حساسية شديدة من الشمس أدت إلى الاحمرار والحكة، فما العلاج؟

0 883

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني تقريبا منذ 8 أشهر من حساسية من الشمس بشكل غير طبيعي، بمجرد خروجي صباحا أو ظهرا يصير الأنف لونه أحمر ويدي تحمر، وكذلك الرقبة، والوجه بشكل عام، وعندما أرجع البيت تصيبني حكة في مناطق الاحمرار.

علما بأن طبيعة دراستي تتطلب أن أخرج في الشمس، قبل الــ 8 أشهر ما كنت أعاني من هذه المشكلة، وفجأة جاءتني هذه المشكلة، وصارت عندي عقدة منها.

فما هو علاج هذه المشكلة، جزاكم الله خيرا.

ملاحظة:

أشار لي بعض الزملاء بوضع حناء، وليمون، ودهن بهذه المناطق المحمرة، هل هذا صحيح؟

تقديري لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الوصف الوارد في السؤال يشير، ويوحي بأن ما تعاني منه هو التهاب جلد ضيائي، وليس مرضا ضيائيا، أي مرضا جلديا يتفاقم بالتعرض للضياء، فإن كان ما تعاني منه هو فعلا التهاب جلد ضيائي بسيط كان الحل سهلا عن طريق الأمور التالية:

1- الامتناع عن التعرض للشمس.

2- استعمال الحجاب الساتر القماشي الأبيض على الجلد عند الخروج للشمس كالغترة الخليجية.

3- استعمال الواقيات الضيائية.

وإن ما سبق يكفي لعدم حدوث التهاب جلد ضيائي

وأما إن كان هناك أمراض تتأذى بالتعرض للضوء أو الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية فعندها تتراءى على الجلد بشكل مختلف، ومن أهمها الذئبة الحمامية القرصية، أو الذئبة الحمامية الجهازية، أو جفاف الجلد المصطبغ، أو البورفيريا، أو التهاب الجلد الضيائي عديد الأشكال، أو غيره من قائمة طويلة، ولم يرد في السؤال ما يدل على أي منها.

ومن جهة أخرى يجب نفي تناول الأطعمة المثيرة للتحسس الضيائي مثل الكزبرة والبقدونس والخردل والليمون واللومي وغيرها الكثير من قائمة طويلة، ولذلك ينبغي مراجعة قائمة الأطعمة الجديدة التي دخلت في تغذيتك في الأشهر الثمانية الأخيرة.

وكذلك يجب نفي تناول الأدوية المثيرة للتحسس الضيائي مثل (التتراسيكلين) ومشتقاتها، و(الغريسيوفولفين والميثوتريكسات والريتينويدس) وغيرها أيضا من قائمة طويلة. ولذلك ينبغي مراجعة قائمة الأدوية الجديدة التي دخلت في تغذيتك في الأشهر الثمانية الأخيرة.

وكذلك يجب نفي تطبيق أي مادة على الجلد يمكن أن يكون لها تأثير محسس للضياء، مثل: العطور، والأدوية، أو النباتات على اتساع مساحتها، فهناك التهاب الجلد بالعطور، وهناك التهاب الجلد بالنبات، وهناك التهاب الجلد التحسسي الضيائي، والتهاب الجلد بالضياء والتماس، إذن فليس كل التهاب جلد ضيائي هو بسبب ضياء منفرد.

ولذلك يجب القيام بزيارة طبيب أخصائي أمراض جلدية للفحص والمعاينة وأخذ الخزعة الجلدية من موضع المرض حال وجوده، وكذلك إجراء بعض التحاليل المخبرية مثل الـ (ANA & Anti)، وقد ناقشنا التهاب الجلد الضيائي وتأثير الشمس الحارق في الاستشارة (18594).

وأما الواقيات من الشمس أو الواقيات الضيائية فمنها مادة (بابا) وبعض الناس يتحسسون منها، ومادة أكسيد الزنك، والمواد عديدة، والأسماء التجارية أكثر، وتختلف من بلد لآخر مثل: مستحضرات (أوول دي) (لويس ويدمر) الواقية من الشمس، وهي من المستحضرات الراقية ولكنها غالية الثمن، و(سن كير) (لسيبا ميد)، من أبسطها وأكثرها توفرا، كما أنه من أرخصها، وهو فعال، (إكرين توتال).

وسبيكترابان لستيفل من الشركات العريقة في المستحضرات الجلدية ومتواجدة في الخليج منذ عقود.

ومجموعة (نيوتروجينا) الواقية من الشمس.
ومجموعة (روك) الواقية من الشمس مثل (ميني) سول 50 .

ومجموعة (بيوديرما) الواقية من الشمس، وهي من الأدوية الحديثة، وغيرها كثير.

ويجب دهن واقيات الشمس قبل فترة 30-60 دقيقة من الخروج للشمس، وبعضها يدهن مرتين، وبعضها تكفي دهنة واحدة منه، وبعضها يغسل بالماء، وبعضها عازل للماء، ومنها ما هو بدون لون، ومنها ما يعطي لونا للبشرة، وكلما زاد الـ (SPF) كلما ازدادت نسبة الوقاية، ويفضل أن يكون فوق الـ 15 فاختاروا ما تشاؤون مما يناسبكم حسب البلد الذي أنتم فيه.

وختاما نضيف أن الحل الأمثل هو الوقاية من التعرض للشمس، وننصح بزيارة طبيب أخصائي جلدية لتقييم الحالة والإشراف على العلاج.

يستحب استعمال (الكورتيزون) عند الضرورة وليس حسب المدة ولكن تحت إشراف الطبيب المعالج.

استعمال الواقي يجب أن يتم قبل الخروج بنصف ساعة إلى ساعة على الأقل ليبدأ تأثيره.
اجتناب التعرض في الفترة الحارقة بين منتصف النهار زائد، وناقص ثلاث ساعات.

اجتناب التعرض غير المباشر للشمس ولو من خلال نافذة، والعلم بأن التعرض لضوء الشمس حتى ولو في اليوم الغائم يوصل كمية من الأشعة إلى الجلد قد تؤدي إلى إحداث التهاب جلد ضيائي.

ويلزمك أن تبقى بعيدا عن الشمس العمر كله إن كنت تتحسس عند كل تعرض ما لم يعرف سبب التحسس ويتم تجنبه.

ولا ننصح باستعمال أي شيء على الوجه مثل الحنة والليمون أو الفواكه والخضراوات والعطور والنكهات: لأن الحساسية - كما ذكرنا - قد تكون بسبب مثيرات التحسس الضيائي وليس من الضياء وحده، وقد يكون الابتعاد عن تطبيق المواد المحسسة موضعيا هو الحل الأمثل، خاصة وأن القصة بدأت عندكم منذ ثمانية أشهر أي لها نقطة تحول، وليس هناك مرض وراثي، أو خلقي، وليست الحالة مزمنة بل طارئة خاصة، وخاصة أننا في أشهر الشتاء التي تقل فيها الحساسية الضيائية إلا إذا كانت مثارة بعوامل يظنها من يستعملها أنها الدواء، وحقيقتها أن أصل الداء والبلاء.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات