جدا، بشرط أن يكون هنالك صبر على تناول الدواء والالتزام بجرعته وعدم استعجال النتائج، هذه مهمة جدا.

أنا أرى أن عقار إفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجراما يوميا، وبالتزام وانضباط سوف تكون جرعة كافية لك، ولا أعتقد أن هنالك حاجة حقيقية لتناول البروزاك.

كبديل للبروزاك توجد الآن دراسات كثيرة جدا تشير أن عقار سوركويل والذي يعرف علميا (كواتبين) إذا تم تناوله بجرعة صغيرة مثل خمسة وعشرين مليجراما ليلا سيساعد ذلك في التخلص من الاكتئاب وتحسن المزاج، والدواء له عدة استعمالات، لكن بجرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا وجد أنه مفيد، فأعتقد أنك لو أعطيت نفسك فرصة لتناول الإفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجراما، والسوركويل بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا سوف تتحصلين على نتائج إيجابية جدا.

الدواءان لابد أن يتم تناولهما لمدة ستة أشهر بهذه الكيفية وبهذه الجرعة، بعد ذلك يمكن التوقف عن تناول السوركويل والاستمرار على الإفكسر لمدة أطول.

السوركويل ربما يؤدي إلى زيادة في النوم خاصة في الأيام الأولى، بعد ذلك سوف تتلاشى هذه الخاصية، خاصة أن الجرعة جرعة صغيرة، فأنا أنصحك بالالتزام بتناول الدواء لتتحصلي على فوائد كبيرة.

إن استطعت أن تتواصلي مع الطبيب النفسي فهذا أيضا يعتبر أمرا جيدا، ولكنك أبديت صعوبات قد تجعل التواصل مع الطبيبة صعبة بعض الشيء.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وموضوع محاولات الانتحار لا شك أنه أمر محزن، لا يليق بك أبدا كمسلمة، فالحياة الطيبة والحياة كريمة، أنت لديك أشياء جميلة في حياتك، فيجب أن تحدي من مثل هذه المشاعر، ولا تقدمي أبدا على مثل هذه المحاولات مرة أخرى.

دراسات كثيرة أشارت إلى أن الذين يسعون ويحاولون الانتحار حتى وإن لم يكن لديهم القصد التام لأخذ حياتهم عنوة ربما ينجحون يوما من الأيام في إكمال الانتحار قصدوا أم لم يقصدوا، وهذا بالطبع شيء مؤلم تماما، فإذن هذه نار يجب أن لا نلعب بها، ومن قتل نفسه عذب، فلا تقدمي على مثل هذا، وابتعدي تماما عن مثل هذا التفكير والسلوك.

ولمزيد الفائدة يراجع التالي: تحريم الانتحار والتفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات